جرار قطار مسرع يقتحم «محطة مصر» ويخلّف 29 قتيلاً
• السيسي يوجّه إلى محاسبة المتسببين
• وزير النقل يستقيل
• مدبولي: عصر التقاعس انقضى
• رواية تتحدث عن تحرّك الجرار دون سائق بعد شجار مع عامل... و«الهيئة» عن فقد السيطرة بعد الصيانة
شهدت محطة القطارات الرئيسية بميدان رمسيس وسط القاهرة أمس حادثاً مروعاً تسبب في مقتل 29 شخصاً وإصابة 50 إثر انفجار جرار قطار مسرع بعد اصطدامه بالرصيف رقم 6.
لقي 29 شخصاً حتفهم داخل محطة مصر للسكك الحديدية في قلب القاهرة أمس جراء اصطدام جرار قطار مسرع بنهاية رصيف ركاب وانفجار خزان الوقود الملحق به.وأعلنت هيئة السكة الحديد المصرية في بيان لها، أن جرّار وردية قطار "أبوغاطس" اصطدم بصدادة خرسانية على رصيف 6 بمحطة مصر، ما أدى إلى انفجار خزان السولار واشتعال النيران في مبنى إداري بـ"محطة مصر" للقطارات التي تعد من أكثر الأماكن ازدحاما في العاصمة. واستبعدت هيئة السكك الحديدية، فرضية الإرهاب في الحادث، الذي تسبب في انهيار أجزاء من المبنى الإداري، وأخلت قوات الأمن المحطة من الركاب ومنعت الدخول إليها.
وقررت "هيئة السكك" إيقاف حركة القطارات بالمحطة، تزامناً مع وصول نحو 20 سيارة اطفاء للسيطرة على الحريق، الذي أسفر عن وقوع عدد من الوفيات والإصابات فضلا عن تفحم عدد من الجثث. وقالت الهيئة إن الجرار خرج للتجربة من ورش الصيانة، وأن السائق فوجئ بأن السرعة عالية وأنه لا يستطيع التحكم في العربة وأن الفرامل لا تعمل فقفز من العربة قبل اصطدامها بالمصدات الخرسانية الموجودة عند المحطة. وألقت الشرطة بعد ذلك القبض على السائق.
شجار وسقوط
ولاحقاً، أفادت مصادر بأن التحقيقات الأولية أظهرت مفاجأة كبيرة تناقض الرواية المتداولة عن فقد سائق القطار السيطرة عليه، وذكرت المصادر أن بعض عمال ورشة الصيانة قالوا إن السائق تشاجر مع زميله عامل الوردية بعد بدء الجرار في التحرك فسقطا منه حيث انطلق بسرعة دون سائق.عزاء واستقالة
وتوجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بخالص التعازي لأسر ضحايا الحادث، وتمنى للمصابين الشفاء. وقال السيسي، قبيل انطلاق المؤتمر الصحافي مع نظيره الألباني بقصر الاتحادية: "أصدرت توجيهاتي للحكومة بالتوجه الفوري لموقع الحادث ومحاسبة المتسببين فيه، بعد إجراء التحقيقات اللازمة، ورعاية المصابين".من جانبه، قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي الذي تفقد موقع الحادث: "انتهى عهد التقاعس، ومن يهمل في حياة أى مواطن مصري فسيعاقب". وأوضح مدبولي أن هناك لجنة فنية ستعمل مع النيابة العامة لتحديد المسؤول عن الحادث، ووجه إلى توفير أقصى مستويات الرعاية للمصابين، والوقوف على الأسباب الرئيسية للحادث. وأشار رئيس الوزراء المصري إلى أنه تلقى مكالمة من رئيس الجمهورية، لتحديد المتسبب في تلك الحادثة لتحمل المسؤولية، في وقت انتقل فريق من النيابة العامة إلى مكان الحريق لإجراء معاينة تصويرية ومناقشة عدد من شهود العيان وتفريغ كاميرات المراقبة.، كما أمر النائب العام بفتح تحقيق في هذا الحادث على الفور، وأعلن مجلس الوزراء أنه تلقى استقالة من وزير النقل هشام عرفات وأن مدبولي قبلها.صور الحادث
