أعلنت الهند أنها شنّت الثلاثاء غارات جوية استهدفت معسكر تدريب لجماعة "جيش محمد" داخل الأراضي الباكستانية، ما أثار قلقا دوليا من حصول تصعيد خطير بين الدولتين النوويتين.لكن إسلام أباد سارعت لنفي ما أعلنته الهند بأن الغارة أدت إلى مقتل "عدد كبير جدا" من مسلحي" الجماعة التي تبنّت هجوما انتحاريا في الشطر الهندي من ولاية كشمير أوقع عشرات القتلى.
وكانت نيودلهي هدّدت بالرد على هجوم انتحاري وقع في 14 فبراير في الشطر الهندي من كشمير تبنته جماعة "جيش محمد" المتمركزة في باكستان وأوقع أكثر من 40 قتيلاً من العسكريين الهنود.أثار التصعيد قلقا دوليا ودعا الاتحاد الأوروبي والصين الجارتين الغريمتين إلى "ضبط النفس".من جهتها دافعت فرنسا عن حق الهند "المشروع" في الدفاع عن نفسها، وقال متحدّث باسم الخارجية الفرنسية إن فرنسا تطالب باكستان بوضع حد لأنشطة الجماعات الإرهابية على أراضيها".وقالت نيودلهي إن مقاتلاتها استهدفت معسكر تدريب لجماعة "جيش محمد" وقتلت "عددا كبيرا جدا" من المقاتلين الذين كانوا يتدرّبون لتنفيذ هجمات انتحارية في الهند.وقال وكيل وزارة الخارجية الهندية فيجاي غوخالي في مؤتمر صحافي "نظرا للخطر الوشيك، كان لا بد من توجيه ضربة وقائية".من جهتها قالت باكستان إن مقاتلاتها تصدّت للطائرات الهندية وأرغمتها على العودة أدراجها.ونفت باكستان ادّعاءات الهند بالتسبب بحصيلة كبيرة للقتلى واصفة إياها بأنها "متهورة وواهمة".وأكد وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي في مؤتمر صحافي في إسلام أباد أن بلاده "سترد (على الغارة) في الوقت والمكان الذي تختاره".وقال المتحدّث باسم الجيش الباكستاني الميجور جنرال آصف غفور في تغريدة على تويتر إنّ "سلاح الجو الهندي اخترق خط المراقبة" الذي يفصل بين شطري إقليم كشمير المقسّم بين البلدين.وتابع أنّ المقاتلات الهندية ألقت على عجل شحنة لدى فرارها سقطت قرب بالاكوت.ولم يوضح المتحدّث العسكري الباكستاني ماهية هذه الشحنة، وقد نشر على تويتر صورا تظهر على ما يبدو قطعا معدنية وأرضية ترابية متضررة في منطقة غابات.وأفاد سكان بالاكوت بانهم سمعوا ليلا أربعة انفجارات على الأقل لكّنها لم تؤد إلى أضرار كبيرة.وقال زباري أفضل البالغ 25 عاما "لقد انهار حائط في منزل قريب من المكان وأصيب شخص بجروح طفيفة".ونظّم الجيش الباكستاني جولة للصحافيين في موقع "إسقاط الشحنة" حيث شاهد صحافي فرانس برس حفرة بعمق ستة أقدام تقريبا وبنفس العرض وشجرتين مقطوعتين وثلاثة أكواخ طينية وقد انهار حائط في أحدها.بدورها قالت وزارة الخارجية الهندية إن المعسكر يقع في منطقة بالاكوت لكنّها لم تعطِ أي تفاصيل إضافية، ما حال دون تحديد الموقع المذكور بدقة.وتقع بالاكوت في ولاية خيبر بختونخوا باكستان على بعد بضعة كيلومترات من خط المراقبة في الشطر الباكستاني من كشمير.ويقول محلّلون أن شن الهند ضربة في أراض باكستانية غير متنازع عليها من شأنه أن يشكل تصعيدا خطيرا في العداوة القائمة بين البلدين منذ الاستقلال عن بريطانيا في عام 1947.وبغض النظر عن التطوّر الأخير تعود آخر غارة جوية هندية ضد باكستان إلى العام 1971 حين خاض البلدان حربا حول استقلال بنغلادش.وبعد الهجوم دعا كل من رئيس الوزراء الهندي نارديندرا مودي والباكستاني عمران خان إلى اجتماعات وزارية طارئة.وقال الجيش الباكستاني إن خان دعا إلى اجتماع يوم الأربعاء لهيئة القيادة الوطنية التي تتولى التحكّم بالترسانة النووية لباكستان وقيادتها.وكان مودي الذي يُتوقّع أن يدعو لانتخابات في أبريل توعّد منفّذي اعتداء 14 فبراير بأنهم "سيدفعون ثمنا باهظا".لكن رئيس الوزراء الهندي وخلال تجمّع الثلاثاء في راجاستان لم يتطرّق للغارة بشكل مباشر. وقد وجّه التحية للجيش قائلا "أطمئن الأمة بأن البلاد في أيدٍ أمينة".وقال مسؤولون هنود إن الغارة تظهر تصميم البلاد على التصدي لباكستان التي تتّهمها نيودلهي بأنّها تدعم سرّاً تسلّل ناشطين ومسلّحين إسلاميين وانفصاليين إلى أراضيها، الأمر الذي تنفيه إسلام أباد باستمرار.وقال وزير الدولية للشؤون الخارجية رئيس الأركان السابق فيجاي كومار سينغ "يقولون إنهم يريدون تكبيد الهند خسائر فادحة. نقول لهم: في كل مرة تهاجموننا تأكدوا أن ردّنا سيكون أشد وأقوى".ووصف المحلل العسكري الباكستاني حسن عسكري ما حصل بأنه "خطير".وقال ردا على سؤال لوكالة فرانس برس إنه "إذا تواصلت مثل هذه الأعمال، فإنها يمكن أن تتحول إلى نزاع كبير لن يؤدي سوى إلى إغراق المنطقة في أزمة خطيرة".لكن رئيس مركز الأبحاث "أوبزرفر ريسرش فاونديشن" في نيودلهي سمير سران قال إن عدم تحديد الهند الموقع الذي استهدفته بدقة هو مؤشر إلى أن الهند لا تريد نزاعا مفتوحا.واعتبر سران أن الهند توجّه بواسطة هذا الهجوم رسالة إلى باكستان مفادها أن نيودلهي "لا تريد تصعيدا. لذا شنّت ضربة وقائية. لا تحوّلوا هذا الأمر إلى حرب إذا كنتم لا تريدونها".
آخر الأخبار
الهند: «ضربنا» جماعة إسلامية متمركزة في باكستان... وإسلام أباد «تنفي»
26-02-2019