قال رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم إن زيارة الوفد البرلماني الكويتي للعراق جاءت بمباركة وتوجيه من حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وذلك بسبب اهتمامه بالعراق وقناعته بأن استقراره هو استقرار للمنطقة بأكملها.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده الغانم مع رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي الليلة الماضية في ختام الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس مجلس الأمة الكويتي والوفد المرافق له للعراق.

Ad

وقال «كانت لدينا عدة لقاءات مثمرة فقد تشرفنا بلقاء رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ورؤساء الكتل السياسية في البرلمان العراقي والشخصيات السياسية المؤثرة»، مبيناً أن اللقاءات اتسمت بالصراحة والوضوح من الجانبين الكويتي والعراقي.

وأضاف «من الحقائق التي أود تثبيتها أن هذه الزيارة تمت بمباركة وتوجيه من حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه بسبب اهتمامه بالعراق وقناعته بأن استقرار العراق هو استقرار للمنطقة بأكملها وأن عودة العراق إلى وضعه الطبيعي كجزء لا يتجزأ من الأمة العربية أمر في غاية الأهمية لكل شعوب المنطقة»

وقال الغانم «أشكر كل من قابلتهم والذين أشادوا بإجماع كبير على الدور الكبير الذي يلعبه الأمير الكبير في المنطقة»، مضيفاً «وجدنا هنا بالعراق كل تقدير لكل ما قام به سمو الأمير سواء أعمال إنسانية في دعم المناطق المحررة والمناطق المنكوبة أو استضافة وإقامة مؤتمر لإعادة إعمار العراق في الكويت».

وذكر الغانم أن الجميع أبدوا خلال الاجتماعات المختلفة التي عقدت معهم رفضهم «للجريمة التي ارتكبها المقبور صدام حسين بحق الشعب الكويتي والجرائم التي ارتكبها بحق الشعب العراقي قبل غزو الكويت».

وأكد الغانم اهتمام رئيس العراق ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب بقضية الأسرى والمفقودين الكويتيين، مشيراً إلى تخصيص الحكومة العراقية ميزانية إضافية للبحث عن رفات الشهداء الكويتيين الأبرار الذين استشهدوا أثناء الغزو.

وأضاف «تحدثنا في كثير من الأمور التي يجب أن تحدث في المستقبل والتي سيكون لها انعكاس إيجابي على الشعبين الكويتي والعراقي ومنها أن نضغط على الحكومات لتفعيل دور اللجنة المشتركة التي تشكلت برئاسة وزيري خارجية البلدين».

وقال الغانم «من الملفات التي يجب أن تدرس من قبل اللجنة المشتركة ملف الانتهاء من ترسيم الحدود البحرية بين الكويت والعراق حتى لا تكون هناك ثغرات يدخل منها الشيطان والانتهاء من ملف حفر خور عبدالله والانتهاء من توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين الكويت والعراق».

وذكر الغانم أنه بعد زيارة وزير التجارة الكويتي لبغداد مؤخراً كانت هناك خطوات جادة اتخذت في هذا الاطار والاتجاه.

وفيما يتعلق بالمشاريع الاستراتيجية التي تعتزم الكويت القيام بها في الشمال والجزر قال الغانم «يجب أن تكون هناك شراكة اقتصادية استراتيجية بين الكويت والعراق وتكون هناك منطقة حرة»، مضيفاً «هذا ليس به فائدة للكويت فقط إنما به فائدة كبيرة للعراق وسيوفر فرص عمل وفرصاً استثمارية عديدة للمستثمرين الكويتيين والعراقيين».

وأضاف «مسؤوليتنا كمسؤولين في هذا الوقت الذي قدرنا أن نتولى هذه الأمانة الثقيلة أن نؤدي الأمانة إلى أهلها ونقوم بكل ما يمكن القيام به من أجل الشعبين الشقيقين وما فيه مصلحتهما».

وذكر الغانم أن الوفد الكويتي أكد للجانب العراقي خلال اللقاءات مشاركته في مؤتمر رؤساء برلمانات دول جوار العراق المزمع عقده في بغداد بالقريب العاجل، مبيناً أن ذلك سيكون رسالة إيجابية للداخل والخارج العراقي بقدرة العراق على التعامل مع كل دول الجوار ومكوناتها.

وقال الغانم «نتمنى للعراق كل أمن واستقرار وانسجام بين كل مكوناته وأن يتم تنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه بين السلطتين التنفيذيتين في البلدين الشقيقين وسنكون كبرلمانات داعمين ومساندين ومتابعين لهذه الخطوات التنفيذية الإجرائية».

