«قريباً من ساحة الإعدام» دشنت مسابقة «أيام المسرح»

العرض تناول انهزام قوى الخير والحق... والمستقبل الغامض للجيل المتعلم

نشر في 07-03-2019
آخر تحديث 07-03-2019 | 00:14
تناول المخرج علي الششتري هموم جيل الشباب ومشاكلهم في عرضه المسرحي «قريباً من ساحة الإعدام».
دشن «قريباً من ساحة الإعدام» لفرقة الجيل الواعي عروض المسابقة الرسمية لمهرجان أيام المسرح للشباب، أمس الأول على خشبة مسرح الدسمة، وهو من تأليف الكاتب السوري وليد إخلاصي، وإخراج علي الششتري.

وتدور أحداث هذه المسرحية القصيرة التي كتبها إخلاصي بين رجلين يلتقيان مصادفة في حديقة عامة، دون سابق معرفة، ولكل منهما مأساته التي دفعت به إلى التسكع في الحدائق العامة.

الشاب متخرج في الجامعة، ويبحث عن عمل دون أن يوفق، بينما الرجل الآخر مطرود من عمله، بسبب يقظة ضميره، وعدم سكوته، عن الأخطاء والتجاوزات التي يرتكبها صاحب العمل. في هذه المسرحية، تطرح هاتان الشخصيتان مسألتين في غاية الخطورة: الأولى تتعلق بالمستقبل الغامض الذي يحيق بجيل بأكمله، تسلح بالعلم، ولكنه لم يستطع تحمل مسؤولياته، والثانية تتعلق بانهزام قوى الخير والحق، أمام قوى الشر والباطل.

إن شخصيتي المسرحية منهزمتان من الداخل، وغير قادرتين على مواجهة الواقع الذي يضغط بكلتا يديه على عنقيهما، لا كفردين، بل كنموذجين يمثلان شريحة واسعة، وهما في نفس الوقت لا تخلوان من سلبية، تتجلى عند الشاب باستعداده لدفع أي ثمن، من أجل الحصول على وظيفة.

أما سلبية الرجل الآخر، فتأخذ طابعا انهزاميا بعيدا عن أي شكل من اشكال المواجهة، وسلبية هاتين الشخصيتين معاً كما تطرحهما المسرحية تغدو مسوغة نظراً للضغوط الهائلة التي تتعرضان لها.

يتكون طاقم العمل من: رازي الشطي وعلي الششتري (تمثيلاً)، عبدالرحمن الصفران (ديكورا وأزياء)، محمد التركماني (موسيقى ومؤثرات موسيقية)، خالد الشطي (ماكياج)، فاضل النصار (مصمما للإضاءة)، إلى جانب أحمد محمدي وعلي الششتري (دراماتورغ).

الندوة التطبيقية

بعد نهاية العرض، عقدت الندوة التطبيقية، التي أدارها المخرج علي العلي، وعقبت عليها عضو الهيئة التدريسية بالمعهد العالي للفنون المسرحية د. نرمين الحوطي، بحضور مخرج العرض علي الششتري.

في البداية وجهت د. الحوطي الشكر للمخرج على هذا العرض الذي يناقش العديد من القضايا بطريقة مرتبة وبعيداً عن التقليدية، مثمنة الجهد المبذول من قبله وزميله رازي الشطي في التمثيل الجميل، منتقدة الإضاءة العالية في مشهد «الحانة» وعليه إعادة النظر فيها إذا رغب إعادة العرض مرة أخرى.

ومن مداخلات الحضور، أشاد الفنان القدير عبدالعزيز الحداد بالرؤية الإخراجية للششتري، حيث أثبت أنه متمكن من أدواته خصوصا في حركة الممثلين.

كما شكر الناقد المصري محمد الروبي المخرج على اختياره للنص، متوقعاً عروضاً قادمة مع جيل جديد يطرح علينا اسئلة وهموماً صعبة، والالتباس بين الحق والباطل، فهذا الجيل بدأ يعلن استياءه. وفي ختام الندوة شكر المخرج الششتري الهيئة العامة للشباب وفريق عمله.

back to top