ظريف يتمرد على «التهميش»... ويفجر خلافات النظام

روحاني يتمسك بوزيره... وموجة استقالات وتبادل اتهامات بين الإصلاحيين والمتشددين

نشر في 27-02-2019
آخر تحديث 27-02-2019 | 00:05
روحاني متحدثاً خلال اجتماع في طهران أمس (إرنا)
روحاني متحدثاً خلال اجتماع في طهران أمس (إرنا)
فجر وزير الخارجية محمد جواد ظريف خلافات أجنحة النظام الإيراني بعد إعلانه استقالته مساء أمس الأول رفضاً لتهميش دور وزارته عقب زيارة مفاجئة قام بها الرئيس السوري بشار الأسد لطهران التقى خلالها المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس حسن روحاني بحضور القائد بالحرس الثوري قاسم سليماني، في حين رفض روحاني وأغلبية برلمانية الاستقالة.
قدم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، مساء أمس الأول، استقالته عبر رسالة قصيرة نشرها على «إنستغرام» رفضاً لتهميش وزارته بعد استبعادها عن تنسيق زيارة مفاجئة قام بها الرئيس السوري بشار الأسد لطهران وبدت أنها برعاية قادة «الحرس الثوري» المتشدد.

وقال ظريف في الرسالة، إنه يشكر الشعب الإيراني والمسؤولين على تعاونهم خلال 67 شهراً الماضية من مسؤوليته في الخارجية، مضيفاً «أعتذر بصدق عن عدم قدرتي على مواصلة الخدمة، وعن جميع أوجه القصور أثناء الخدمة».

وفي وقت لاحق، أعرب مهندس الاتفاق النووي الإيراني، عن أمله في أن تكون استقالته من منصبه «تنبيها لعودة» الخارجية الإيرانية إلى مكانتها القانونية.

اقرأ أيضا

وفي رسالة إلى زملائه صباح أمس، دعا ظريف موظفي الخارجية الإيرانية إلى عدم اتباع مساره في الاستقالة من الوزارة. وقال، إن «تأكيدي لجميع إخوتي وأخواتي الأعزاء في وزارة الخارجية وممثلياتها هو أن يتابعوا مسؤولياتهم في الدفاع عن البلاد بقوة وصلابة وأن يجتنبوا بشدة مثل هذه الإجراءات».

وتابع الوزير الذي شغل منصبه عام 2013: «أتمنى أن تكون استقالتي تنبيهاً لعودة وزارة الخارجية إلى موقعها القانوني في العلاقات الخارجية».

ومساء أمس الأول، أفادت تقارير بأن ظريف اعتبر أن نشر صور لقاء الأسد مع المرشد الإيراني علي خامنئي ورئيس الجمهورية حسن روحاني، تؤكد أنه لم يعد منظوراً إليه بعَين الاعتبار كـ«وزير لخارجية إيران في العالم».

يشار إلى أن لقاء الرئيس السوري بالمرشد، حضرته شخصيات مثل قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني، وعلي أكبر ولايتي، وفي لقائه مع روحاني، کان سليماني وواعظي إلى جانب الرئيسين.

خلافات وذريعة

وفجرت خطوة الوزير، الذي يحظى باحترام في أوروبا بتفجير موجة من تبادل الاتهامات بين أجنحة النظام الإيراني رغم أن تقارير سابقة تحدثت عن تقديمه استقالته أكثر من مرة بشكل غير معلن إثر خلافات مع الجناح المتشدد الذي كثف ضغوطه عقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وإعادتها فرض عقوبات على طهران مايو الماضي.

وكتبت وكالة أنباء «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»، نقلاً عن مصدر مطلع، أمس: «إن عدم وجود تنسيق داخلي في مؤسسة الرئاسة وعدم الإبلاغ بالاجتماع مع الأسد هو سبب استقالة الوزير. وعلى الأرجح سيعود ظريف إلى الحكومة».

ونقلت الوكالة عن أحمد رضا بيكي النائب المحسوب على التيار المتشدد بمجلس الشورى «البرلمان»: «إن وزير الخارجية يقدم استقالته منذ أكثر من شهرين ولا علاقة لذلك بزيارة الرئيس السوري، وإن ربط الخطوة بقضية الزيارة مجرد ذريعة».