وفي ختام تصريحه أعرب الغانم عن جزيل الشكر وعظيم الامتنان لرئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي وللجانب العراقي على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال ولسفير الكويت لدى العراق سالم الزمانان وسفير العراق لدى الكويت علاء الهاشمي.

من جهته، قال رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي في ذات المؤتمر الصحفي المشترك «تشرفنا بزيارة معالي رئيس مجلس الأمة الكويتي الأخ مرزوق الغانم والوفد المرافق له من أعضاء مجلس الأمة وتم التباحث في الكثير من الأمور المشتركة وأولها تعزيز أواصر العلاقات المشتركة بين البلدين».

وأوضح الحلبوسي «أن هناك روابط مشتركة كثيرة ما بين البلدين الشقيقين الجارين كالدين والدم والجغرافيا ونتطلع لأن تكون هناك شراكات حقيقية في جوانب عدة كالاقتصادي والذي سينعكس إيجابياً على كلا الشعبين».

وبين الحلبوسي أن مباحثاته تناولت بتوسع سبل تعزيز العمل البرلماني بين البرلمان العراقي ومجلس الأمة الكويتي وتفعيل لجان الصداقة والأخوة المشتركة، مضيفاً «فنحن نمثل الشعوب وندفع بعجلة الحكومات للمضي قدماً إلى الأمام لتفعيل الكثير من الأمور التي يتطلع لها كلا الشعبين العراقي والكويتي».

وكشف الحلبوسي أن اللقاء تناول أيضاً حديثاً مفصلاً عن ضرورة التعاون بين الجانبين للعمل على استقرار المنطقة واستقرار العراق، موضحاً «فلا استقرار للمنطقة دون استقرار العراق والعكس صحيح وأن نكون إيجابيين في التعامل مع الملفات التي تتعلق بوضع المنطقة بشكل عام وأن نكون نقطة التقاء للفرقاء السياسيين بدلاً من أن نكون ساحة تنازع».

وأشار إلى أن اللقاء تناول أيضاً مخرجات مؤتمر المانحين الذي عقد بالكويت برعاية سمو أمير البلاد «الذي طالما يحرص مشكوراً على دعم واسناد العراق طوال السنوات الماضية وآخرها وقوف الكويت شعباً وحكومة مع إخوانهم بالعراق في الحرب التي خاضوها نيابة عن العالم أجمع ضد التنظيم الإرهابي الذي كان يستهدف المنطقة».

وشدد الحلبوسي على ضرورة حل الملفات العالقة بين البلدين منذ سنوات وبما لا يؤثر على سيادتهما «وهي ملفات إن تركت للزمن فستكون نقاط خلاف دائمة»، مضيفاً أنه لا يوجد خلاف ما بين العراق والكويت «فنحن نتطلع إلى علاقات متينة وأن نكون ايجابيين في التعامل مع الملفات بشكل واقعي ويلامس مصلحة كلا الشعبين فالخير الذي سيكون في بلد سينعكس على الآخر».

وأشار إلى أن اللقاء تناول أيضاً التجارة المشتركة بين البلدين خاصة في منطقة جغرافية مهمة للعالم أجمع وبالإمكان تفعيل التجارة المشتركة في شأن المناطق الحرة بين حدود البلدين لتكون ممراً لدول الخليج لأوروبا واستغلالها للتبادل التجاري من أقصى الشرق لأقصى الغرب عن طريق تفعيل سكك الحديد والكثير من المشاريع.

وأضاف الحلبوسي أن اللقاء تناول أيضاً تسهيل الاستثمارات الكويتية في العراق والعراقية في الكويت «وقد تناولت لقاءات الأخ الرئيس هذا الموضوع وهذه اللقاءات هي في بدايتها ولن تكون الأخيرة وستكون هناك لقاءات أخرى بهذا الشأن».

وكان الغانم اختتم والوفد المرافق له يوم أمس الخميس زيارة رسمية للعراق استغرقت يوماً واحداً.

وضم الوفد البرلماني إضافة للغانم وكيل الشعبة البرلمانية النائب راكان النصف وأمين سر الشعبة النائب الدكتور عودة الرويعى وأمين صندوق الشعبة النائب محمد الدلال وعضو الشعبة النائب الدكتور خليل أبل والأمين العام لمجلس الأمة علام الكندري.