ساندرز يعد بـ «ثورة سياسية» متمسكاً بـ «الخطاب التقدمي»

ترامب يصف «الخطّة الخضراء» بالمدمرة ويدافع عن نشاط المحافظين في الجامعات

نشر في 04-03-2019
آخر تحديث 04-03-2019 | 00:04
أطلق السناتور الديمقراطي بيرني ساندرز حملته للمنافسة على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية 2020، مستعيداً شعار "الثورة السياسية"، الذي استخدمه في 2016، في وقت انضم الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الاستراتيجية الجمهورية، للتحذير من نمو التيار الاشتراكي في صفوف الديمقراطيين.
بينما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة لن تصبح مطلقاً دولة اشتراكية، مؤكّداً أن الديمقراطيين «يحتضنون الاشتراكية حالياً»، أعلن عضو مجلس الشيوخ، بيرني ساندرز، الذي يصف نفسه بأنه «يساري ديمقراطي»، تدشين حملة للترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2020، مهاجماً جشع الشركات العملاقة ومتمسكا بذلك في خطابه التقدمي، ومتعهدا بـ»بثورة سياسية».

وفي خطاب ألقاه قرب الحي، الذي نشأ فيه بشقة صغيرة مستأجرة في حي بروكلين في نيويورك، وصف ساندرز، ترامب بأنه «أخطر رئيس» في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.

ومع بدء حملته الانتخابية، سلط ساندرز الضوء بشكل أكبر على الجوانب الشخصية في حياته، واصفا الصعوبات التي واجهها خلال فترة شبابه كأحد أبناء الطبقة العمالية، وكيف أن ذلك ساعده على رسم سياساته التقدمية.

وأوضح ساندرز التناقض بين نشأته المتواضعة وفترة شباب الرئيس الجمهوري دونالد ترامب المتميزة كابن أحد مطوري العقارات بنيويورك.

وقال ساندرز: «تجربتي كطفل في أسرة كانت تواجه صعوبة اقتصادية أثرت بشكل كبير على حياتي وقيمي. وعلى عكس ترامب الذي أغلق الحكومة وترك 800 ألف موظف اتحادي بلا دخل لدفع التزاماتهم، أعرف ما يبدو عليه الأمر في أسرة تعيش من دون أي مدخرات».

ونادرا ما تحدث ساندرز، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فيرمونت، عن حياته الشخصية، خلال أول ترشح له للبيت الأبيض في 2016، والتي انتهت بحصول هيلاري كلينتون على ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات ضد ترامب، وركز بشكل شبه كامل على خططه الخاصة بالسياسة لكبح جماح «وول ستريت» وخفض التفاوت في الدخول.

ولكن أسلوب ساندرز الجديد كان اعترافا بضرورة إيجاد وسيلة للتمييز بين حشد كبير من الديمقراطيين، الذين يأملون الفوز بترشيح الحزب لهم في انتخابات 2020.

وساندرز، البالغ من العمر 77 عاما، ابن مهاجر يهودي من بولندا، ولكنه لم يسلط الضوء على ديانته اليهودية خلال ترشحه في 2016.

ولكنه وصف، في بروكلين، رحلة والده للهروب من الفقر ومعاداة السامية، وقال إن النازيين أبادوا في نهاية الأمر أسرة أبيه. وتابع أمام أنصاره: «مع بدء هذه الحملة للرئاسة يجب أن تعرفوا من أين أتيت، لأن الخلفية الأسرية تؤثر بشدة على القيم التي نعتنقها عندما نكبر. اليوم أريد أن أرحب بكم في حملة تقول بصوت عال وبوضوح إن المبادئ الأساسية لحكومتنا لن تكون الجشع والكراهية والأكاذيب».

ويخوض ساندرز هذه المرة منافسة أكبر، حيث يواجه أكثر من 10 أشخاص يسعون لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي. ورغم هذا، فهو يحظى بقاعدة شعبية واسعة.

ترامب

من ناحيته، وفي كلمة ألقاها أمام مؤتمر لناشطين من اليمين المحافظ في أوكسون هيل بولاية ماريلاند، وهو تجمع سنوي، واستغرقت أكثر من 90 دقيقة، أعلن ترامب، أمس الأول، أن «الولايات المتحدة لن تصبح مطلقاً دولة اشتراكية، رغم أن الديمقراطيين يحتضنون الاشتراكية حاليا»، مشيرا إلى «الاتفاق الأخضر الجديد» الذي تم إطلاقه أخيرا، والذي يهدف إلى التحول لاقتصاد لا يعتمد على الكربون، في اطار مكافحة التغير المناخي.

وقال ترامب: «نحن نؤمن بالحلم الأميركي، لا بالكابوس الاشتراكي، وما يُعرف بالخطّة الخضراء الجديدة، ستُدمّر الاقتصاد الأميركي بالكامل». واعتبر أنّها «الخطة الأكثر جنونًا» التي نراها.

