من جهراء الكويت إلى «لاباز» إسبانيا
لا مبالغة في القول إن الكويت تظل النموذج الأكثر تأهيلا إلى حد كبير في استمرار بروز دورها الإنساني على المستويين الإقليمي والدولي، بل هي النموذج القادر على إعادة توجيه دوره من منطلق قواسم مشتركة أهمها التعامل المباشر مع الشعوب، أمّا السبب لاستحضار هذا الدور تحديدا في مقالي اليوم فهو ما قرأته في صحف ووسائل إعلام حول موافقة المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية على منح جائزة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح لرعاية المسنين وتعزيز الصحة لفريق طبي يضم 20 باحثا معنيا بالشيخوخة والهشاشة لدى المسنين بمعهد البحوث بمستشفى «لاباز» بإسبانيا. والحقيقة أننا نشهد في الآونة الأخيرة صعودا موسعا لجهود الكويت في دعم المشاريع والبرامج ذات البعد المجتمعي على مستوى مختلف ربوع العالم، يحدث هذا في وقت نرصد فيه كذلك نشاطاً ملموسا لتوجيهات صاحب السمو في سبيل الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية في دولة الكويت، ففي يوليو من العام الماضي افتتح سموه مدينة الجهراء الطبية، التي تعد أكبر صرح طبي في دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة العربية.
هذا المشروع الطبي المتكامل التي تولى الديوان الأميري تنفيذه وفقا للمعايير العالمية، وباستخدام أحدث وسائل التكنولوجيا الطبية يقف اليوم واحداً من أهم المشاريع الحيوية الطبية في دولة الكويت، كذلك في نوفمبر من العام نفسه وبحضور صاحب السمو أيضا افتُتح مستشفى جابر الأحمد، وهو كذلك من أكبر المستشفيات المتخصصة في الشرق الأوسط، ومصنف كسادس أكبر مستشفى في العالم، يتضمن 5 أبراج خاصة بغرف المرضى بواقع تسعة طوابق لكل برج إضافة إلى منصات خاصة لهبوط المروحيات بهدف تسهيل عملية نقل المرضى. وإلى جانب هذا النشاط الملموس نلحظ كذلك حرص سموه عبى التوجيه الدائم للمسؤولين بالقطاع الطبي لزيادة إدخال مراكز صحية جديدة الى قطاع الخدمات الطبية في البلاد، وزيادة السعة السريرية وتزويدها بكل الاحتياجات لتتواكب مع التوسع والطفرة الحاصلة في بناء هذه المستشفيات الجديدة، حيث وصل إجمالي السعة السريرية بمستشفيات وزارة الصحة إلى نحو 16 ألف سرير بالتخصصات المختلفة، وبما يتفق مع المعدلات العالمية. أعود مع القارئ الكريم للقول إن هذا النشاط لسموه يعكس واقعا ملموساً، لذا لم يكن خبر منح الجائزة للفريق الطبي بإسبانيا إلا شاهداً دوليا جديداً على هذا العطاء غير المحدود من «أمير الإنسانية» الذي صار صاحب رسالة كرست الوجه الإنساني للكويت بشكل فاعل عزز مكانتها إقليمياً وعالمياً، وعليه يصبح توصيفي لعنوان المقال من جهراء الكويت إلى لاباز إسبانيا هو أيضاً في دلالته يأتي من قبيل «التلامس الإنساني».