نيبال عرقجي: «مطلوبين» عمل إنساني
عن فيلمها الجديد والتحديات تحدثت إلى «الجريدة».
لماذا اخترت معالجة موضوع عن كبار السنّ في «مطلوبين»؟
لم يقدّم أحد سابقاً فيلماً عن كبار السنّ، لذا أحببت التحدث عنهم كونهم منسيين.
لاحظنا رسائل إنسانية عدة من خلال أحداث الفيلم.
أحببت تصوير كبار السنّ بطريقة إيجابية. أشخاص نشيطون يحبّون الحياة، مرحون، لا يعيشون على هامش الحياة في انتظار الموت.عادة يتكّلون على نجوم شباب للترويج لفيلم سينمائي، لكنك اعتمدت على صورة الأبطال الأربعة.
إنهم أبطال الفيلم لذا من الطبيعي أن يتصدّروا إعلاناته. إنها مخاطرة كبيرة حتماً وتحدٍ خضته ونجحت.تحديات
ما هي التحديات التي واجهتك؟
شكّل الفيلم تجربة جديدة وصعبة في آن، لأن هؤلاء الممثلين الكبار في السنّ لم يكونوا أقل نشاطاً من الممثلين الشباب وبقوا ساعات طويلة في موقع التصوير، إنما هم لا يتمتعون بسرعة بديهة كسواهم في حفظ النصّ والتحرّك والأداء. لكنني فرحة بتقديم هذا الفيلم الذي أعتبره أكثر عمل إنساني خضته في حياتي.أضأت على دور مواقع التواصل الاجتماعي في تحريك الشارع.
برأيي تسهم مواقع التواصل الاجتماعي في إيصال الصوت الصارخ في كل أصقاع الأرض، وهي تؤدي دوراً في تحريك الشارع سلباً وإيجاباً على حدّ سواء.ثمة دور عجزة لا تليق باستقبال المسنين فلم لم تضيئي على هذا الجانب علماً بأن صاحبة الدور شريرة؟
لم أرغب في تسليط الضوء على قضايا هؤلاء المسنين بقالب تراجيدي، خصوصاً أنني تحدّثت عن المسنّة الموعودة بزيارة أولادها وتنتظرهم يومياً إزاء باب الدار، وعن المسنّ المشتاق إلى حفيده ومحروم من رؤيته وغيرها من قصص حزينة. لذا لم أرغب في إضافة قالب درامي على تلك القصص بتصوير مأوى يفتقر إلى أبسط المقومّات الحياتية، بل على العكس صوّرتهم في دار متطوّر وجميل ومريح في الشكل وإن كانت صاحبته شريرة معهم.لطالما تحدثت عن قضايا اجتماعية وإنسانية.
إنه أسلوبي الفني الخاص المعتمد في كل أعمالي. أفضّل معالجة القضايا الاجتماعية والإنسانية وتسليط الضوء عليها.كيف استعددت للتصوير خصوصاً أن غالبية فريق العمل لا تتمتع بخبرة في التمثيل؟
نخوض تمارين مكثفة قبل بدء تصوير أي عمل، إذ أعطي توجيهاتي للممثلين، بغض النظر ما إذا كانوا مخضرمين أم لا، فنصل إلى يوم التصوير متمكّنين من النص والأداء.شارك هذا الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي، فكيف كانت ردود الفعل؟
بداية لا يمكن تصنيفه فيلماً خاصاً بالمهرجانات أسوة بفيلمي الأول «قصة ثواني». أمّا ردود الفعل فكانت رائعة لأن الفيلم إنساني بالدرجة الأولى فلا بدّ من أن يتماهى أي مشاهد معه ويتفاعل مع قضيته، لأن لكل منّا أهلاً مسنين، كما أننا سنكبر أيضاً في السنّ ولا نريد أن نصبح مهملين. في رأيي، لا هوية اجتماعية للقضايا الإنسانية التي يمكن أن تحصل في أي مجتمع غربي أو شرقي، وبالتالي لا يمكن اعتبار موضوع ما لبناني، بل أحد المواضيع التي يمكن أن تحصل في لبنان.مسيرة
ما الذي تغيّر في مسيرتك منذ «قصة ثواني» إلى «مطلوبين»؟
لا شيء. لا يتغيّر الأسلوب بل المواضيع المطروحة، ومع تقدّم الخبرة تأتي هي إلينا بدلا من أن نبحث عنها.برأيك، استطعت الجمع بين الفيلمين التجاري والهادف في آن؟
أحاول التوفيق بين الاثنين. لم يحقق «قصة ثواني» نسبة مشاهدة مرتفعة كونه فيلم مهرجانات، لذا حاولت بعده تقديم كوميديا هادفة، أي فيلم أوّجه من خلاله رسائلي الخاصة وفي الوقت نفسه يسلّي الجمهور.أي منهما تفضّلين؟
لا يتعلّق الأمر بما أفضّل بل بما يفضّل الجمهور، الذي لا يرغب بدفع المال لمشاهدة فيلم درامي بل يريد التسلية والابتعاد عن همومه اليومية.هل تؤسس الحركة السينمائية الأخيرة للصناعة؟
ثمة وفرة في الأعمال السينمائية التي تقدّم سنوياً مقارنة مع السنوات السابقة، إنما المستوى متفاوت، على كلٍ، من الجيّد الاستمرار في حركة تصوير نشيطة.ما الجديد الذي ستقدّمينه في فيلمك المقبل «الله يستر»؟
هو مختلف جداً عن أفلامي السابقة في المواضيع المطروحة إنما سيكون أسلوبه كوميدياً هادفاً.شاركت أيضاً في فيلم ألماني.
أؤدي دور خالة البطلة الأساسية. إنه مشروع ضخم صُوّر في بلدان أوروبية عدّة وفي أميركا أيضاً.«الله يستر» بعد «مطلوبين»