انتهجت المهرجانات المصرية أخيراً نهجاً جديداً يتمثل في تكريم عدد من الفنانين والنجوم الكبار الأحياء، والحرص على حضورهم بأنفسهم لتسلم الجائزة بعد أن كانت السمة السائدة خلال الفترة الماضية تكريم أسماء الفنانين الراحلين، بحضور أبنائهم أو أحفادهم لتسلم الجائزة، بعد أن يكون النجوم قد رحلوا دون أن يلتفت إليهم أحد، قبل أن ترتفع في السنوات الماضية مجموعة من الأصوات بتكريم النجوم وبحضورهم.

فمنذ أيام، كرم مهرجان شرم الشيخ للسينما الآسيوية النجمة الكبيرة هالة صدقي عن مجموع ما قدمته خلال مشوارها الفني الثري، وهو ما أشاد به الكثيرون لاختيارها تحديداً، وبالفعل حضرت النجمة الكبيرة لتسلم الجائزة، وكانت المفاجأة الأخرى وجود الفنان الكبير لطفي لبيب في المهرجان، خصوصاً بعد إصابته بوعكة صحية مفاجئة أخيراً، وقد تسلم الجائزة بنفسه، وكانت لفتة طيبة من إدارة المهرجان باختيار أسماء لم تكن مألوفة في التكريمات خلال الفترة الماضية.

Ad

مهرجان أسوان

في هذا الإطار، يرى البعض أن التكريم يأتي لمسة وفاء لعطاء متجدد، واتساقاً مع ذلك، وقبل أيام قليلة أيضاً اختارت إدارة مهرجان أسوان لسينما المرأة عدة أسماء لتكريمها وتدرجت بين الشباب بداية من النجمة الشابة منة شلبي، التي رأت أن تكريمها فخر لها خصوصاً أنها ما زالت في مرحلة مبكرة ولم تحلم بالوصول إلى خشبة المسرح للتكريم في مثل هذا المهرجان، وصولاً إلى الفنانة الكبيرة محسنة توفيق، التي كانت مفاجأة المهرجانات المصرية خلال السنوات الماضية، ومنها هذا المهرجان.

وكان لمهرجان «أسوان» لمسة طيبة العام الماضي حين كرم المخرجة الكبيرة عطيات الأبنودي بعد سنوات طويلة من الانقطاع عن الأضواء والظهور نظراً إلى مرضها وشكل حضورها مفاجأة علماً أنها رحلت عن دنيانا بعد تكريمها بأشهر قليلة.

المركز الكاثوليكي

والشهر الماضي، كان لمهرجان المركز الكاثوليكي لفتة رائعة رفعت من الروح المعنوية للنجم القدير فاروق الفيشاوي بتكريمه خلال افتتاح الدورة المنصرمة خصوصاً أنه مرّ بأزمة نفسية بعد إصابته بمرض السرطان، الذي كان قد أعلن عنه في الدورة المنقضية من مهرجان الإسكندرية لأفلام البحر المتوسط، وأحزن بهذا الخبر الكثيرين، لكن بعد عدة أشهر قليلة عاد مجدداً في المركز الكاثوليكي ليؤكد أنه في تحسن كبير واعتبر البعض هذا التكريم أفضل علاج نفسي وأنه دعم معنوي كبير للنجم الرائع الذي قدم عشرات الأعمال في مسيرته.

دورة السندريلا

وفي عودة إلى تكريم النجمة الكبيرة هالة صدقي فقد عبرت عن سعادتها بتكريمها، مرجعة السبب الأول لذلك إلى أنها دورة السندريلا سعاد حسني؛ فكانت نجمتها المفضلة وأنها عقب وفاة السندريلا دخلت في حالة نفسية سيئة، والسبب الثاني أن مهرجان شرم الشيخ بات وجهة لها، وتحضره في كل دورة، فأصبح جزءاً منها، ومن المفرح تكريمها في مهرجان أصبح لها وجهة وبيتاً. وأشادت بالتوجه الجيد لتكريم الفنانين للشعور بنجاحهم وهم على قيد الحياة والاستمتاع بالجوائز، التي حصدوها نتيجة جهدهم الدائم وهم وسط أحبابهم.

وعلى صعيد آخر شكل الفنان لطفي لبيب حالة خاصة، فتكريمه جاء في خضم أزمة وفترة داكنة يمر بها، إذ إن التكريم، كما قال، فتح له باب الأمل على الحياة والعمل من جديد ودفعه لعدم الاستسلام مجدداً، معتبراً إياه جزءاً من العلاج النفسي في الفترة المقبلة، وأن التكريم يرد على ما قدمه خلال الفترة الماضية من أعمال.

وأكد عشقه لشاشة التلفزيون والسينما، وأنه لم ولن يعتزل فالفن بالنسبة له روح وحياة وأنه بمجرد الانتهاء من العلاج سيعود مجدداً لممارسة مهامه فالفنان طالما هو على قيد الحياة لم ولن يعتزل.

مسؤولية اجتماعية

كان للناقد الفني محمود راضي رأي جمع بين وجهتي النظر قائلاً إن الفترة الحالية بالفعل شهدت تكريمات للنجوم الأحياء، فرؤساء المهرجانات أصبحوا يريدون عمل زخم حول الدورة التي يقدمونها ومع وجود عدد من الفنانين بالدورات بصرف النظر عن الأفلام المعروضة، يسمح هذا لوسائل الإعلام الحضور للتغطية، وفي حالة خلو الدورة من الفنانين مع عرض أفضل الأفلام فلن تكون هناك تغطية إعلامية وتصبح الدورة في نظرهم فاشلة على الرغم من أن المهرجانات في الأصل تعتمد على الأفلام لا النجوم. وأكد راضي أن المهرجانات إلى جانب الدعاية استجابت للأصوات التي نادت أخيراً بتكريم النجوم باعتباره جزءاً من المسؤولية الاجتماعية للقائمين عليها، وحتى يشعر الفنانون بطعم النجاح وهم أحياء وهذا من أبسط حقوقهم علينا.