تأكيداً لما ذكرته «الجريدة» منذ أكثر من شهر، كشفت مصادر مطلعة في مكتب المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أن قرار تعيين سادن الحرم الرضوي إبراهيم رئيسي، رئيساً للسلطة القضائية في البلاد، بدلاً من صادق عاملي لاريجاني، سيُعلن خلال الأيام القليلة المقبلة.

وقالت المصادر، لـ «الجريدة»، إن موضوع إعلان خليفة للمرشد أو مجلس يخلفه تم تأجيله؛ لتجنيب البلاد انقسامات داخلية في توقيت حساس، مشيرة إلى أن خامنئي تخوف من تكرار المشهد الذي جرى مع حسين علي منتظري، الذي كان خليفة لمؤسس الجمهورية الإسلامية الخميني.

Ad

وحسب المصادر، فإن خامنئي رفض أن يحتفظ رئيسي، الذي نافس الرئيس حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بمنصب سادن الحرم الرضوي، لافتة إلى أنه من الممكن إسناد هذا المنصب إلى والد زوجة رئيسي، السيد أحمد علم الهدى، الذي يتبوأ منصب مندوب المرشد وإمام جماعة مدينة مشهد.

وكشفت أنه بعد التأكد من أن رئيسي سوف يتبوأ رئاسة السلطة القضائية، فإن الإصلاحيين كذلك بدأوا اتصالات كثيفة خلف الكواليس معه؛ كي يرمموا الجسور المدمرة، لافتة إلى أن رئيسي، الذي يعتبر من الأصوليين، تقبل هذه المبادرة بحفاوة.

وقالت إن رئيسي، الذي يشغل كذلك منصب رئيس محكمة رجال الدين، طلب إلى المرشد إعطاءه الضوء الأخضر لإصلاح الفساد في السلطة القضائية وفي عموم مؤسسات الدولة، وأن يكون لهذه السلطة، تحت رئاسته، الحرية التامة للتصدي لأي شخصية سياسية أو دينية أو عسكرية.

وأوضحت المصادر أن رئيسي المرتبط بإعدام آلاف من معارضي النظام، وخصوصاً المرتبطين بمنظمة مجاهدي خلق في ثمانينيات القرن الماضي، يعتبر أن الطريق الوحيد لإنقاذ النظام والثورة يكمن في مواجهة السلطة القضائية للمفسدين الاقتصاديين بصرامة، حتى لو اقتضى الأمر حدوث إعدامات كثيرة، وذلك كي تعود الأمور إلى نصابها في البلاد.