قبل أن يجري تعديلات كبيرة بقيادة الجيش شملت استحداث منصب وزير الدولة بوزارة الدفاع، صعّد الرئيس السوداني عمر البشير موقفه من الاحتجاجات المستمرّة منذ أكثر من شهرين ضدّ حكومته، بحظر التجمّعات غير المرخّص لها من السلطات، وفرض سلسلة إجراءات أخرى في إطار حال الطوارئ التي أعلنها قبل ثلاثة أيام، منها تأسيس نيابات طوارئ في جميع الولايات.

وأعلنت وزارة الدفاع، في بيان، أن البشير أجرى تعديلات في صفوف كبار القادة العسكريين، مبينة أنه عين الفريق أول عصام الدين مبارك وزيرا للدولة بوزارة الدفاع.

Ad

وسارع منظّمو الاحتجاجات إلى الردّ على قرارات البشير بالدعوة الى النزول إلى الشارع فوراً وتحدّي الإجراءات الجديدة.

وكان البشير أعلن الجمعة الماضي، حال الطوارئ في جميع أنحاء البلاد.

وأمس الأول، أكدت الرئاسة في بيان "أصدر رئيس الجمهورية أوامر وفقاً لحالة الطوارئ تحظر التجمهر والتجمعات أو أي مواكب غير مرخّص لها كما تحظر إغلاق الطرقات العامة أو إعاقة حركة السير".

وشملت الإجراءات الرئاسية إعطاء "القوات الأمنية حقّ دخول المباني والتفتيش الشخصي للأفراد".

كما حظرت الأوامر "نشر وإعداد أي أخبار تضرّ بالدولة أو المواطنين أو تدعو لتقويض النظام والدستور عبر أي وسائط مرئية أو مسموعة أو مقروءة أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي".

وردّاً على إعلان الرئاسة الجديد، دعا "تجمّع المهنيين السودانيين" الذي ينظّم الاحتجاجات المحتجّين إلى الخروج في تظاهرات فوراً، لكن شرطة مكافحة الشغب أطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريقهم.

ولاحقاً، رفعت هيئة الاتصالات السودانية الحظر عن وسائل التواصل الاجتماعي، مثل: "فيسبوك" و"واتس أب"، والتطبيقات الأخرى، بعد أن توقفت عن العمل بشكل مفاجئ منذ 12 ديسمبر الماضي.

وتداولت الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي، أنباء عن إعفاء المدير العام للهيئة القومية للاتصالات يحيى عبدالله من منصبه، بسبب إيقافه خدمة الإنترنت.

في غضون ذلك، أكدت مصادر قيادية داخل "حزب المؤتمر الوطني السوداني" الحاكم، أمس الأول، أن الحزب بدأ ترتيبات انتقال رئاسة الحزب من البشير إلى لجنة مكلفة تعمل على تصريف أعمال رئاسة الحزب خلال الفترة المقبلة والدفع بترشيحات لبديل البشير في الحزب وانتخابات الرئاسة في 2020.

وقال عضو المكتب السياسي في "حزب المؤتمر الوطني الحاكم" في السودان، أمين حسن عمر، إن الحزب سيختار رئيساً له في المؤتمر العام المقبل، وأكد جاهزية حزبه لاختيار بديل عن البشير.