نافذة المعرفة النفطية : اكتشفوا ذرّة الكربون!
![أحمد راشد العربيد](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1549813474622125800/1549813608000/1280x960.jpg)
كانت ميزانية الكويت تتمتع بفائض كبير يفوق كل احتياجاتها لكل سنوات الخطة، وهكذا أرادت الدولة أن تكون.انتهزت الكويت هذه الفرصة مبكرا، فأنشأت هيئة الاستثمار الكويتية في عام 1953 ليتم استثمار الفائض المالي في السوق البريطانية، ثم توسعت الى أسواق أخرى.هذه الإمارة الصغيرة غدت دولة اعترفت بها هيئة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية قبل انقضاء فترة الخطة الإنمائية الأولى، وأصبحت عضوا فاعلا يساهم في استقرار الأمن العالمي من خلال النفط. ويمكننا القول إن المصادر التي تلعب دورا أساسيا في تحديد مستقبل الكويت هي الإنسان الكويتي، والثروات الطبيعية، أي النفط، والاستثمارات الخارجية. هذه المصادر الثلاثة لم تتغير، ولم تتمكن الكويت من إضافة مصدر جديد لها طوال نصف القرن الماضى.إن الفترة الزمنية التي حققت فيها الكويت إنجازاتها السابقة لا تتعدى 10 سنوات، وهذا معناه أن توقعات تحقيق الخطة الإنمائية الحالية ستكون في غضون 10 سنوات، لأن الكويت تملك الإمكانات البشرية والثروات الطبيعية والقدرة على الاستثمار الخارجي، لتصبح الكويت مركزا ماليا وتجاريا عالميا في عام 2035.في المقال السابق أشرنا الى ذرة الكربون باختصار ودورها المستقبلي في تطوير مادة النفط من خلال قدرتها على التلاحم مع كل ذرات المواد دون استثناء. تلقيت طلبات من بعض القراء بمزيد من الشرح في هذا الجانب.أقول إن الكويت بلد أحادي مصدر الدخل، وقد اجتهدت الكويت كثيرا في الماضي بالبحث عن مصدر دخل رديف يضمن لها مستقبلا مستداما، إلا أنها لم تجد حتى الآن.نحن نرى أن هذا المصدر يكمن في تصنيع مادة النفط الخام الذي مازال برميلا أسود ذا قيمة اقتصادية محدودة، بينما يمكننا أن نجعله برميلا ذهبيا تتضاعف قيمته أضعافا مضاعفة على ما هو عليه اليوم، إن الوصول الى تحقيق هدف البرميل الذهبي يتمثل في حسن استغلال ذرة الكربون.يمثل عنصر الكربون 20 في المئة من مكونات أجسادنا، وتتميز ذرته عن كل الذرات بقدرتها على التلاحم بكل الذرات الأخرى، وهي الذرة الرئيسية في مكونات النفط.في التطور الصناعي الذي حققه الإنسان باستكشاف علم وتقنيات النانو في الثلاثين سنة الماضية وما حققه هذا العلم من اختراقات صناعية لا قبيل لها، ولم تكن متوقعة، فمثلا تمكّن الإنسان من أن يرفع الطائرة العملاقة ذات السعة المضاعفة من الركاب ذات الطابقين الى مسارات الملاحة الجوية في مدارات الأجواء، باستخدام ما يسمى ألياف الكربون.وما حققته ذرة الكربون في صناعات السيارات الكهربائية، التي غدت حديث الساعة في هذا العقد من الزمن، فإذا كانت السيارات الكهربائية قد نجحت في تخفيض استهلاك النفط، فإن النفط من خلال ذرة الكربون سينجح كثيرا في خلق صناعات كثيرة تحتاج إليها السيارات الكهربائية وكل أنواع السيارات بأسعار مشجعة جدا.إن النصيحة التي نقدمها لأبناء الكويت هي أن ما يسمى ببدائل الطاقة هي ليست في الحقيقة بدائل، إنما هي رديف للطاقات، ولا وجود للحرب بينها.