رياح وأوتاد: صرخة مدوية من ديوانية للحكومة والمجلس
![أحمد يعقوب باقر](https://www.aljarida.com/uploads/authors/125_1701277800.jpg)
هذه كانت قطعة من صورة الجريمة التي تمت في الكويت باسم الكوادر، وعدم ربط التعليم بمتطلبات سوق العمل. وعندما طلب الجلوس في الديوانية رأيي قلت: الوساطة لن تنجح بالتأكيد في تلبية رغبات الجميع، وهذا مشاهد لأن العدد المقبول في الجهات الكادرية أقل بكثير من المتقدمين، وسيظل الغاضبون أكثر من الراضين، وسيزداد الغضب الشعبي، لذلك لا بد من إصلاح الخلل في الرواتب الذي تحول إلى فوضى ونقمة على الشعب الكويتي وشبابه بالذات، وإصلاح الخلل لا يكون إلا بتغيير نظام الرواتب الحكومي، وهو ما يعرف بالبديل الاستراتيجي الذي أعدته شركة متخصصة، وعرض علينا في مجلس التخطيط قبل نحو ثلاث سنوات، والذي من شأنه تحقيق قدر كبير من المساواة بين المتماثلين في العمل، بحيث لا يتم التمييز بين رواتبهم إلا على أُسس موضوعية مثل الندرة والحاجة للعمل وخطورته وطول ساعات الدوام وبعده عن مكان السكن وهكذا. وهذا البديل لن يمس المعينين قبل إقراره، إذ إنهم سيحتفظون بعقودهم ودرجاتهم، كما أن إحلال النظام البديل سيستغرق نحو خمسة عشر عاماً يتم خلالها التعيين على النظام الجديد، كما يتم فيها تعديل وزيادة أصحاب الرواتب المتدنية المعينين قبل إقرار هذا البديل، وتدريجيا ستختفي الفروقات الهائلة في الرواتب في جميع الجهات الحكومية وستتلاشى أو تنحصر نقمة الشباب على الحكومة والمجلس. ولكن هذا البديل مجمد منذ أكثر من سنتين في اللجنة المالية في مجلس الأمة بعد أن تقدمت به الحكومة، والمجلس مشغول بالصراعات والاقتراحات التي تزيد مشكلات البلاد ولا تحلها، والحكومة لم تستطع تقديم هذا البديل في جدول الأعمال أو إعطاءه الأولوية. وفي نهاية الحوار اتفق الجميع في الديوانية أن الأجدى والأفضل لأبنائنا المقبلين على العمل هو مطالبة الحكومة والمجلس وكل المرشحين الذين يزورونهم في الدواوين بالإسراع في إقرار البديل الاستراتيجي، بدلاً من البحث عن وساطة نائب لا تحقق العدالة وتفرق بين أبناء البلد الواحد.