16 بلاغاً عن مفقودين في كارثة «محطة مصر»
النيابة تطلب تحريات الأمن حول انتماء السائق السياسية وصلته بـ «الإرهاب»
بدأت مصر لملمة جراحها أمس، بعد أحداث الأربعاء الدامي، الذي شهد حادثاً مروعاً تسبب في مقتل 22 شخصاً وإصابة 42، من جراء اصطدام جرار قطار مسرع بلا سائق بنهاية رصيف ركاب في "محطة مصر" بميدان التحرير وسط القاهرة.وأدى الحادث إلى انفجار خزان الوقود الملحق بالجرار فانتشرت كرات اللهب لتلاحق المواطنين الذين تصادف وجودهم على أرصفة القطارات، في مشاهد بشعة أثارت موجة حزن عميقة بين المصريين الذين عبروا عن استياء عالي النبرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ضد "استهتار المسؤولين بحياة المواطنين".وأفادت تقارير بأن أجهزة الأمن داخل "محطة مصر" تعكف على تفريغ جميع كاميرات المراقبة الموجودة داخل المحطة وخارجها، لحصر أعداد المفقودين والتعرف عليهم من خلال عرضها على ذويهم.
وذكرت التقارير، نقلاً عن مصادر، أن الأهالي حرروا 16 محضراً بفقد ذويهم ومن بينهم عدد من العاملين بالسكك الحديدة.في غضون ذلك، تفقد وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، القائم بأعمال وزير النقل، محمد شاكر، الوضع داخل محطة مصر للقطارات صباح أمس، وتابع انتظام حركة القطارات، في وقت طالب بتقرير مفصل عن الحادث، مؤكدا أنه "لا تهاون مع أي مقصر".وشدد شاكر على ضرورة إجراء أعمال الصيانة الدورية بكل دقة، وعلى ضرورة عدم خروج أي قطار أو جرار من الورش إلا بعد التأكد التام من الحالة الفنية له، والالتزام التام بتعليمات السلامة والأمان المنصوص عليها في لائحة هيئة السكك الحديدية.شاكر وجه بنزول جميع قيادات السكك الحديدية إلى مواقع التشغيل للاطمئنان على تنفيذ هذه الإجراءات، في حين تفقد هو غرفة مراقبة الكاميرات، مشدداً على ضرورة اليقظة التامة، لما تشكله هذه الغرفة من أهمية كبرى في تأمين سلامة الركاب والقطارات.
تشكيك
في هذه الأثناء، لاحظ ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي فارقاً في التوقيت بين فيديو يظهر اصطدام جرار القطار بالمحطة، وآخر جرى تداوله ويظهر لحظة شجار سائق الجرار مع سائق آخر، الذي تشير النيابة العامة إلى أنّه وقع قبيل الكارثة، باعتباره السبب الرئيسي في الحادث.المدونون اعتبروا أن التوقيت المدوّن على فيديو الشجار هو الساعة 9:53 صباحاً، بينما يظهر فيديو الحادثة عبر كاميرات المراقبة بالمحطة أن الحادث وقع في تمام الساعة 9:24 دقيقة، وهو ما اعتبره البعض تناقضاً يبدد الرواية الرسمية لسبب الحادثة.وجاء ذلك، بعدما أصدرت النيابة العامة بياناً في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، قالت فيه إن سائق الجرار المتسبب في الحادث، غادر الجرار الذي كان يقوده دون أن يستخدم الفرامل أو يغلق محركه، بعدما استبد به الغضب بسبب اصطدام جرار آخر به، فنزل لمعاتبة سائق الجرار الآخر، وبعد فض الاشتباك بينهما تراجع السائق الثاني إلى الخلف لفض الاشتباك بين الجرارين، مما أدى إلى تحرك الجرار الأول دون سائقه صوب رصيف الركاب.سائق الجرار، الذي يخضع لتحقيقات من جانب سلطات الأمن، ظهر مع الإعلامي وائل الإبراشي مساء أمس الأول، مؤكدا رواية النيابة المصرية التي أمرت بأخذ عينه من دمه لتحليلها. السائق الذي يبلغ من العمر 40 سنة، بدا متماسكا وهو يروي تفاصيل عراكه مع زميله، بعدما ترك الجرار قائلا إنه أثناء العراك "لقيت الجرار اللي كنت راكبه مشي لوحده مش عارف إزاي!".وتابع السائق: "اتصلت ببرج المراقبة بعد سير الجرار بمفرده، في محاولة لتغيير خط سيره إلى طريق آمن، لكن موظف البرج رد عليا، وعرفته أن الجرار ماشي لوحده، فسألني ماشي لوحده إزاي؟ وقفل الخط، وبعدين اتصلت به مرة تانية لكن ما ردش". ولفت إلى أنه أصيب بصدمة وانعدام توازن بعد ذلك، ولم يعرف أين ذهب الجرار، وأنه ذهب بعدها إلى منزله، ولم يعرف بالحادث لأنه لا يشاهد التلفزيون، قبل أن تلقي الشرطة القبض عليه، وتسلمه للنيابة للتحقيق معه.وطلبت النيابة تحريات الأمن الوطني حول انتماءات السائق السياسية، وهل له صلة بالجماعات الإرهابية أم لا؟وبينما أعلنت وزيرة الصحة والسكان، هالة زايد، ارتفاع عدد وفيات الحادث، إلى 22 حالة، بعد وفاة حالتين أمس، لمسعف وآخر مجهول الهوية، تفقد وفد برلماني موقع الحادث.