اعتبر وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح أنه من الصعب حاليا التكهن بتمديد اتفاق "أوبك" لخفض المعروض، قائلا: "الطلب سيتسارع من الربع الثاني فصاعدا، وان التزام أوبك بخفض الإنتاج سيتحسن".

وفي رده على دعوة ترامب لـ"أوبك" بتخفيف جهودها لتعزيز أسعار النفط، قال الفالح: "نأخذ الأمور ببساطة، والأولوية لاستقرار سوق النفط قبل كل شيء".

Ad

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبدى قلقه، الاثنين، بشأن أسعار النفط، داعياً منظمة البلدان المصدرة للبترول إلى عدم رفع الأسعار.

وقال ترامب في تغريدة "أسعار النفط ترتفع أكثر مما ينبغي. أوبك، رجاء استرخوا وخذوا الأمور ببساطة. العالم لا يستطيع تحمل طفرة سعرية - الوضع هش!".

وأكد الفالح أن النفط والغاز سيواصلان الهيمنة على ساحة الطاقة العالمية لعقود عديدة مع زيادة الطلب عليهما.

وأضاف أن "أرامكو" بدأت تتوسع في إمدادات الغاز المحلية، وتعمل على إقامة نشاط غاز دولي رائد.

وتابع "إن زيادة إمدادات الطاقة التقليدية الضرورية لتلبية الطلب تحتاج إلى تريليونات الدولارات، لكن سياسات الطاقة للعديد من البلدان المستهلكة تقوض تطوير النفط والغاز"، وفقاً لما نقلته وكالة "رويترز".

وأضاف: "ان دول أوبك وغير أوبك تضطلع بدورها في موازنة سوق النفط، لكن مواصلة ذلك تتطلب استثمارات في وقتها ومعروضا موثوقا وطاقة فائضة ملائمة".

من جهة أخرى، ارتفعت أسعار النفط امس بعد تقرير أفاد بتراجع مخزونات الخام الأميركية، وفي الوقت الذي يبدو فيه أن "أوبك" ستلتزم بتخفيضات الإنتاج رغم الضغوط التي يمارسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 55.99 دولارا للبرميل بحلول الساعة 0600 بتوقيت غرينتش، مرتفعا 49 سنتا، أو ما يوازي 0.9 في المئة عن التسوية السابقة.

وبلغ خام القياس العالمي برنت 65.65 دولارا للبرميل، مرتفعا 44 سنتا أو ما يعادل 0.7 في المئة عن سعر الإغلاق السابق.

وقال معهد البترول الأميركي في تقريره الأسبوعي الثلاثاء، إن مخزونات الخام الأميركية نزلت بمقدار 4.2 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 22 فبراير إلى 444.3 مليون برميل.

ولقيت أسواق النفط بصفة عامة دعما هذا العام من تخفيضات إمدادات منظمة "أوبك"، التي اتفقت مع منتجين من خارجها مثل روسيا في أواخر العام الماضي على تقليص الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يوميا لدعم الأسعار.

وأشار المنتجون إلى أنهم سيواصلون كبح الإمدادات رغم الضغوط التي مارسها ترامب الأسبوع الجاري لوقف تقييد الإنتاج.

على صعيد آخر, قال وزير النفط البحريني الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، إن بلاده تجري محادثات مع شركات نفط أميركية ذات خبرة في قطاع النفط الصخري بشأن تطوير حقل ضخم للنفط والغاز جرى اكتشافه العام الماضي، وتأمل أن تُبدي إحدى الشركات اهتماما بحلول نهاية العام الحالي.

وقالت البحرين في أبريل الماضي إنها حققت أكبر كشف للنفط والغاز منذ عام 1932 قبالة ساحلها الغربي، وإن احتياطياته تقدر بما لا يقل عن 80 مليار برميل من النفط المُحكم.

وأبلغ الوزير "رويترز" في مقابلة أنه تجري حاليا أعمال حفر بئر الاختبار الأول.

وأضاف "قد يتدفق (الإنتاج) في غضون شهر أو شهرين، ربما بحلول نهاية شهر أبريل، على ما نعتقد".

وتابع "نجري محادثات مع شركات نفط محتملة... وقد تبدي إحدى الشركات اهتمامها لنا ربما قرب نهاية العام الحالي، نأمل ذلك".

والنفط المحكم هو نوع من الخام الخفيف الموجود في الطبقات الصخرية العميقة تحت سطح الأرض، ويتم استخراجه من خلال التكسير الهيدروليكي باستخدام آبار أفقية على أعماق.

وقال آل خليفة إن معدل الاستخراج في المكامن الصخرية يتراوح بين خمسة و15 في المئة من الاحتياطيات المتاحة.

وأضاف أن البحرين تستهدف شركات النفط الأميركية الكبرى والشركات المستقلة التي لديها "قدرات تشغيلية في النفط الصخري الأميركي، لأن النفط المحكم ظاهرة أميركية كبيرة جدا الآن".

وأشار إلى أنه لم يتم إلى الآن توقيع اتفاق بشأن مناطق النفط المحكم.

كانت شركة النفط الإيطالية العملاقة (إيني) وقعت في يناير مذكرة تفاهم مع الهيئة الوطنية للنفط والغاز البحرينية لاستكشاف منطقة بحرية للنفط التقليدي قبالة الساحل الشمالي للبلاد.

ويحقق البلد غير العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وهو منتج صغير للخام لديه احتياطيات مؤكدة تقدر بنحو 124.6 مليون برميل، إيراداته النفطية من حقلين هما حقل البحرين البري وحقل أبوسعفة البحري المشترك مع المملكة العربية السعودية.

وأنتج حقل البحرين نحو 50 ألف برميل يوميا في عام 2015، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وتتقاسم البحرين والسعودية الإيرادات السنوية من حقل أبوسعفة، البالغ إنتاجه 300 ألف برميل يوميا. وتشرف شركة أرامكو السعودية على هذا الإنتاج.

وقال آل خليفة أيضا إن شركة نفط البحرين (بابكو) الحكومية لا تفصلها سوى "أسابيع قليلة" عن إغلاق تمويل لزيادة الطاقة الإنتاجية في مصفاة سترة النفطية.

وأشار إلى أن خمس وكالات ائتمان صادرات من كوريا وإسبانيا وإيطاليا وبريطانيا، إلى جانب بنوك عالمية وبحرينية، ستقدم تمويلا بأكثر من أربعة مليارات دولار.

وستزيد التوسعة الطاقة التكريرية لـ"بابكو" إلى نحو 400 ألف برميل يوميا من نحو 270 ألفا.

ويأتي نحو 88 في المئة من الخام الذي تكرره "بابكو" من السعودية المجاورة، والكمية المتبقية من حقل البحرين، بحسب آل خليفة.