من المرجح أن يشكل شهر أبريل المقبل، نقطة انعطاف حاسمة لاتجاه أسعار النفط، إذ سيجتمع أعضاء منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" خلاله لتقييم نتائج اتفاق كبح الإنتاج، والنظر في الحاجة إلى مواصلة العمل به، في حين ستتخذ واشنطن قرارات حاسمة بشأن العقوبات على إيران، وربما فنزويلا، بحسب "فوربس".ومثل هذه القرارات المرتقبة ستتزامن مع الارتفاع الموسمي للطلب على النفط بنهاية الربيع إذ تتم عمليات الصيانة للمصافي حول العالم، إضافة إلى الاستعداد لموسم القيادة خلال الصيف في الولايات المتحدة.
رهان «ترامب» الانتخابي
• حتى الآن، فإن التهديد الرئيسي للاقتصاد العالمي هو الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وستبقى المفاوضات بين الجانبين تتصدر الأخبار خلال الأسابيع المقبلة، إذ سيكون لنتائج هذه المحادثات آثار كبيرة على الطلب النفطي.• في الوقت نفسه، بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب استعداده لإعادة انتخابه، وستقود استطلاعات الرأي قراراته القادمة، وكانت تغريدته التي انتقد فيها ارتفاع أسعار النفط أخيراً أحد ملامح هذا الاستعداد.• حذر ترامب في هذه التغريدة من أن أسعار النفط أصبحت مرتفعة جداً، قائلاً إن العالم لا يمكنه تحمل هذا الارتفاع، ورغم أنها ليست التغريدة الأولى في هذا الشأن، لكن يبدو أنه يتعجل هدوء الأسعار قبل اقتراب انتخابات 2020.• إن القرارات التي ستتخذ من أعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط في فيينا، ومن إدارة ترامب بشأن إيران وفنزويلا، ستحدد أموراً كثيرة بشأن اتجاه الأسعار القادم، لكن تظل المفاجآت دائماً ممكنة على جانبي العرض والطب في هذا السوق.تحركات المنتجين
• نص اتفاق خفض الإنتاج الذي وقعته "أوبك" والمنتجون المستقلون بقيادة روسيا، على كبح الإمدادات بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً، مما أظهر فاعلية في دعم الأسعار التي هبطت دون 50 دولاراً أواخر ديسمبر 2018.• ترى "أوبك" أن توازن العرض والطلب العالميين قد يحدث بحلول أبريل، في حين تدعي روسيا أن السوق أصبح متوازناً بالفعل وتسعى إلى تخفيف القيود الإنتاجية، لكن محللون يرجعون انخفاض الأسعار في الربع الأخير إلى وجود فائض في المعروض بالفعل.• يأمل معظم المنتجين تمديد العمل بالاتفاق حتى نهاية العام، خصوصاً وسط القلق المتزايد من الإنتاج الأميركي الذي تجاوز 12 مليون برميل يومياً، إضافة إلى التوترات التجارية المتزايدة، والتباطؤ الاقتصادي المحتمل، وهي عوامل ستحد من الطلب النفطي.• من المرجح أن يؤدي تمديد العمل بالاتفاق إلى ارتفاع أسعار النفط، وهو ما لا يرغبه الرئيس الأميركي بالطبع، لكن الأخير يظل في يده أدوات قادرة على التأثير في السوق.• يجب على البيت الأبيض أن يقرر في الخامس من مايو المقبل، ما إذا كان سيتم تمديد العمل بالاستثناءات الممنوحة لبعض البلدان من العقوبات المفروضة على استيراد النفط من إيران.• رغم تعهده بخفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر، أصدر ترامب في أوائل نوفمبر قراراً بإعفاء بعض البلدان المشترية للخام الإيراني من العقوبات، بغية تفادي ارتفاع حاد في الأسعار، بعدما وصلت بالفعل في أكتوبر إلى 85 دولاراً للبرميل.• أدى القرار المفاجئ لترامب إلى تسريع هبوط الأسعار أواخر عام 2018، حيث سمحت الإعفاءات بتمرير مليون برميل يومياً من صادرات النفط الإيراني إلى السوق، لذا فمن شأن الإجراء المرتقب في مايو التأثير بشكل كبير على الأسعار.• إذا قرر ترامب خفض صادرات إيران بشكل أكبر، وواصلت "أوبك" العمل باتفاق كبح الإمدادات، فستزداد الأسعار بشكل كبير بحلول الصيف مع تجاوز الطلب للعرض، علماً أن تشديد العقوبات على فنزويلا أداة أخرى قد تؤجج صدمة النفط المحتملة.