نظراً للأوضاع المأساوية التي تعيشها الأقطار العربية بسبب التطرف والإرهاب والحروب الأهلية يرجح البعض ذلك لثورات الربيع العربي وفشلها! وهنا نود أن نوضح بأن لثورات الربيع العربي إيجابيات لا بد من تبيانها، والتركيز عليها، وهذا رأي يحتمل النقد والرأي الآخر، لكنه جاء نتيجة دراسة معمقة لواقع هذه الثورات: أولاً: لولا كتابات المفكرين والمثقفين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين لما قامت ثورات الربيع العربي الخمس 2011-2013م.
ثانياً: إنها ثورات الطبقة الوسطى، وهي لأول مرة حتى إن كان بعض مطالبها الاجتماعية هموم الطبقات الفقيرة.ثالثاً: ألغت هذه الثورات دكتاتوريات عربية وأسقطتها على الرغم من أنها سلمية.رابعاً: فتحت المجال للحراك السياسي، وإرهاص الجدل الديمقراطي في الوطن العربي.خامساً: مواجهة الفساد الذي كان يحتمي بالأنظمة السابقة أو اللاحقة في كل المجالات. سادسا: انكشاف وتعرية الأحزاب والقوى السياسية العربية، ودورها الحقيقي.سابعاً: بداية سقوط التيار الديني، واستحالة قيام الدولة الدينية التي كانت تراهن عليها بعض القوى في الوطن العربي وفي دول الإقليم مثل إيران وتركيا.ثامناً: مرحلة تحريك المياه الساكنة، والمخاض الذي حتماً سيؤدي إلى نتائج إيجابية إذا أدرك التنويريون طبيعة المرحلة، وعرفوا كيف يتعاملون معها.تاسعاً: انكشاف أسرار الأنظمة السابقة، وحجم الدمار الذي أحدثته في واقع دولها السياسي والاقتصادي. عاشراً: من لم يسقط من الأنظمة فقد سقط شعبياً، ومن لم تقم الثورات في بلدانهم إما استجابوا لرغبات شعوبهم وإما فقدوا شرعية حكمهم. حادي عشر: إن سلبيات ثورات الربيع العربي هي بحد ذاتها إيجابيات إذا فكرنا فيها جدياً في العمق.ثاني عشر: لقد نجحت مصر في عدم سقوط الدولة، ونجحت تونس على طريق الديمقراطية، والولادة القيصرية في العراق وليبيا واليمن قد تأتي بمولود سليم، وتعيش الأم ووليدها بسلام. هذه الإيجابيات لثورات الربيع العربي، لكن سلبياتها عديدة وخطيرة، سبق لنا أن كتبنا عنها، ولا بد من الإشارة إلى أن بعض ثورات الربيع العربي مستمرة في تداعياتها وقد تحولت إلى حروب أهلية مدمرة.
مقالات
إيجابيات ثورات الربيع العربي
06-03-2019