بعد التغييرات في المناصب العليا في الدولة التي أعلنها الرئيس السوداني عمر البشير، بعد ساعات من حلّه الحكومة على المستوى الاتحادي وحكومات الولايات وفرضه حال الطوارئ في أنحاء البلاد مدّة عام لمواجهة الاحتجاجات التي دخلت شهرها الثالث، والتي فشلت حملة أمنية دامية في إخمادها، عيّن البشير، أمس، مصطفى يوسف حولي وزيراً للمالية، ليحل محل معتز موسى الذي كان يشغل أيضاً منصب رئيس الوزراء، كما أمر بإطلاق سراح 11 من قادة المعارضة الذين اعتُقِلوا الخميس الماضي.

وقال أحد المفرج عنهم ويدعى معاوية شداد، إنه تم إطلاق سراحه و10 آخرين بعد لقاء مطول مع مدير الأمن صلاح عبدالله الذي أبلغهم دعوة البشير للحوار، وأن يكون التغيير عبر صناديق الانتخابات لا بالتظاهر، إضافة إلى تطرّقه لملفات أخرى بينها الفساد.

Ad

وكان الأمن اعتقل 25 من قادة المعارضة أثناء محاولتهم الخروج في موكب دعا إليه «تجمع المهنيين» الخميس الماضي، للاحتجاج على الأوضاع الاقتصادية والمطالبة بإسقاط النظام.

وسيّر «تجمع المهنيين» و«قوى التغيير والحريّة»، أمس، مواكب عدة في مدينتي الخرطوم وأم درمان في تحد لإعلان حال الطوارئ.

أما «الحزب الشيوعي» المعارض، فحذر من «محاولات مصر لدعم نظام البشير، وتحركات الولايات المتحدة لتنفيذ مشروع الهبوط الناعم عبر ترقيع النظام».

وفي سياق متصل، أصدر البشير، أمس، قرارين يقضيان بتكوين مركز فدرالي لمحاربة الفساد، وحل ديوان المظالم العامة والحسبة في المنطقة المركزية والولايات، بالتزامن مع خروج مسيرات معارضة.

في غضون ذلك، قال وزير الدفاع السوداني نائب رئيس الجمهورية، عوض بن عوف، أمس: «نسعى لأن نعبر بسفينة السودان إلى بر الأمان، بعد ما مرت به من صعاب». وخلال جلسة شهدت تنصيبه وتنصيب رئيس الوزراء الجديد، محمد طاهر إيلا، بحضور البشير، الذي كان مرتديا الزي العسكري، قال بن عوف: «يمر السودان حاليا بمرحلة استثنائية تحتاج من الجميع الوعي والحكمة والحسم والحزم، ولن نتوانى عن ذلك أبدا».

وتابع: «سنعمل بصورة قوية وحازمة مع المجتمع في الولايات كافة، بصورة تشاركية لتحقيق مطالبنا وأهدافنا، التي هي أهداف الشعب كله».

أما رئيس الوزراء محمد طاهر إيلا، فأمل «معالجة القضايا العالقة التي تمثل هماً للسودانيين»، مشيرا الى أنه سيعمل على لقاء الجهات المعنية لوضع برنامج عاجل يعمل على إرضاء المواطنين.

وخلال حفل أداء اليمين، أكد الرئيس السوداني، أمس، أن المرحلة الحالية تتطلب حكومة عسكرية ووجود عسكريين على رأس الولايات للعمل على إعادة وضمان الأمن والاستقرار، نافيا أن تكون خطوته سببها الانحياز للجيش.

وطالب البشير، الذي ظهر بالبزة العسكرية خلال أداء مسؤولين جدد للقسم الدستوري، بتشكيل حكومات كفاءات والابتعاد عن المحاصصات السياسية.