من منا يعرف دعد؟
هناك من قدم دمه فداء للكويت من مختلف الأقطار العربية وغير العربية، فكل دول الخليج لها شهداء في فترة الغزو ومن فلسطين والأردن وإيران ومصر ولبنان أيضا، أبطال قدموا أرواحهم حبا في الكويت لا أعرف منهم سوى عدد محدود جداً جداً.
في كل مناسبة أو ذكرى مرتبطة بالوطن وتحديدا تلك المتعلقة بالغزو العراقي والتحرير، تجتهد وسائل الإعلام في تغطية الحدث واستذكاره من زوايا مختلفة، كتوثيق الأحداث السياسية من شهود عاصروها أو أدوا أدوارا مختلفة خلالها، أو من خلال التركيز على بطل أو مجموعة أبطال قاوموا المحتل بمختلف الوسائل والطرق فتخلدت أعمال بعضهم وتلاشت بطولات آخرين للأسف.في كل عام وفي كل مناسبة وطنية تتكرر تلك الزوايا الآنف ذكرها إعلاميا بإخراج جديد أحيانا وبإعداد مختلف يعتمد على «شطارة» منتج العمل ومنفذيه، وهو أمر مقدر ومهم ومطلوب بلا شك.إلا أن هناك زاوية لا أفهم لماذا يتم تجاهلها حين الحديث عن تلك المحنة التي عاشتها الكويت، وأعني هنا تحديدا أبطالاً شهداء قدموا أرواحهم للكويت على الرغم من عدم انتمائهم إلى الكويت بالجنسية إلا أنهم خاطروا وغامروا في مختلف الاتجاهات خدمة للكويت وشرعيتها ودفاعا عن حقها المغتصب.
من البطولي جدا أن يقوم أبناء الكويت بالدفاع عن بلدهم الذي ينتمون إليه، فيحفزهم هذا الأمر على بذل ما في وسعهم لحمايته والذود عنه بمختلف الأشكال التي قد تكلفهم حياتهم، تلك بطولة بكل تأكيد، لكن ما أعتبره أكبر وأجمل هو أن يبذل ذلك العطاء نفسه شخص لا ينتمي إلى الكويت بالأوراق الرسمية، وهو يعلم جيدا في تلك الفترة وأعني فترة الغزو أنه لا يوجد أي مغريات شخصية تدفعه لخدمة الكويت، كل ما في الأمر هو حبٌ خالص لأرض ليست هي أرضه حسب الأوراق الرسمية إلا أنه ورغم ذلك يقدم روحه فداء لها.وأنا شخصيا وعلى الرغم من اطلاعي واهتمامي المعقول بكل من خدم الكويت في تلك الفترة فإني لا أعرف إلى اليوم تحديدا عدد من قدموا أرواحهم للكويت من غير الكويتيين أو أسمائهم إلا عددا محدودا جدا منهم، وهو ما يعني أن هناك خللا كبيرا في تسليط الضوء على هؤلاء الأبطال وعلى عطائهم للكويت في تلك الفترة.فهناك من قدم دمه فداء للكويت من مختلف الأقطار العربية وغير العربية، فكل دول الخليج لها شهداء في فترة الغزو ومن فلسطين والأردن وإيران ومصر ولبنان أيضا، أبطال قدموا أرواحهم حبا في الكويت لا أعرف منهم سوى عدد محدود جدا جدا. أحمد محمود محمد الحطاب مصري الجنسية يبلغ من العمر ٢٨ عاما، قام بمقاومة المحتلين بالإضافة إلى تقديم المساعدات للمرابطين في الكويت قبل اعتقاله، واجه أقسى أنواع التعذيب ولم يشِ بأحد، عثر على رفاته في ٢٠٠٣ ودفن في الكويت التي أصر على البقاء فيها. دعد عمر أنيس الحريري لبنانية ساهمت في عمليات ضد قوات الاحتلال بالإضافة إلى نقل وتوزيع الأسلحة، عثر على رفاتها عام ٢٠٠٣ وتبين لفرق البحث أنها أعدمت بطلقة في الرأس، فمن منا يعرف دعد؟هؤلاء وغيرهم أبطال قدموا أرواحهم للكويت ونحن لا نعرفهم رغم كل ما بذلوه من أجل الكويت، ولا نجد من يذكرهم في مناسبات الوطن الذي ضحوا لأجله وهو أمر غير مقبول أبدا.ضمن نطاق التغطية:لم أتطرق في هذا المقال للشهداء الأبطال من غير محددي الجنسية لأنني مقتنع تماما بأنهم بذلوا أرواحهم لوطنهم الكويت الذي لم يعرفوا سواه وطنا، فلذكراهم الخلود.