حدثنا عن بداية علاقتك بالرسم وكيف نميت هذه الموهبة حتى أحدثت لوحاتك أصداءً واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي؟
عمري 28 عاماً، من أبناء «النوبة» في مدينة أسوان (أقصى جنوب مصر)، تخرجت في المعهد الفني التجاري، لكنني تعلمت الرسم منذ نعومة أظفاري من خلال والدي، فهو الذي زرع في داخلي حب الرسم، إذ كان يرسم لي رسومات للطيور والحيوانات وكنت أقلده، وظهرت موهبتي في الرسم منذ سنوات عمري الأولى.هل تدرس حالياً في أكاديمية أو كلية متخصصة في الفنون لصقل موهبتك بالدراسة العلمية؟
كلية التربية النوعية، تحديداً قسم الفنون الجميلة التي كانت حلماً بالنسبة إلي، وتقدمت لاختبارات القدرات وهي ضرورية في مصر للالتحاق بمثل هذه الكلية، ونجحت. ولكن للأسف لم يحالفني الحظ في التنسيق الجامعي، من ثم لم ألتحق بها، بل بالمعهد الفني التجاري في محافظة أسوان.إذاً كيف طوّرت من أدائك على المستوى الفني؟
طوال الفترة السابقة كنت أرسم بالقلم الرصاص وألوان الخشب على الورق، وفي العام 2016 بدأت بالبحث على شبكة الإنترنيت عن خامات وأدوات يمكنني أن استخدمها في الرسم، وأخيراً اخترت أن أرسم بألوان الأكريليك. فعلاً، بدأت بصقل موهبتي عن طريق الفيديوهات التعليمية، ومن خلال الممارسة المستمرة للرسم، ووجدت أنني أتقدم بشكل ملحوظ في الرسم، وأشاد كثير من الفنانين المتخصصين بموهبتي.هل يقتصر مشروعك على الترويج للنوبة؟
في البداية، كنت أرسم الطبيعة عموماً، ثم بعد ذلك اقتصرت في لوحاتي على رسم النوبة للترويج لها ولجمال الطبيعة فيها باستخدام أدواتي كالريشة والألوان، كذلك تناولت في أعمالي التراث النوبي الغني بالألوان المبهجة.ما أبرز الملامح التي تعمل على رصدها في لوحاتك بالريشة والألوان؟
أهم الملامح التي أحاول رصدها في لوحاتي الثقافة والتراث النوبي، الذي يتجلى بوضوح في المعمار النوبي المميز بألوانه الجميلة الزاهية، والرسومات والرموز النوبية الموجودة على جدران البيوت، كذلك أسعى إلى رصد الأماكن والمزارات السياحية والأثرية ذات الشهرة العالمية، كمعبد «فيله» و«أغاخان» وفندق «كتراكت»، وهي محاولة مني لتنشيط السياحة وجذب السائحين من كل دول العالم إلى بلادي المعروفة تاريخياً بـ«بلاد الذهب».ما أكثر ما يميز الأجواء في بلاد الذهب، خصوصاً على مستوى الألوان في البيوت والشوارع وغيرها... وإلى أي مدى هي ملهمة لك في لوحاتك؟
من الأشياء التي تميز الأجواء في بلاد الذهب، طبيعتها الخلابة وألوانها المبهجة التي تجدها في المعمار النوبي المميز بالألوان والرسومات النوبية البديعة، كذلك يميز النوبة شوارعها النظيفة دائماً، فالنوبة لا تعرف عمَّال النظافة، إنما النظافة هي من ثقافة أهلها، كذلك تمتاز بالبساطة وجمال وانسجام البيوت الملونة على ضفاف نهر النيل المميز بلونه الأزرق مع الجبال الرملية الصفراء والأشجار الخضراء، وكأنها لوحة فنية، فالنوبة هي ساحرة الجنوب... هذه الأجواء كافة أثرت بشكل كبير في موهبتي وكانت سبباً رئيساً في حبي للرسم والطبيعة.معارض فنية
حول أهم المعارض الفنية التي شارك بأعماله فيها عن النوبة يقول محمود سليم: «بدأت بالمشاركة في المعارض منذ ديسمبر 2016. شاركت في معارض بين القاهرة وأسوان، واستضافني محافظ أسوان السابق عندما رأى لوحاتي ونظَّم لي معرضاً على هامش مهرجان «تعامد الشمس» في معبد أبوسمبل، في فبراير 2018. وتلقى أعمالي دائماً قبولاً واسعاً من الجمهور المتلقي، خصوصاً من الأجانب، فهم يحبون النوبة ويعرفون عنها الكثير... وأخيراً، أتمنى أن أشارك بلوحاتي عن النوبة في معارض بكل محافظات مصر وخارج البلاد، وأن أنشر الثقافة والتراث المصري عموماً، والتراث النوبي خصوصاً ليتعرف إليه العالم أجمع.