"كل الطرق تؤدي إلى روما"، عبارة قالها قديماً القائد التونسي حنبعل، وترددت كثيرا في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا، ليعيد الزمن نفسه، لكن مع تغيير العبارة لتصبح "كل الطرق تؤدي إلى كيفان"، بعد أن بات الكويت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق لقبه الثالث على التوالي لدوري ڤيڤا للدرجة الممتازة لكرة القدم، وذلك بانتهاء الجولة الرابعة عشرة؛ فحسابياً الأبيض في حاجة إلى حصد 9 نقاط من أصل 15 نقطة لضمان اللقب بغض النظر عن نتائج الآخرين.

أما في صراع الهبوط، فالصورة تتضح رويدا رويدا، فالصراع سيشتد بين التضامن والفحيحيل والجهراء على هبوط أحدهم إلى جانب الشباب، الذي يبدو أنه هبط إكلينيكيا، بعد تقهقره للمركز الأخير بافتقاده الروح القتالية تماما.

Ad

وشهدت الجولة الرابعة عشرة العديد من الأحداث، أبرزها:

الأبيض يقترب

من المؤكد أن اقتراب الأبيض من تحقيق لقبه الثالث جاء عن جدارة واستحقاق شديدين، فالفريق يواصل انتصاراته الواحد تلو الآخر دون توقف، لكن ما يؤخذ عليه هو حالة الاستهتار التي تصيب لاعبيه، واستمرار الأخطاء الدفاعية، والدليل هدف الأردني منذر أبوعمارة، الذي جاء من أقصى اليمين ليخترق منطقة الجزاء بسهولة ويضع الكرة "لوب" في شباك مصعب الكندري.

في المقابل، يرتفع مستوى الفحيحيل من مباراة لأخرى، فالفريق في النواحي الهجومية جيد، وقادر على هز شباك الآخرين، لكنه يحتاج إلى حُسن تنظيم في الدفاع، والدليل زيارة الأبيض لشباكه بمختلف الطرق ومن أماكن مختلفة.

همسات

* مدرب الجهراء أحمد عبدالكريم: منحت الجهراء قبلة الحياة بعد أن مات الفريق إكلينيكيا... البقاء في الدوري سيمنحك لقب أفضل مدرب كويتي عن جدارة واستحقاق شديدين.

* مدرب القادسية ايوان مارين: نتائجك مع الفرق الكبيرة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنك أقل كثيرا من طموحات فريق في حجم الأصفر.

* مدرب النصر ظاهر العدواني: يمكننا حاليا القول إن العنابي عاد إلى مستواه في الموسم قبل الماضي الذي حقق فيه المركز الثالث... عليك إعداد الفريق للموسم المقبل جيدا.

* مدرب الفحيحيل محمد دهيليس: جهودك واضحة مع الأحمر، وفكرك يطغو على أداء الفريق، لا يتبقى إلا تحقيق النتائج الإيجابية التي تترجم عملك.

* مدرب العربي حسام السيد: تراجع مستوى الفريق دون تدخل منك يهدد استمرارك مع الأخضر... البداية كانت رائعة والختام ليس على ما يرام... والعبرة بالخواتيم.

السماوي يعود

من جانبه استعاد السالمية المركز الثاني مناصفة مع القادسية، بفوز مستحق على التضامن، استعاد به عافيته، وهناك فارق كبير بين مواجهتي التضامن والجهراء، فيما يخص الروح والهجوم والدفاع والسيطرة على الكرة.

أما التضامن فيقدم مستويات جيدة جداً لا تتناسب مع نتائجه، وهناك حالة من عدم التوفيق تواجه الفريق تتمثل في إهدار فرصة سهلة، على الرغم من السيطرة والهجوم، وهو ما يعني تطوره بشكل لافت للنظر.

لغز الأصفر والبرتقالي

أهدر القادسية نقطتين ثمينتين بتعادله مع كاظمة، وهناك أخطاء ارتكبها المدافعون إلى جانب الخطأ الذي ارتكبه حكم اللقاء هاشم الرفاعي، حينما خرجت الكرة التي منيت بها شباك الفريق بالهدف الأول مرتين، كل ذلك ساهم في هذه النتيجة، إضافة إلى اعتماد اللاعبين على قدراتهم في الخطوط الثلاثة دون وجود خطة واضحة المعالم.

