جرائم الأحداث... العلّة في الكبار
من الواضح أن دور الأسرة والمدرسة لم يعد يؤثر بالشكل الصحيح في ظل ثورة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي التي غزت البيوت، لذلك فإن أول خط دفاعي لحماية الأحداث من الانحرافات هو الأسرة، ودور الوالدين تحديداً، وقيامهما بواجباتهما في متابعة وتربية الأبناء بالشكل الصحيح، ثم إعادة الحياة والاحترام لدور المدرسة والمعلم.
![وليد عبدالله الغانم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/874_1666205680.jpg)
من الواضح أن مؤسسات الدولة تفتقد رؤية تربوية وطنية واضحة، وأن جهودها في هذا المجال مشتتة بين التربية والإعلام والأوقاف والداخلية ووزارة الشباب وهيئة الرياضة، وأن قضايا الشباب تحولت من مشروع بناء المجتمع وتدعيم أركانه إلى قضايا تجارية ومسابقة للتعيينات بالمناصب القيادية وساحة للصراعات السياسية، وكانت الضحية قضايا الشباب التي نسمع بها من سنوات ولا نراها تتحقق على أرض الواقع.مجلس الوزراء أعلن هذا الأسبوع أنه سيدرس ظاهرة العنف الشبابي، وإن رسالتي للمجلس الموقر أن القضية أكبر من عنف في الأسواق وهواش في المباريات، فالقضية هي قضية تربية وتنشئة وإعداد للمواطنة الصالحة وحماية للعقيدة والنفس من مافيا الفساد الأخلاقي والعقلي ودعاوى الإلحاد، وهذه أمور تحتاج استراتيجيات طويلة المدى وتكاتفا من كل جهات الدولة الرسمية والأهلية، وإلى أن تصل الحكومة إلى طريقها للاهتمام التربوي الصحيح بالشباب فإن وصيتنا لكل أسرة الاهتمام بأبنائها ومتابعة شؤونهم والتواصل الصحيح معهم، لإعدادهم لمواجهة الدنيا بكل ما فيها. والله الموفق.