باكستان والهند تتبادلان إسقاط المقاتلات

نشر في 28-02-2019
آخر تحديث 28-02-2019 | 00:04
يقف الجنود بالقرب من طائرة هليكوبتر تابعة للجيش الهندي هبطت بالقرب من موقع تحطمت فيه طائرة هليكوبتر تابعة للقوات الجوية الهندية
يقف الجنود بالقرب من طائرة هليكوبتر تابعة للجيش الهندي هبطت بالقرب من موقع تحطمت فيه طائرة هليكوبتر تابعة للقوات الجوية الهندية
يثير تفاقم الأوضاع بين الهند وباكستان الكثير من القلق الناجم عن كون البلدين يملكان ترسانة نووية وصاروخية كبيرة، إضافة إلى العداوة التقليدية، التي ظهر انعكاسها في 3 حروب كبرى بينهما.
في تصعيد خطير وجديد بين الجارتين النوويتين، أعلنت الهند أنها أسقطت مقاتلة باكستانية في إقليم كشمير المتنازع عليه، في حين أكدت إسلام آباد أنها أسقطت مقاتلتين هنديتين عبرتا المجال الجوي.

نيودلهي

وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الهندية راجيش كومار، في مؤتمر صحافي أمس، بأن "الطائرة الباكستانية استُهدفت أثناء مشاركتها في عملية لضرب منشآت عسكرية في الجانب الهندي"، مضيفا: "رصدت قوات برية الطائرة الباكستانية أثناء سقوطها من الجو في الجانب الباكستاني. وفي هذا الاشتباك، خسرنا للأسف طائرة ميغ 21. فقد الطيار، وقالت باكستان إنها تعتقله".

من ناحيتها، أكدت وزيرة الخارجية الهندية شوشما سواراج، خلال زيارة إلى الصين، أمس، أنّ بلادها "لا تريد مزيداً من التصعيد مع باكستان، وستواصل التصرّف بمسؤولية وبضبط النفس".

وقالت إن بلادها ضربت، أمس الأول، "هدفاً محدوداً، هو معسكر تدريبي لتنظيم جيش محمد" المتشدّد الذي تبنّى قبل أسبوعين هجوماً انتحارياً قتل فيه 41 عسكرياً هندياً في الشطر الهندي من كشمير.

وحرصت سواراج على الإشارة إلى أنّ "الغارات التي شنّتها المقاتلات الهندية، أمس الأول، في الأراضي الباكستانية لم تكن عملية عسكرية، لأنّها لم تستهدف منشآت عسكرية باكستانية".

وأخذت الوزيرة الهندية على إسلام آباد تجاهلها دعوات المجتمع الدولي لها للتحرك ضدّ "جيش محمد". وقالت: "في مواجهة رفض باكستان المستمر الاعتراف والتصرّف ضدّ الجماعات الإرهابية، قرّرت الحكومة الهندية العمل بشكل وقائي".

إسلام آباد

وكان الناطق باسم الجيش الباكستاني الجنرال آصف غفور، أعلن في مؤتمر صحافي في روالبيندي، أمس، أن إسلام آباد "لا تريد المضي نحو حرب" مع الهند، مشيراً من جانب آخر الى توقيف طيارين هنديين واقتياد أحدهما الى المستشفى.

وقال إن الطائرتين أسقطتا بعد ان قامت طائرات حربية باكستانية في وقت سابق بخرق خط المراقبة، الذي يفصل بين شطري إقليم كشمير المتنازع عليه، باتجاه الجانب الهندي، في عرض قوة، وقصفت أهدافا غير عسكرية بينها مخازن مؤن. وأضاف لاحقا أن الطائرتين الهنديتين خرقتا المجال الجوي لباكستان.

وأكد أن "سلاح الجو الباكستاني كان على أهبة الاستعداد وتصدى لهما، ووقع اشتباك. ونتيجة لذلك تم إسقاط الطائرتين الهنديتين وسقط حطام إحداهما في جانبنا، في حين سقط حطام الأخرى في جانبهم".

وبث الجيش الباكستاني، أمس، مقطع فيديو يظهر طيارا هنديا قال إنه تم أسره، وذلك بعد ساعات من إسقاط مقاتلتين هنديتين وأسر طيارين، أحدهما مصاب.

وظهر في مقطع الفيديو الذي بثته قناة "جيو" الباكستانية أحد الطيارين اللذين تم أسرهما وهو يقول: "اسمي قائد الجناح ابي ناندان. رقم خدمتي 27981 وأعمل طيارا وديانتي الهندوسية".

من ناحيته، قال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي إنه ينبغي على الهند "إعمال العقل بشكل أكبر،" محذرا نيودلهي من تحدي بلاده، وأكد أنه يتعين "على الأمة ألا تقلق بشأن التصرف الهندي، لأن المدافعين عن البلد مستعدون تماما للرد على أي مغامرة غير محسوبة".

وأغلقت باكستان مجالها الجوي "حتى إشعار آخر"، في حين أغلقت الهند ٥ مطارات ومدرجاً.

وعلى الفور، أعلنت شركات طيران "الاتحاد" الإماراتية و"طيران الخليج" في البحرين والطيران السعودي، أمس، تعليق رحلاتهم إلى مطارات باكستان.

ردود الفعل

وفي ردود الفعل، حضّ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الجارتين النوويتين اللدودتين، على "ممارسة ضبط النفس وتجنّب التصعيد بأي ثمن"، مشيراً إلى أنه تباحث هاتفيا مع نظيريه الهندي والباكستاني في التصعيد العسكري الأخير بين دولتيهما.

كما أعربت رئيسة الوزراء البريطانية المحافظة تيريزا ماي عن قلقها العميق من التوتر بين الهند وباكستان.

وفي موسكو، أعلن مدير الدائرة الآسيوية الثانية بوزارة الخارجية الروسية، زامير كابولوف، أن بلاده قلقة من تبادل الغارات الجوية بين الهند وباكستان، معبرا عن أمله بالتهدئة السريعة في المنطقة.

وفي كابول، حذرت حركة "طالبان" الأفغانية، أمس، من أن الاشتباكات الدائرة بين الهند وباكستان ستؤثر على عملية السلام في أفغانستان، وطالب ذبيح الله مجاهد الناطق باسم الحركة، في بيان، الهند بالتوقف عن أي عمليات عسكرية أخرى، بعد غارة جوية على معسكر للمتشددين داخل باكستان، أمس.

back to top