على الجانب الآخر، ارتفع مستوى كاظمة وحقق نتيجة لا بأس بها، ويمكن القول أن البرتقالي بالمستوى الذي قدمه استعاد كثيرا من عافيته التي فقدها في الفترة الماضية، لكن ما يؤخذ على الفريقين معا، عدم قدرتهما على تنظيم جهودهما، والظهور بحالة بدنية يرثى لها في الشوط الثاني.

قدم النصر مباراة رائعة أمام ضيفه العربي، ونجح في التقدم مرتين، والفريق استعاد بريقه تماما، وهو أمر يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المستوى والنتائج التي قدمها العنابي في الدور الأول كانت استثنائية، وكان في مقدوره تحقيق الفوز، لكن افتقاده للتركيز في الدقيقة الأخيرة والاندفاع الهجومي رغم التقدم حال دون ذلك.

أما العربي فقد تراجع مستواه بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، وهو أمر متوقع بسبب عدم تدعيم الصفوف تنفيذا لعقوبة الڤيڤا، لكن الأخطاء التي ارتكبت أمس لا حصر لها، وأهمها الأخطاء الدفاعية التي كلفت الفريق هدفين، الأول سوء تغطية والثاني خطأ ساذج لمدافع ظن انه لاعب كرة طائرة ليمسك بالكرة بشكل غريب!

لقطات

* رفع لاعبو النصر قبل انطلاق مباراتهم مع العربي لافتة وجهوا خلالها التهنئة إلى سمو أمير البلاد وسمو ولي العهد، بمناسبة العيد الوطني وعيد التحرير.

* تدخل الجهازان الفني والإداري لنادي النصر لإخراج اللاعبين من الحالة النفسية السيئة التي كانوا عليها عقب انتهاء المباراة، لاهتزاز شباكهم بهدف التعادل في الوقت المحتسب بدلا من الضائع في الشوط الثاني.

* أكد رئيس نادي القادسية فواز الحساوي في تغريدة على "تويتر"، أن محترفي "الأصفر" عالة على الفريق، وليسوا على مستوى الطموح.

* ساهمت الأجهزة الفنية والإدارية للفرق في المستوى المتراجع للحكام، بالضغط عليهم، بسبب ودون سبب، من خلال الاعتراض على العديد من القرارات بشكل مبالغ.

الجهراء يتألق

وبدوره، واصل الجهراء تألقه وحقق الفوز الثاني على التوالي، تحت قيادة مدربه القدير أحمد عبدالكريم، الذي نجح في إعادة اكتشاف لاعبيه وتوظيف إمكانتهم وإلهاب حماسهم، ليفترسوا الشباب بثلاثية مستحقة.

في المقابل، واصل الشباب مستوياته المهتزة، وخسارة ثلاث نقاط جديدة أطاحت به إلى المركز الأخير، فالفريق لم يقدم منذ فترة طويلة ما يستحق عليه البقاء، إذ لا يهاجم جيدا ولا يدافع جيدا!

الحكام في الميزان

واصلت الأخطاء التحكيمية فرض نفسها على أحداث الدوري، فعلى سبيل المثال تغاضى حكم لقاء النصر والعربي أحمد العلي عن طرد لاعب الأخضر عبدالله الشمالي، الذي جذب المهاجم الكاميروني بابا توندي من قميصه أثناء انطلاقه نحو المرمى، ليحتسب اللعبة خطأ على المهاجم.

أما حكم لقاء القادسية وكاظمة هاشم الرفاعي فافتقد التركيز تماما، وجاء هدف البرتقالي الأول من خطأين، بعد أن تجاوزت الكرة الخطوط الجانبية مرتين، كما أنه لجأ كثيرا إلى مساعديه في لعبات كان هو الأقرب منهما.

بدوره، احتسب حكم مباراة الكويت والفحيحيل علي عباس ركلة جزاء مشكوك في صحتها لمصلحة الأبيض، بينما انتقدت الأجهزة الفنية والإدارية لفريقي الجهراء والشباب حكم مباراتهما حسن الحداد.

ويعد حكم السالمية والتضامن علي فؤاد الأفضل في هذه الجولة، إذ إنه لم يتركب أخطاء مؤثرة.