خارج السرب: إصلاح شاهي وسين إصلاح الشوارع
وصلني عبر حمام الواتساب الزاجل هاشتاق «استقالة الوزيرة بوشهري مطلب شعبي»، وبعده بساعات غنت حمامة واتسابية أخرى بهاشتاق «بقاء الوزيرة مطلب شعبي»، وكلاهما ممهور بملاحظة هاشتاق نشط جداً! والحقيقة أن الشيء النشط فعلا مع كل الاحترام لكل «مطيرجية الهاشتاقات» هو حصى الشوارع المتطاير على شعبي من كل حدب وصوب، هذا الحصى صار «ينام بمردان سياراتنا»، وبملء جفونه عن هاشتاقاتها، ويسهر المغردون جراها ويختصمون! واستقالة الوزيرة وبقاؤها لن يلغيا مهمة حصاة واحدة انطلقت كالرصاصة من فوهة حفرة، ولن تقف إلا بوصولها إلى هدفها المرصود، وهو جام سيارة مواطن مسكين لا يملك إلا راتبه «المقروض»، الذي سيدفع منه «كي نتاً» لا «كاشاً» قيمة ما أكل الحصى منه تكسيراً وشرب!!
الوزيرة اعتذرت للشعب عن الأذى الغاشم الذي نالهم من المدعو سيئ الذكر الحصى، والاعتذار من شيم الكرام طبعا، لكنه ليس من شيم الوزراء، فمسؤوليتهم يجب ألا تمر عليها المحاسبة والرقابة مرور الكرام، وما يحدث هو استخدام مفرط لحرف السين من قبل الوزيرة، وبجرعة زائدة جداً ربما تتسبب في موت كل أمل لنا في إمكانية قدرتها على حل مشكلة شوارعنا المنكوبة بعد الأمطار، سوف نحاسب، سنحيل، سنعاقب، سنعمل، وكما تعلمون حرف السين في اللغة هو حرف تسويف لا حرف حزم ومحاسبة كما تنص أبجدية الدستور التي شكلت سطور السلطات، والأدهى والأمر هو ربط الوزيرة إصلاح الشوارع بتوافر الميزانية، وكأن المواطن موعود مع معركة الحصى بتبديد ماله الخاص لإصلاح جام سيارته وتبديد ماله العام على إصلاح «خمال» بعض الشركات وعدم التزامها بالعقود!!أخيراً على كل وزير أن يصلح بالأفعال لا الأقوال، ويبتعد عن إدمان حرف السين ما استطاع، وإن لم يستطع فلا يكابر على حساب آمالنا العامة ومالنا العام، وليستقل مشكوراً ليجلس في بيته مرتاحاً، وليصلح له استكانة شاهي في الخمسينة ليعدل مزاجه بدلا من تعكير مزاج خلق الله من الكادحين والكادحات ما دام لم يقدر على إصلاح الشأن العام، وليعط الفرصة لمن يقدر على ذلك بدون سين ولا سوف ولا هم يهشتقون.