حب الوطن ثقافة!
![طالب الرفاعي](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
لا أرى أي رابط بين احتفال البلد بالعيد الوطني وعيد التحرير، وهما مناسبتان غاليتان على نفس كل مواطن أو مقيم في البلد، وبين التصدي لإيذاء البشر، كل البشر، برشهم بماء حارق ومتسخ، أو رميهم بحجر، أو الاعتداء عليهم جسدياً أو لفظياً بحجة اللعب معهم. الحب ثقافة، التعبير عن سلوك الحب ثقافة، محبة الوطن ثقافة، التعبير عن حب الوطن ثقافة، وفي محصلة هذه المحبات، صار من الواجب الالتفات لمناسبة احتفالات العيد الوطني وعيد التحرير باحترام وتقدير تستحقهما هاتان المناسبتان، وكذلك إظهار وجه مشرق وحضاري وإنساني لاحتفال الوطن بأعياده. فما عاد مقبولاً أبداً ما تتناقله وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي من لقطات مشينة تحت مسمى احتفالات العيد الوطني. ولا أظن الأمر صعباً في تنظيم وإخراج هذه الاحتفالات بما تستحق من وطنية واحترام وجمال.البحث في حب الكويت، في تاريخ الكويت، في المنعطفات السياسية والاجتماعية الأهم لهذا الوطن قادرة على رسم خريطة الاحتفالات بالأعياد الوطنية، بدءا من مراسم رفع العلم، مروراً بالاحتفالات الرسمية وأخيراً الاحتفالات الشعبية. ليس صعباً على حكومة، ممثلة بجميع الوزارات المعنية وجمعيات النفع العام ومؤسسات المجتمع المدني، أن تنظم وتحرس واحدة من أهم احتفالات البلد إن لم تكن الأهم. وليس صعباً حفظ كرامة الوطن وكرامات الناس في مناسبة هي الأغلى على نفوس الشعب الكويتي.إدراج الفني والتراثي والراهن في احتفالات رسمية شعبية تدلل على حب الوطن ليس صعباً في ظل وجود طاقات شبابية كويتية كبيرة ومخلصة ومستعدة لتقديم كل ما يمكن تقديمه للظهور أمام العالم بأجمل الاحتفالات.الوطن محبة، ولتلك المحبة ثقافة، وتلك الثقافة تقوم على الأسرة والمدرسة والدولة. وكل طرف من هؤلاء عليه واجب إرساء هذه الثقافة في البيت والمدرسة والشارع. لأننا نحب الكويت نتمنى إيقاف ما يُسمى زوراً احتفالات شعبية، ولأننا نحب الكويت نتمنى أن تأتي احتفالاتها بأعيادها الأغلى بوصفها درة الخليج التي كانت ولم تزل وستبقى.