وفي وقت تعاني مصر ضعفاً في إجراءات السلامة على طرقاتها وفي خطوط القطارات، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يوضح اللحظة التي اصطدم فيها قطار محطة رمسيس بالرصيف. ويظهر الفيديو المأخوذ من كاميرات مراقبة، قطارا مسرعا يصطدم برصيف المحطة، في الوقت الذي يختفي تماما كل من كان يسير على رصيف المحطة من سيدات ورجال جراء الانفجار الكبير.وأكد شهود عيان من محطة قطار القاهرة الرئيسية، أن حادث القطار كان مفاجئا. وقال أصحاب الأكشاك على رصيف 6 الذي وقع الحادث فيه، إن صوت الاصطدام كان عاليا ومفاجئا لهم، وأكدوا أنهم شاهدوا المواطنين يفرون بعد اشتعال النيران بهم وقاموا بإطفاء بعضهم بينما لم يتمكنوا من نجدة الآخرين.وقال شهود عيان إن عربة جر القطار جاءت من ورش التجهيز والتشغيل اليومي بشكل مباشر تجاره الرصيف، على سرعة نحو 80 كيلومترا في الساعة، وهي سرعة مرتفعة جدا بالنسبة لدخول المحطة، مؤكدين أنه لم يكن هناك سائق للقطار.تحركات برلمانية
وفي أول رد فعل من البرلمان المصري، طالب النائب عبدالحميد كمال، باستدعاء وزير النقل والمواصلات، في اجتماع طارئ بالبرلمان، للوقوف على أسباب وتداعيات الحادث. وتساءل كمال، في بيان عاجل موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، عن الإجراءات التي اتخذت للتطوير، في الوقت الذي نسمع فيه عن وجود خطط وحصول وزارة النقل على منح وقروض تقدر بالمليارات من أجل تطوير السكك الحديدية.وطالب كمال، بتقرير وبيان كامل حول ملابسات حادث محطة سكة حديد مصر بالمحطة الرئيسية برمسيس، التي تستقبل القطارات ذهاباً وعودة من جميع المحافظات، خصوصاً أن هذا الحادث المؤسف أدى إلى سقوط عدد من حالات الوفاة وعدد كبير من المصابين.حقد إردوغان
إلى ذلك، وجهت مصر توبيخاً إلى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بعدما انتقد زعماء الاتحاد الأوروبي لحضورهم قمة استضافتها مصر، بعد أيام من إعدام تسعة أشخاص في قضية مقتل النائب العام المصري. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد حافظ، في بيان: "الرئيس التركي يطل علينا مرة أخرى بأحاديث حول مصر وقيادتها السياسية تنطوي بشكل جلي على حقد وتعبر عن مواصلة احتضانه لجماعة الإخوان الإرهابية".ووجه حافظ اتهامات إلى أنقرة في مجال حقوق الانسان بأن هناك 70 ألف معتقل سياسي في تركيا، مشيرا إلى سجن 175 صحافياً وفصل 130 ألف موظف حكومي، مشدداً على أن هذا السرد إنما يوضح عدم مصداقية ما يروج له الرئيس التركي.شاب أنقذ حياة 4 مصابين
قام شاب مصري داخل محطة السكك الحديدية في مصر، بعمل بطولي كبير خلال الحادث المأساوي.وأظهر شريط فيديو تم تداوله على نطاق واسع الشاب وهو ينقذ 4 أشخاص من الاحتراق باستخدام المياه، عقب إصابتهم في الانفجار بينما فر آخرون هلعاً.وظهر الشاب في الفيديو ممسكا بوعاء من المياه، ويقوم بإطفاء النار المشتعلة في مجموعة من الأشخاص.