خريطة تقسيم جديدة للشرق الأوسط
في زمن تراجع التيار القومي العربي أصبح الكل يلعب بالساحة، وأصبحت الدول العربية الرئيسة في مهب الريح، وأصبحت الحروب الأهلية عنوان هذه المرحلة من التاريخ، مصحوبة بتخلف شامل، وفساد خطير، ولم يتورع الأميركيون والإسرائيليون أو يترددوا في طرح مشاريع قديمة جديدة تزيد من تخلف وتجزئة هذه الأمة، ومنها خريطة جديدة للشرق الأوسط أساسها تقسيم عدد من الدول العربية الكبيرة إلى دويلات صغيرة على أساس عنصري وطائفي بعد مرور مئة عام على اتفاقية سايكس بيكو البريطانية الفرنسية لتقسيم المشرق العربي جغرافياً. يدرك واضعو تلك السياسات والخرائط أهمية ما يقومون به في الوقت الذي يغرق العرب في سبات وسكونية، وهم أقرب إلى الغيبوبة في غرفة الإنعاش، ويدرك أولئك أهمية الخريطة وحدودها العنصرية والطائفية في الوقت الذي لم ندرك بعد تلك الأهمية، هي ليست إحياء لتقسيم جغرافي سابق، بل هي تقسيمٌ جديدٌ لدول المنطقة أساسه طائفي وعنصري، وشروط وعوامل ذلك التقسيم متوافرة.
لم ولن تجد تلك القوى المتآمرة فرصة تاريخية أثمن من اليوم لتنفيذ ذلك المخطط التقزيمي للعرب، حيث يقوم المخطط أو المؤامرة على أساس تقسيم دول الشرق الأوسط الكبير إلى دويلات صغيرة عنصرية وطائفية، وقد وضعت خريطتها وحدودها، ويريدنا البعض ألا نؤمن بنظرية المؤامرة! في الوقت الذي يعبر ذلك عن موقف العاجز لا بل الشريك غير المباشر فيها. وهنا نطلق صرخة لمن يهمه أمر هذه الأمة، وندعو إلى رد عملي برؤية استراتيجية.