عار الروس... فقر مزمن

نشر في 04-03-2019
آخر تحديث 04-03-2019 | 00:04
No Image Caption
في مقهى بمدينة سان بطرسبورغ الروسية، يصدح صوت مغنية بالأناشيد السوفياتية، يرقص على أنغامها ثنائي أمام خمسين متقاعداً يتناولون وجبة مجانية، بسبب صعوبات جمة يواجهونها لدفع مصاريفهم.

إنه مقهى دوبرودوميك، الذي يوفّر وجبات لمتقدّمين في السنّ، يعانون صعوبات اجتماعية باتت تخلق حالة من الاستياء المتزايد في روسيا.

ورغم صعوبة التحرّك في ثاني أكبر مدينة روسية، بسبب الثلوج المتجمّدة والمكدسة على أرصفتها، يبقى هذا المقهى مكتظاً بالزوار.

وتلخّص ريما أنتسيفيروفا البالغة من العمر 72 عاماً الوضع بهذه الكلمات: "الأسعار تزيد يوماً بعد يوم. لذا، فإن هذا المقهى فكرة جيدة جداً جداً".

ويبلغ معاش تقاعد هذه السيدة 10 آلاف روبل في الشهر، أي ما يعادل 135 يورو أو 150 دولاراً. وبعد دفع الفواتير والأدوية، لا يبقى في جيبها سوى 40 يورو لإكمال الشهر.

وتضيف أنتسيفيروفا: "في الآونة الأخيرة، ارتفعت أسعار النقل العام".

وافتتحت سيدة الأعمال ألكسندرا سينياك وزوجها يفغيني غيرتشفيتش مقهى دوبرودوميك، هذا الشتاء، في سان بطرسبورغ، من أجل "تقديم الشكر لكبار السنّ".

وفي المساء، يستقبل المقهى زواراً عاديين، في حين يفتح أبوابه في الأوقات الممتدة من الظهر حتى الساعة الرابعة عصراً لنحو 300 مسنّ، أغلبيتهم نساء، يأتون من زوايا المدينة لتناول وجبة ساخنة والاجتماع معاً.

ولدى انتخابه لولاية رابعة منذ عام، تعهّد فلاديمير بوتين بخفض مستوى الفقر المنتشر في البلاد إلى النصف، لكن سرعان ما أعلنت الحكومة الروسية رفع ضريبة القيمة المضافة وسنّ التقاعد التي يعيشها المسنّون بصعوبة وحرمان كبيرين.

ووفق مركز ليفادا المستقلّ للإحصاءات، فإن 61% من الروس حالياً "يشعرون بالعار من الفقر المزمن وعدم الأمان" في بلدهم، مقابل 56% عام 2015.

وتجاوزت نسبة الروس المتشائمين من الوضع في بلدهم (45%) نسبة أولئك المتفائلين، للمرة الأولى منذ أواخر عام 2013.

back to top