قدمت فرقة الوطن المسرحية السعودية، أمس الأول، عرض «حُبوس»، على خشبة مسرح الدسمة، ضمن الأعمال الموازية في مهرجان «أيام المسرح للشباب» بدورته الـ 12، وهو من تأليف صالح زمانان، وسينوغرافيا وإخراج نوح الجمعان، وتمثيل: عبدالله الفهيد، وشهاب الشهاب، وصالح الخشرم.

تقوم مسرحية «حُبوس» على الثنائيات المتناقضة، كثنائية الموت والحياة، وثنائية الوجود والعدم، وتتلخص كل منهما في المسرحية عبر «الجسد الحبس»، فرغم رمزية الجسد وعلاقتها بالحياة، فإنه هنا يصبح رمزاً للحبس والموت.

Ad

وتتطرق المسرحية إلى قضية الاستلاب من خلال خضوع الإنسان لثقافة الآخر وهيمنة أفكار الآخر التي يروج لها عبر آلته الإعلامية الضخمة، الأمر الذي ينعكس على الأفراد والمجتمع، ويطرح المؤلف الكثير من التساؤلات مثل: ماذا لو كان الجسد حبساً، وأصبحت غرفه وعنابره ومساحاته، مجرد متاهات داخلية لشخص ما؟

ويحاول العرض تقديم قراءة في تجربة الألم الإنسانية، ومفاهيم الحياة المعقدة اليومية التي صنعها الإنسان، حتى بات السجن الاعتيادي ليس إلا عقوبة، تعبر عن آلاف بل ملايين السجون، التي ابتكرها الإنسان وهو ماض في مسيرة الحضارة، وبالتالي فإن رؤية العرض تتركز بشكل أساسي حول كيفية نيل الإنسان لحريته في قالب فلسفي بحت.

وجسد الفنان شهاب الشهاب شخصية المسجون الذي يعاني الحبس والظلام والقيد، بينما مثّل صالح الخشرم دور مسجون قديم يحاول أن يجمل لهم المكان- أي السجن- فيظهر للمساجين تارة كعازف غيتار، ومرة كنادل، وصولاً إلى بائعة مناديل، كما جسد عبدالله الفهيد شخصية السجين المستجد.

يذكر أن طاقم العمل الفني يتكون من: عبدالله الغوينم (تنفيذ مؤثرات صوتية)، وسلطان النوه (إضاءة ومساعد مخرج)، ومحمد الشافعي (خدمات فنية)، وعمر الخميس (عازف عود)، ومحمد الحمد (تأليف موسيقى وتصميم المؤثرات)، وعلى الغوينم (إشراف فني).

وأقيمت صباح أمس ضمن فعاليات المركز الإعلامي للمهرجان، الجلسة الحوارية الثانية، تحت عنوان «المسرح الشبابي العربي بين الواقع والرؤية»، التي حاضر فيها المخرجان عبدالله عبدالرسول (الكويت) ومازن الغرباوي (مصر)، وأدارها الزميل مفرح الشمري، وشارك في المداخلات د. عمرو دوارة، والمخرج خالد الرويعي، والكاتب فهد الحارثي، والناقد محمد الروبي، والكاتب الكبير السيد حافظ.