متجر سيلفريدج وسوق المباركية
سوق المباركية الوجهة السياحية الأولى في دولة الكويت، ومحط رحال كل من يزور الكويت لما يحمله من تاريخ حافل بذكريات وعبق الماضي الجميل، وأسعار في متناول الجميع، إلا أن كل ذلك لم يشفع له، فمع كل فترة تجد من يريد وأده بدلاً من المحافظة عليه وتمكينه من الاستمرار.
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
نهاية هذا الرجل المبدع الذي عاش حياة الملوك لا يمكن اختزالها بسطور هذا المقال، ولا بالنهاية المأساوية التي أدت إلى إعلان إفلاسه في أواخر أربعينيات القرن الماضي بسبب المرأة التي أحبها وبسبب إدمانه صالات القمار، ولا بكونه قد مات معدماً لا يملك قوت يومه، بل قدرته على تغيير مفاهيم البيع والشراء ليس على مستوى بريطانيا فقط، بل في العالم أجمع، حيث ظل اسمه ملازماً لكلمة «الإبداع والابتكار» في العلم الحديث الذي يدرس كمثال لفنون التسوق الناجحة التي تقوم على استقبال الأفكار وتطبيقها. هذه القصة تقودنا إلى سوق المباركية الوجهة السياحية الأولى في دولة الكويت، ومحط رحال كل من يزور الكويت لما يحمله من تاريخ حافل بذكريات وعبق الماضي الجميل، وأسعار في متناول الجميع، إلا أن كل ذلك لم يشفع له، فمع كل فترة تجد من يريد وأده بدلاً من المحافظة عليه وتمكينه من الاستمرار على أداء دوره الاقتصادي والتاريخي الذي أضحى أحد المعالم التجارية والترفيهية ليست للكويتيين فقط، بل لكل زائر يبحث عن مكان يقضي فيه جزءاً من يومه بين متعة التسوق والأكل.مفهوم الخصخصة ليس هبة تهدى إنما شراكة تقوم على مفهوم التجارة العادلة بين الحكومة والتاجر من جهة وبين التاجر والمستهلك من جهةٍ أخرى، فالخصخصة يجب ألا تسير في اتجاه جيب المواطن، ولا أن تكون عثرة في طريق المستثمر الصغير، أما غير ذلك فـ»لا طبنا ولا غدا الشر». ودمتم سالمين.