العراق: «الميليشيات» تريد قوات بحرية وتتحكم بنصف آليات البلاد
أفادت مصادر حكومية عراقية لـ"الجريدة" بأن الفصائل المسلحة العراقية الشيعية تتحكم بنحو نصف الآليات والمركبات التخصصية التابعة لوزارات الدولة بعد أن وضعت اليد خلال الحرب مع تنظيم "داعش"، على ما لا يحصى من المركبات العسكرية والأسلحة والذخائر.وجاء حديث المصادر تعليقاً على إعلان هيئة الحشد الشعبي، التي تضم معظم الفصائل المسلحة، تأسيس نواة لما أسمته قوات بحرية في البصرة، ورغم أن ذلك يمثل مبالغة مبكرة لجهة صعوبة تجهيز مثل هذه القوة في جنوب العراق الذي يمثل متاهة من الأنهار والممرات المائية المرتبطة بشاطئ الخليج العربي، فإنه قد يكشف نية بعض الأجنحة في الحشد الشعبي، التحكم بجزء من مسار الملاحة داخل شط العرب وهو الممر الاستراتيجي الذي يربط موانئ العراق بالمياه الإقليمية الكويتية والايرانية، لاسيما إذا حصل تصعيد في المواجهات بين أميركا وإيران.
وذكرت المصادر الحكومية أن الحشد سبق له أن استولى خلال الحرب مع "داعش" على تجهيزات عسكرية كثيرة بصفة وضع اليد للضرورات الحربية، لكنه لم يعدها، مؤكدة أن الكلام المتداول في مجلس الوزراء يفيد بأن الحشد استولى كذلك على نحو نصف المعدات والآليات المدنية التخصصية مثل الرافعات العملاقة والحفارات وغيرها مما يدخل في مشاريع الإنشاء.وأصدر البرلمان العراقي تشريعاً قبل أعوام، يمنح الحشد شرعية كجزء من القوات المسلحة العراقية النظامية، غير أن هذه القوة لاتزال تتحرك بشكل شبه مستقل، كما تعيش نزاعات داخلية بين أجنحة موالية للحكومة وأخرى مقربة من إيران، مما منع توحيدها تحت راية واحدة حتى الآن.وخلال حفل في قاعة تابعة لشركة الموانئ العراقية في البصرة، أعلن قادة في الحشد الشعبي أمس، تأسيس ما أسموه نواة قوة بحرية تسند القوة البرية للفصائل، وأعلنوا تخريج ستين عنصراً تدربوا على مهارات الغوص وقيادة الزوارق وإطلاق النار خلال المواجهات البحرية، مؤكدين أن عملهم سيقتصر على إسناد الجيش العراقي في حماية الممرات المائية والمياه الإقليمية شمال الخليج.وتوجد قطعات الحشد الشعبي في أماكن كثيرة قريباً من مقرات الجيش الأميركي الذي يقدم المساندة للقوات العراقية لاسيما قرب الحدود مع سورية، ويقلل المراقبون من إمكانية تصادم بين الحشد والقوات الأجنبية دوما، لكن افتراض أن الحشد سيقترب من القطعات البحرية الأميركية العاملة في شمال الخليج، يمكن أن يشكل سبباً لمخاوف أخرى خصوصاً أن الشاطئ العراقي يمثل منطقة ضيقة تشهد حركة مستمرة لقطعات الجيش الإيراني وحرس الثورة، فضلاً عن السفن التجارية وناقلات النفط الأجنبية التي تتردد على موانئ العراق وقرب الجزر الكويتية شمالاً.