روحاني و«الشورى»

في المقابل، أدلى روحاني بتصريحات أعلن فيها تمسكه بظريف، وقال إن وزارتي الخارجية والنفط، تقفان في الخط الأمامي بالمعركة ضد الولايات المتحدة الأميركية.

وتابع قائلاً: «أشكر الوزيرين ظريف وبيجين زنكنه على صمودهما في تلك المعركة».

وقال روحاني، إن الرئيس السوري بشار الأسد زار طهران لتقديم الشكر لإيران قيادة وشعباً.

وأكد أن الأسد زار طهران لشكرها على دعمها لسورية في الحرب الأهلية، لافتاً إلى الرئيس السوري أشاد بوزارة الخارجية الإيرانية خلال زيارته.

ولاحقاً، نقلت وكالة الجمهورية الإسلامية عن محمود واعظي مدير مكتب رئيس الجمهورية قوله أمس، إن روحاني يدعم ظريف ولم يقبل الاستقالة.

وقال واعظي: «خطاب الرئيس في الإشادة بوزير خارجيته، شهادة واضحة على الرضا الكامل لممثل شعب إيران، من المواقف والأداء الذكي والفعال لظريف، ورد قوي على بعض التحليلات الكاذبة والمنحرفة».

وأضاف واعظي «وفقاً للدكتور روحاني، فإن الجمهورية الإيرانية ليس لديها سوى سياسة خارجية واحدة فقط ووزير خارجية واحد».

وفي رد فعل آخر، أعلن النائب في البرلمان، مصطفى کواکبیان، أن 150 نائباً طلبوا من روحاني في رسالة، الاحتفاظ بظريف في الحكومة. كما أعلن علي رضا رحيمي، عضو هيئة رئاسة البرلمان، أن مجلس الشورى سيناقش «كواليس الاستقالة» في جلسة طارئة. وقال، إن رئيس المجلس علي لاريجاني رفض مناقشة موضوع الاستقالة في جلسة مغلقة.

استقالات واتهام

وانتشرت تقارير، صباح أمس، عن تقديم عدد كبير من الدبلوماسيين استقالتهم تضامناً مع الوزير إذا ما تمت الموافقة على استقالته.

في موازاة ذلك، هاجم وزير الاستخبارات محمود علوي، التيار المتشدد دون تسميته.

وقال علوي، إن «بعض المسؤولين في الداخل كانوا يدعون ويتضرعون إلى الله أن يفوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية».

وأضاف أن «أولئك الذين أخذوا يدعون ليفوز ترامب، يحاولون اليوم إظهار الحكومة بأنها غير فعالة وغير قادرة على إدارة زمام الأمور».

وتابع أن «بعض المسؤولين في داخل البلاد يرفع شعار الموت لأميركا لكنه ضد مصالح إيران ونظامها».

وذكر حليف مقرب من وزير الخارجية أن الخلافات الداخلية في إيران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي بين إيران وقوى عالمية أجبرت ظريف على إعلان استقالته.

وقال الحليف: «ظريف وروحاني يتعرضان لضغط هائل من كبار المسؤولين منذ مايو الماضي» في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية للبلاد.

بومبيو وفلاحت بيشه

أما خارج إيران، فقد كتب وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، على «تويتر» أن ظريف وروحاني هما «واجهة للمافيا الدينية الفاسدة» وأن سياسة الحكومة الأميركية «لم تتغير».

وأكد بومبيو أن «خامنئي يتخذ جميع القرارات النهائية»، مضيفاً أن الجمهورية الإسلامية «يجب أن تتصرف كدولة طبيعية وأن تحترم شعبها»، وربط الاستقالة بإمكانية وجود رغبة لدى طهران في التفاوض.

في المقابل، نفى رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه، وجود صلة بين استقالة ظريف والتفاوض مع الولايات المتحدة.

وقال فلاحت بيشه، إن «استقالة ظريف لا علاقة لها بالمحادثات مع واشنطن، لأن قرار التفاوض يتخذ من قبل المجلس الأعلى للأمن القومي سواء بقي ظريف في منصبه أو غادره».

من جانب آخر، هبطت سوق الأسهم الإيرانية، متأثرة بأجواء الاستقالة والخلافات. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن سوق الأسهم الإيرانية تراجعت نحو ألفي نقطة.

وزير الاستخبارات الإيراني : بعض مسؤولينا كانوا يدعون الله ليفوز ترامب بالانتخابات
back to top