يبدو أن أسعار النفط دخلت مرحلة جديدة من التقلب والغموض، وربما التفاؤل، بعد أن أظهرت تقارير ميدانية حديثة عن مخزونات الخام انخفاضاً بلغ نحو 8.6 ملايين برميل أقل من مستويات الأسبوع الأخير من شهر فبراير الماضي.

ومن هذا المنطلق، تمثل تفاعل السوق بتحقيق قفزة مباشرة في أسعار الطاقة لكنها ما لبثت أن تراجعت وإن بصورة بطيئة تحمل معها الكثير من مؤشرات التكهن والتوقع.

Ad

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة في الوقت الراهن هو هل أسواق النفط مقبلة على جولة جديدة من الانتعاش والتحسن؟ وصحيح أن الجواب يتوقف إلى حد كبير على تطورات الأوضاع الاقتصادية العالمية – وخصوصاً في آسيا – غير أن المؤشرات الواعدة على إنهاء الحرب التجارية المثيرة للقلق بين الولايات المتحدة والصين ترسم صورة إيجابية قد تخرج أزمة أسعار النفط من عنق الزجاجة.

ولعل أبرز التطورات في أسواق الطاقة كانت الأنباء، التي نقلها موقع "أويل برايس" النفطي أن النفط والغاز سوف يقودان قاطرة النمو في المستقبل وبمعدلات لافتة، وأن مصر ربما تتحول إلى وجهة طاقة حقيقية في منطقة الشرق الأوسط التي شهدت في الآونة الأخيرة تطوراً بارزاً ومحورياً تمثل في الإعلان أن قبرص تضم ثالث أكبر احتياطي للغاز في العالم وقد اكتشفته شركة إكسون موبيل في الجزيرة التي قد تصبح مصدراً بديلاً للطاقة في أوروبا كما أن التوقعات تشير إلى احتواء قبرص على كميات تتراوح بين 5 و8 تريليونات قدم من الغاز.

في غضون ذلك، تتركز مخاوف أسواق الطاقة على احتمالات اتخاذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب إجراءات ضد منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" بعد أن شهدت أسعار النفط ارتفاعاً جديداً وربما تشمل تلك الإجراءات إصدار تشريع ضد المنظمة، وسط أنباء عن زيادة شركات النفط الكبرى إنتاجها من الخام في أحواض النفط الصخري الأميركية، على الرغم من صدور تقارير تحدثت عن فقدان "وول ستريت" الثقة في مستقبل ذلك النفط.

ومقابل هذه التطورات، تحدث محللون نفطيون عن أن تحسن أسعار النفط

لا يزال يكتسب زخماً تجلى في الأسعار الآجلة لنفط غرب تكساس الوسيط الذي ارتفع إلى مستويات جديدة الأسبوع الماضي مدفوعة بمعلومات اقتصادية قوية مؤكدة فاقت التوقعات.

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس ترامب قال في تغريدة له هذا الأسبوع إن "أسعار النفط عالية جداً" داعياً منظمة أوبك الى التريث والعمل على خفضها لأن العالم غير قادر على تحملها والتكيف معها" على حد تعبيره.

وجاءت تغريدة ترامب رداً على قرار "أوبك" إجراء خفض في إنتاج النفط اعتباراً من الأول من شهر يناير الماضي، وكان ناجحاً بما يكفي لتقليص تخمة إمداد النفط – ومن المقرر أن تجتمع منظمة "أوبك" مع روسيا منتصف شهر أبريل المقبل من أجل مراجعة هذه الخطوة التي سوف تستمر ستة أشهر.

من جهة أخرى، قال المعلق المتخصص في شؤون النفط فاناند ميليكستيان، إن أساسيات أسواق النفط تغيرت بصورة بارزة خلال العقود، التي أعقبت تأسيس منظمة "أوبك"، وعلى الرغم من زيادة إنتاجها خلال العامين الماضيين فإن زيادة أكبر في إنتاج الدول من خارج المنظمة أضعفت مركز "أوبك" كما أن تقنية التكسير في الولايات المتحدة وثورة النفط الصخري قلصتا من القوة النسبية للمنظمة، مما أفضى إلى خلق بيئة من التعاون بين روسيا ومنطقة الخليج العربي، وهي خطوة تقول ايران إنها تخشى تأثيرها على نفوذ طهران داخل أوبك مع ما ينطوي عليه ذلك من تداعيات سلبية تؤثر على إيران في المستقبل المنظور على الأقل.