تحوّل إدخال مساعدات إنسانية الى فنزويلا في إطار عملية محفوفة بالمخاطر للمعارضة الفنزويلية الى فوضى دامية، بعد إطلاق قوات الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو، أمس الأول، النار على متظاهرين وإضرام النار في شاحنات محمّلة بالمساعدات.

ورداً على ذلك، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في تغريدة أن "الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات ضد هؤلاء الذين يعارضون إعادة الديمقراطية بشكل سلمي في فنزويلا. الآن هو وقت التحرك لدعم احتياجات الفنزويليين اليائسين"، مضيفاً أن أيام مادورو باتت معدودة.

Ad

وكتب في تغريدة مصحوبة بصور من الاشتباكات على حدود فنزويلا، "ما هذا الطاغية المريض الذي يمنع وصول الطعام إلى الجياع؟".

ووصف بـ "العصابات" قوات الأمن الفنزويلية التي قمعت بشدة تظاهرات السبت، مما أوقع قتيلين، وأكثر من 300 جريح من بينهم كولومبيون وفق حكومة بوغوتا.

بولتون

من ناحيته، هدد مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، فنزويلا بفرض عقوبات جديدة وعزلة دولية إذا لم يسمح جيشها بدخول المساعدات الإنسانية إلى البلاد.

وكتب على" تويتر"، أمس، أن "الجيش الفنزويلي لديه خيار: قبول الديمقراطية وحماية المواطنين والسماح بدخول المعونة الإنسانية، أو مواجهة عقوبات جديدة وعزلة أكبر".

وأحرقت شاحنتان مع حمولتهما من الأدوية بعيد دخولهما فنزويلا من كولومبيا، حسب ما أعلنت السلطات الكولومبية التي أمرت عندها شاحنات المساعدات الأخرى بالعودة أدراجها.

من جهة أخرى، عادت سفينة أدراجها بعد إبحارها من بورتوريكو محملة بمساعدات، إثر "تلقيها تهديدا مباشرا بإطلاق النار" من البحرية الفنزويلية، وفق ما أعلن حاكم الجزيرة الأميركية ريكاردو روسيلو.

وفي بروكسل، قالت منسقة السياسات الخارجية للاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني في بيان باسم الدول الـ 28 الأعضاء في الاتحاد، أمس: "نرفض استخدام مجموعات مسلحة غير نظامية لترهيب المدنيين والمشرعين الذين تحركوا لتوزيع المساعدة"، مؤكدة استعداد الاتحاد لـ "زيادة مساعداته، والعمل من أجل آليات تنسيق أمتن وأشمل بإدارة المؤسسات المختصة في الأمم المتحدة".

وفي تحدّ لمادورو، انتقل غوايدو الجمعة إلى كولومبيا، رغم أمر قضائي صادر بحقه يمنعه من مغادرة أراضي فنزويلا، وأكد أن الجيش الذي يشكل عماد النظام التشافي "شارك" في عملية خروجه.

ودعا السبت من مدينة كوكوتا الكولومبية القريبة من الحدود الأسرة الدولية إلى "درس كل الاحتمالات" لمواجهة مادورو.

وأعلن أنه سيشارك اليوم، في بوغوتا باجتماع تعقده "مجموعة ليما" المؤلفة من 14 بلدا من القارة الأميركية معظمها معارضة لمادورو، لبحث الأزمة في فنزويلا، كما أعلن أنه سيلتقي نائب الرئيس الأميركي مايك بنس.

ونددت الحكومة الكولومبية المؤيدة علنا لغوايدو، بـ "انتهاكات لحقوق الإنسان".

وبينما دارت مواجهات على الحدود، جرت تظاهرتان متنافستان في كراكاس، الأولى بمشاركة محتجين ارتدوا ملابس بيضاء دعما لغوايدو، والثانية بملابس حمراء دعما لمادورو. وأعلن مادورو في خطاب ألقاه أمام الآلاف من أنصاره، عن امتنانه لسكان نيويورك لدعمهم فنزويلا. وقال: "من كاراكاس أبعث بالشكر لشعب نيويورك الذي خرج إلى الشوارع لدعم الثورة، وطلب من دونالد ترامب أن يرفع يديه عن فنزويلا".

كما أعلن مادورو قطع العلاقات الدبلوماسية مع بوغوتا، وأمهل الدبلوماسيين الكولومبيين 24 ساعة للمغادرة، معلنا "اخرجوا أيها الأوليغارشيون".

غير أن رئيس كولومبيا إيفان دوكي الذي وصفه مادورو بـ "الشيطان"، يعتبر غوايدو الرئيس الوحيد في فنزويلا حاليا.

انشقاق 62 عسكرياً

وذكرت السلطات الكولومبية أن ما لا يقل عن 60 عسكريا فنزويليا بينهم عدد من الضباط فروا السبت، وانتقلوا من دون أسلحتهم، إلى كولومبيا حيث طلبوا اللجوء.

كما أعلنت البرازيل استقبال عسكريين فنزويليين طلبا اللجوء لديها.

وعرف أحد العسكريين عن نفسه بأنه "الميجور هوغو بارا"، وهو يرتدي بدلة القوات المسلحة الوطنية البوليفارية. وقال للصحافة "إنني أعترف برئيسنا غوايدو، وسأكافح مع الشعب الفنزويلي في كل مرحلة".