ظريف يتراجع عن استقالته... وروحاني يدعو مؤسسات النظام للتنسيق
سليماني: وزير الخارجية يحوز دعم المرشد وغيابه عن استقبال الأسد غير مقصود
تراجع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن استقالته التي تقدم بها مساء الاثنين الماضي، واستأنف عمله أمس بالمشاركة في مراسم استقبال رئيس الوزراء الارميني نيكول باشينيان بطهران. وشكر ظريف «المسؤولين والشعب والنخب للتقدير الكبير الذي عبروا عنه تجاهه منذ أن تولى مهامه، وخصوصا في الساعات الثلاثين الأخيرة» بعد تقديم استقالته، قائلا إنه ملتزم دائما بخدمة البلاد.وأضاف ظريف، في منشور على «انستغرام»: «بصفتي خادما متواضعا، لم أهتم قط إلا بإعلاء السياسة الخارجية ومكانة وزارة الخارجية»، متابعا: «آمل أن تتمكن وزارة الخارجية، بدعم من المرشد الأعلى والرئيس وتحت إشرافهما، من الاضطلاع بكل مسؤولياتها في إطار الدستور وقوانين البلاد».
جاء ذلك بعد أن جدد رئيس الجمهورية حسن روحاني أمس رفضه استقالة الوزير، الذي رفض استبعاد وزارته عن تنسيق زيارة مفاجئة وخاطفة دبرها «الحرس الثوري» الإيراني للرئيس السوري بشار الأسد لطهران الاثنين الماضي، ولم يعلم بها ظريف إلا بعد عودة الضيف إلى دمشق.وكتب روحاني، في رسالة إلى ظريف، نشرها موقع الحكومة الإلكتروني، «أعتقد أن استقالتك تتعارض مع مصالح البلاد وأنا لا أقبلها»، وقال: «إنكم وبحسب قول قائد الثورة، الرجل الأمين والأبي والشجاع والمتدين، وفي الخط الأول لمواجهة الضغوط الأميركية الشاملة» ضد الجمهورية الإسلامية.وأضاف: «أنا مدرك تماما للضغوط التي يتعرض لها الجهاز الدبلوماسي في البلاد، والحكومة وحتى رئيس الجمهورية المنتخب من قبل الشعب»، وشدد على كل السلطات والمؤسسات الحكومية أن «تنسق مع وزارة الخارجية بما يتعلق بالعلاقات الدولية، كما تم الإيعاز به عدة مرات»، داعيا ظريف إلى مواصلة مسيرته «بقوة وشجاعة ودراية».وكان ظريف، الذي يتولى منصبه منذ 2013، أعلن استقالته مساء الاثنين على حسابه على «انستغرام» بدون تقديم توضيحات، لكنه دعا أمس الأول إلى أن تستعيد وزارته «مكانتها في قيادة السياسة الخارجية للبلاد». في غضون ذلك، أكد قائد «فيلق القدس»، التابع لـ»الحرس الثوري»، اللواء قاسم سليماني، الذي حضر لقاءين للرئيس السوري بالمرشد الأعلى علي خامنئي ونظيره الإيراني، أن ظريف «هو فعليا مسؤول السياسة الخارجية للبلاد».وقال سليماني إن ظريف «كان خلال فترة مسؤوليته في وزارة الخارجية ولا يزال مدعوما من كبار المسؤولين في النظام خاصة المرشد الأعلى»، مضيفا: «خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس السوري ولقائه الرئيس روحاني، يبدو أنه كان هناك بعض عدم التنسيق في مكتب رئاسة الجمهورية، ما أدى إلى غياب وزير الخارجية عن اللقاء، وبالتالي عتابه اللاحق» في إشارة إلى الاستقالة. ولفت إلى أنه «لم يكن هناك أي نية متعمدة لاستبعاد ظريف عن اللقاءين»، مشددا على أن «الحدث الناشئ عن سوء الإدارة لن يؤثر على نظام وإرادة الجمهورية ومسيرتها نحو تحقيق أهدافها ومصالح الأمة وانتصاراتها على جبهات المقاومة».إلى ذلك، عين المرشد الإيراني أمس الشيخ مصطفي محامي ممثلا له في محافظة سيستان وبلوجستان، وخطيبا لصلاة الجمعة في زاهدان.
اتصال هاتفي عوضاً عن «اللقاء الممنوع»
بعد أن «منع» وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من لقاء الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارته لطهران، يبدو أن الهاتف كان الوسيلة المسموحة لظريف لمتابعة الزيارة التي تسببت في استقالته التي عاد عنها فيما بعد. في هذا السياق، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن نائب رئيس مجلس الوزراء السوري، وزير الخارجية وليد المعلم أجرى، أمس، اتصالاً هاتفياً من ظريف لمتابعة نتائج «الزيارة التاريخية» للأسد لطهران الاثنين الماضي.