في خطوة انتقامية تسببت في تصعيد التوتر مع جارتها النووية، نفذت الهند، فجر أمس، غارات جوية استهدفت معسكراً لجماعة «جيش محمد» الإسلامية، المتمركزة في باكستان، والتي اتهمتها بقتل 40 جندياً في هجوم بسيارة مفخخة في كشمير 14 الجاري.ووصف وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية فيجاي غوخالي، في مؤتمر صحافي، الهجوم بأنه «إجراء استباقي غير عسكري، يستهدف معسكر تدريب تابعاً لجماعة جيش محمد»، مشيراً إلى وقوع خسائر فادحة في معسكر تدريب الجماعة في بالاكوت وتدمير بنيته التحتية.
وبينما أوضح غوخالي أن هذه العملية صفّت عدداً كبيراً جداً من «جيش محمد» ومدربيها وكبار قادتها ومن المدرَّبين على العمليات الانتحارية، نقلت «رويترز» عن مصدر رفيع المستوى بحكومة الهند أن «الضربة الجوية في باكستان أسفرت عن مقتل 300 إرهابي».وفي تطور لافت، تبادلت القوات الهندية والباكستانية إطلاق النار عبر الحدود في إقليم كشمير المتنازع عليه. واتهم الجيش الهندي باكستان بالمبادرة إلى خرق غير مبرر لوقف إطلاق النار على طول خط السيطرة في قطاع نوشيرا، مؤكداً أنه رد «بشكل مناسب».وبعد سماعهم بالضربة، التي وقعت في أعمق نقطة عبر الحدود منذ آخر الحروب الثلاثة في عام 1971، خرج الهنود إلى الشوارع للاحتفال، وأطلقوا الألعاب النارية، ورقصوا ولوّحوا بالأعلام.في المقابل، اعتبر وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي، الغارات الهندية عدواناً خطيراً وخرقاً غير مبرر للأجواء، مؤكداً أن «باكستان سترد عليه في الوقت والمكان اللذين تختارهما».وأكد الناطق باسم الجيش الباكستاني الميجور جنرال آصف غفور أنّ مقاتلات هندية اخترقت مجالها الجوي فوق «خط المراقبة» في كشمير، الذي يمثّل عملياً خط الحدود في هذه المنطقة المتنازع عليها بين البلدين، لافتاً إلى أنّ مقاتلاته تصدّت للطائرات الهندية وأرغمتها على العودة، وأنه «ليس هناك ضحايا أو أضرار».من جانبها، دعت الصين، أمس، البلدين النوويين واللذين تواجها في عدد من الحروب بالماضي، إلى «ضبط النفس».وبعد ساعات من إعلان قصف المعسكر، أسقط سلاح الجو الهندي طائرة مسيرة قرب الحدود مع باكستان، وفق مصادر في الشرطة أكدت أن قرويين عثروا على بقاياها على مسافة غير بعيدة عن الحدود، في ولاية غوجارات.
أخبار الأولى
الهند تنتقم لجنودها... وباكستان تتوعّد
27-02-2019