بوتفليقة ماض بترشحه... والجيش يحذر
تظاهرات في الداخل والخارج بمشاركة صحافيي الإذاعة والتلفزيون
رغم خروج آلاف الجزائريين لليوم الخامس على التوالي في مسيرات احتجاجية؛ رفضاً لترشحه لـ «العهدة الخامسة»، قرر الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، أمس، تقديم أوراق ترشحه في 3 مارس المقبل للمجلس الدستوري، لخوض الانتخابات المقررة في 18 أبريل المقبل.وأبلغ مدير حملة الرئيس عبدالمالك سلال، أنصار بوتفليقة في العاصمة أنه «سيحترم المواعيد والقوانين طبقاً للدستور، وسيقدم ملفه في آخر أجل لتقديم الترشيحات». وحذر رئيس أركان الجيش قايد صالح، خلال زيارة لولاية تمنراست في أقصى الجنوب الجزائري، «كل من يحاول اللعب برغبة الشعب في العيش في كنف السلم والأمن، أو يدفع بالشارع نحو مرحلة عدم الاستقرار».
ولأول مرة في تاريخ الجزائر المستقلة، شارك صحافيو التلفزيون الرسمي والإذاعة الحكوميتين في التظاهرات المطالبة باستمرار موجة المطالب الشعبية المناهضة لترشح بوتفليقة للعهدة الخامسة.وفي وقت لبّى مواطنون نداء حركة «مواطنة» المعارضة للتظاهر في العاصمة، خرج آلاف الجزائريين في باريس ولندن وإسطنبول للتعبير عن رفضهم لمنح بوتفليقة «العهدة الخامسة». ونظم طلبة جامعة العلوم التكنولوجية بباب الزوار، وجامعة بوزريعة، وكلية الإعلام والاتصال في العاصمة، وقفات احتجاجية بنفس الأبعاد والأهداف.وخرج طلبة وأساتذة جامعة مدينة بجاية في مظاهرة سلمية باتجاه مقر الولاية، في حين تظاهر الآلاف بجامعة مدينة البويرة، والمئات بجامعة مدينة تيزي وزو.ودعت اتحادات طلاب الجامعات إلى تراجع بوتفليقة عن الترشح لولاية جديدة، مؤكدة ضرورة احترام المؤسسات والدستور، في وقت طوّقت قوات مكافحة الشغب الطرق والشوارع لمنع خروج الطلبة من الحرم الجامعي، والاكتفاء بالتظاهر داخله.وفي وقت سابق، نظم محامون تظاهرة مماثلة أمام مقر محكمة عبان رمضان على بعد أمتار فقط من مقر البرلمان، الذي عرض فيه رئيس الوزراء أحمد أويحيى السياسة العامة لحكومته، ودعا للمرة الأولى إلى الاحتكام للصندوق ليكون الفيصل بين المرشحين للرئاسة.وخرج تلاميذ الثانويات في منطقة أوقاس بولاية بجاية كذلك في مسيرة سلمية جابوا من خلالها شوارع المدينة، وعبروا فيها عن رفضهم للولاية الخامسة للرئيس بوتفليقة.وتعيش الجزائر، منذ الجمعة الماضي، حراكاً شعبياً غير مسبوق؛ رفضاً لترشح بوتفليقة، الموجود منذ مساء الأحد الماضي بجنيف لإجراء فحوصات طبية دورية.واعترف أويحيى، الذي يقود الحكومة للمرة الثالثة، بأن «عدداً معتبراً» من الجزائريين شاركوا في المظاهرات، لكنه ردّ على المتظاهرين بأن الانتخابات «ستجرى بعد أقلّ من شهرين، ويمكن لأي شخص الاختيار بكل حرية»، مستبعداً أي تغيير في مسار الانتخابات.