وتابع: «المستقبل ليس للذين يؤمنون بالاشتراكيّة. بل هو للذين يؤمنون بالحرّية»، مشددًا على أنّ «الولايات المتّحدة لن تكون يوماً بلداً اشتراكياً».

وذكر أنه سيكون مسرورا لخوض انتخابات 2020 في مواجهة «الاتفاق الأخضر الجديد»، لافتاً إلى أن خصومه يحاولون إخراجه من البيت الأبيض «بكلام هراء».

الجامعات الأميركية

وفي موضوع آخر، قال الرئيس الأميركي إنه سيوقع قريباً أمراً تنفيذياً يطالب الجامعات والكليات الأميركية بالمحافظة على «حرية التعبير» في الحرم الجامعي، مهدّداً بأن الكليات التي لن تلتزم ستخسر التمويلات البحثية الاتحادية.

وأدلى ترامب بتصريحاته، بعدما قدم على المسرح هايدن وليامز، وهو نشط محافظ تعرض للكم في جامعة كاليفورنيا في بيركلي الشهر الماضي، عندما كان يستقطب الطلاب لجماعة محافظة.

وقال ترامب: «اليوم، أنا فخور بإعلان أنني سأوقع قريباً جداً أمراً تنفيذياً يطالب الكليات والجامعات بدعم حرية التعبير إذا كانوا يرغبون في الحصول على التمويلات البحثية الاتحادية»، مضيفاً أنه إذا لم تلتزم الجامعات «فسيكون هذا مكلفا جدا».

وتمنح الحكومة الأميركية للجامعات أكثر من 30 مليار دولار سنويا في هيئة تمويلات بحثية.

ضرائب على الأثرياء

وفي مقابل الاستراتيجية الجمهورية، تكتسب فكرة فرض ضرائب على الأثرياء والشركات لتغطية تكاليف الرعاية الصحية أو مواجهة عدم المساواة رواجا في أوساط السياسيين الديمقراطيين الأميركيين.

وبينما تحتضن الولايات المتحدة المشاريع التجارية الحرة، وتعد ملاذاً لأكبر عدد من أصحاب المليارات في العالم، اكتسبت مقترحات ضريبية كهذه زخما في الأوساط السياسية خلال الأسابيع الأخيرة.

وينخرط عدد من المرشحين الديمقراطيين الذين يخوضون الانتخابات الرئاسية العام المقبل في حملات تدافع عن مشاريع لفرض ضرائب على الأثرياء.

ومن أبرز مشجعي هؤلاء صاحبا المليارات بيل غيتس ووارن بافيت، اللذان يخشيان تنامي عدم المساواة في توزيع الثروات بالولايات المتحدة.

وكان ساندرز بين أوائل من ركبوا هذه الموجة. ودعا في حملته للانتخابات الرئاسية عام 2016 إلى رفع ضرائب الدخل الفدرالية من أجل توفير تعليم جامعي مجاني ورعاية صحية شاملة للجميع.

واقترحت السناتورة عن ماساتشوستس، إليزابيث وارين، ضريبة على الثروة بنسبة اثنين بالمئة تطاول الإيرادات البالغة 50 مليون دولار فما فوق.

غيليبراند

بدورها، دعت السناتورة عن نيويورك، كيرستن غيليبراند، إلى رسوم على التعاملات المالية، بينما يطالب ساندرز بفرض ضرائب على الإرث تصل نسبتها إلى 77 بالمئة.

ومع هيمنة الديمقراطيين حاليا على مجلس النواب، تقود النائبة ألكسندريا أوكازيو كورتيز هذه الحملة، إذ اقترحت فرض ضريبة بنسبة 70 بالمئة على أي دخل يتجاوز 10 ملايين دولار للمساعدة في دفع تكاليف «الاتفاق الأخضر الجديد»، الذي يهدف إلى التحول لاقتصاد لا يعتمد على الكربون، وذلك في إطار مكافحة التغير المناخي، إلى جانب توفير رعاية صحية شاملة للجميع وضمان التوظيف.

ومعدل الضريبة الهامشية البالغ 70 بالمئة ليس أمرا غير مسبوق في الولايات المتحدة، لكنه كان عند هذا المستوى للمرة الأخيرة عام 1981. ويبلغ الحد الأقصى لمعدل الضريبة الهامشية حاليا 37 في المئة.

وتعد زيادة الضرائب على الشركات كذلك بين أولويات الديمقراطيين، وقد أثارت جدلا في الاونة الأخيرة على خلفية عدم دفع «أمازون» ضرائب دخل فدرالية منذ عامين.

وفي أواخر عام 2017، خفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب والغالبية الجمهورية في الكونغرس معدلات الضريبة على الشركات والدخل الشخصي، رغم معارضة الديمقراطيين الذين رأوا في هذه الإصلاحات الضريبية هدية للأغنياء.

الضرائب على الأثرياء تكتسب رواجاً في أوساط السياسيين الديمقراطيين
back to top