افتتح الفنان التشكيلي السعودي صالح النقيدان معرضه الشخصي الثامن بعنوان «الكويت في عيون سعودي»، بقاعة أحمد العدواني في ضاحية عبدالله السالم، بحضور الفنانَين عبدالعزيز المفرج وسامي محمد، وجمع من الفنانين والمهتمين. وبهذه المناسبة، قال الفنان المفرج: «سعيد جدا بوجودي في افتتاح المعرض. الفنان النقيدان أضاف إلى بهجة الاحتفالات بالأعياد الوطنية، بهجة افتتاح معرضه في يوم التحرير. أعماله جعلتنا نستذكر الماضي الجميل في الكويت والسعودية، والمعرض جدد ذاكرتنا بعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة».
من جانبه، أوضح النقيدان أن المعرض يضم 40 لوحة تشكيلية، بواقع 25 لوحة عن تراث الكويت، و15 لوحة عن تراث السعودية، إضافة إلى كتاب يقع في 170 صفحة عن تراث الكويت، وقراءة عن الأعمال، والسيرة الذاتية للفنان، وتم الحصول على المعلومات من سفارة الكويت بالسعودية. وتابع: «حبي للكويت وأهلها دعاني لتقديم هذا المعرض والكتاب، ولا أنسى من ساعدني على المضي في هذا المشروع؛ م. ناصر العبيسان، وأشكر الفنان عبدالعزيز المفرج، وأخص بالذكر جمال اللهو، كما أشكر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. شكرا للكويت، لإتاحة الفرصة لإقامة مثل هذا الحدث العزيز على نفسي»، لافتا إلى أن المعرض يستمر 6 أيام.وعن كتابه (الكويت بعيون سعودي)، قال النقيدان إنه يحتوي على تفاصيل دقيقة عما كان عليه الآباء والأجداد الذي صنعوا تاريخا جميلا يفخر به كل عربي ومسلم، مضيفا: «الفنان له رؤية أكثر دقة من الكلام عما يحسه ويحيط به، فلغة البصر أبلغ من كل كلام، لذا رأى أن يصور بعض ملامح الحياة القديمة على شكل لوحات فنية، لتعبِّر عن تراث الأجداد، وما كانوا عليه من شظف العيش، وقلة الإمكانات، لكنهم استطاعوا بناء هذا الكيان العظيم».
لوحات
ومن لوحات المعرض واحدة باسم «أبراج الكويت» استخدم فيها النقيدان الأسلوب الواقعي، بألوان الإكريليك بنهايات زيت على القماش، وعكست اللوحة أبرز معالم الكويت، وهي الأبراج الثلاثة، التي أضفت على الخليج العربي حلة جميلة، فضلا عن انعكاسها وقت الغروب، فهي تعطي منظرا خلابا يلهم الفنانين والشعراء. وقد تضمنت لوحة «الدكات الطينية» مدخلا لأحد الأحياء القديمة الجميلة، مبينة روعة الطراز العمراني القديم، وبساطة البناء، مع وجود بعض الرجال والجلسات، التي تنم عن تآلف الجميع. وفي لوحة «عمل القوارب البحرية» جسَّد النقيدان شيخا يعمل على نجارة قوارب الصيد، هذه المهنة العريقة التي لا يستغني عنها أهل الكويت، لأهميتها، نظرا لاعتماد الكويت قديما على الصيد قبل النفط، فكانت من التراث الكويتي الجميل الذي لا يزال يفتخر به كل خليجي. فيما جاءت لوحة «ترابط» بأسلوب تجريدي، صوَّر من خلالها النقيدان قوة الترابط في كل شيء، والألفة الزوجية، والتعايش مع الآخر، والتفاهم، وحُسن الجوار.فيما تميزت لوحة «الصقر» بأسلوبها السوريالي، حيث صوَّر الفنان جمال الصقر العربي بأسلوب التلقائية المدروسة. وفي لوحة «الراية»، اتبع النقيدان أيضا الأسلوب التجريدي التلقائي المدروس، وهو من الأساليب الجديدة التي استخدامها بأعماله، وفي هذا العمل اختار الخيل والفارس الحامل لراية «لا إله إلا الله»، علم السعودية. وفي لوحة «قصر دسمان» استخدم الألوان الزيتية على قماش، وهي ذات أسلوب واقعي صوَّر فيه مدخل القصر قديما مع وجود الحرس الأميري. وجسَّدت لوحة» اللؤلؤ» حصول الغواصين عليه، وفرحتهم بما جنوا من خيرات الله، وكانت تجارة اللؤلؤ رائجة بمنطقة الخليج، خصوصا في الكويت.