شهد اليوم الأخير من مهلة الترشح للانتخابات الجزائرية الرئاسية المقررة في 18 أبريل أحداثاً ساخنة، وضغوطاً سياسية وإعلامية، انتهت بتقديم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة أوراق ترشحه، عبر وفد رئاسي يتقدمه رئيس حملته المعين حديثاً عبدالغني زعلان، إلى المجلس الدستوري.

وجاءت الخطوة وسط تضارب وتجاذبات حول إلزامية حضور المرشح بنفسه لتقديم أوراق ترشحه، إذ نقلت تقارير عن المجلس الدستوري، إعلانه ضرورة تقديم المرشح أوراقه بنفسه لا من خلال من ينوب عنه، لكن في وقت لاحق صدرت تقارير لا تتضمن ذلك الإلزام.

Ad

ونقلت الوكالة الرسمية عن المجلس، أمس، أن «المادة 140 من القانون العضوي المتعلق بنظام الانتخابات لا تنص على ضرورة إيداع الملف من جانب المرشح شخصياً». وفي كل الأحوال أمام المجلس 10 أيام لبت صحة ملفات الترشح.

إلى ذلك، أودع اللواء المتقاعد علي غديري، أمس، ملف ترشحه، في حين أعلن رئيس حزب «طلائع الحريات»، رئيس الحكومة السابق، علي بن فليس الانسحاب رسمياً من السباق أسوة بعبدالرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم «حمس» (الإخوان المسلمين)، أكبر حزب إسلامي.

وكانت المعارضة فشلت مجدداً في الخروج بمرشح توافقي لخوض السابق الرئاسي، أو في التوصل إلى قرار موحد بشأن مقاطعة الاقتراع، لكنها دعت في الوقت نفسه الشعب إلى مواصلة حراكه حتى الاستجابة إلى مطالبه، وحذرت السلطة من الالتفاف عليها، مطالبة الجيش بالدفاع عن «مطالب الشعب».

ميدانياً، فرضت السلطات الجزائرية تعزيزات أمنية مشددة مع خروج محتجين أمس في شوارع العاصمة وبعض المحافظات، رفضاً لترشح بوتفليقة لـ «عهدة خامسة»، وسط توقعات بتصاعد موجة الاحتجاجات بعد تقديم الرئيس أوراق ترشحه رسمياً.

واستخدمت الشرطة الجزائرية خراطيم مياه لتفريق طلاب يتظاهرون في اتجاه المجلس الدستوري في العاصمة، بحسب مصادر أمنية. وأغلق مترو العاصمة في وقت مبكر بعد ظهر أمس، وكذلك الطريق السريع الذي يربط المطار بوسط العاصمة، لمنع الطلاب من الوصول إلى وسط المدينة، وفقًا لوسائل الإعلام الجزائرية، كما انتشرت شرطة مكافحة الشغب أمام القصر الحكومي وشارع محمد الخامس، في وسط الجزائر العاصمة، في حين شوهدت طائرات الهليكوبتر تحلق فوق العاصمة.

وخلافاً لما أعلنته وسائل إعلام عربية عن عودة بوتفليقة إلى الجزائر، كشفت صحيفة سويسرية، أمس، أن الرئيس الجزائري، الذي يوجد في مستشفى بمدينة جنيف منذ أسبوع، لا يزال في المستشفى.