أقامت مكتبة ذات السلاسل، في مقرها بمجمع الأفنيوز، لقاء ثقافيا اشتمل على ندوة بعنوان «الكويت في الرواية التاريخية»، وشارك فيها د. أحمد الدوسري، ود. أحمد حمادة، والروائي حمود الشايجي، وأدارها د. حسين إبراهيم، حيث قام بالتعريف عن المشاركين وإعطاء لمحة عن إنجازاتهم الأدبية. في البداية، قال د. الدوسري إن هناك إشكالية في مصطلح الرواية التاريخية، وأعطى أمثلة مختلفة عن بعض الكتّاب والروايات التاريخية، مشيرا إلى أن كثيراً من المبدعين اليوم ينظرون إلى مصطلح الرواية التاريخية كجنس أدبي على أنه لم يعد صالحا للأعمال والنصوص الجديدة في الأدب العربي، فيميلون إلى مصطلح الكتابة عن الماضي، سواء الماضي القديم أو البعيد.
وأضاف الدوسري: «بالنسبة إلي النص الروائي الإبداعي هو نص أسقط كل الحواجز بين الأجناس الأدبية، وأصبح فضاء يحلق وحده أو يريد من القارئ أن يحلق فيه، بدون أن يكون هناك حواجز تمنع هذه الشخوص الموجودة في النص، وكلما مررت، على سبيل المثال، بالمنطقة التي تدور الأحداث فيها لمحت هذا الطفل يخرج من المخيلة أو النص الروائي أمامي، وربما دخل شخصية أو شخوص أخرى إلى مخيلتي أو الرواية هذه». من جانبه، تحدث د. حمادة عن التاريخ الشفوي، وأعطى لمحة عنه، مبيناً أن روايته الأولى التي جاءت بعنوان «الحصني»، لا تصنف عملاً تاريخياً بالشكل التقليدي، الذي يعتمد على التاريخ كبنية تحتية.وأضاف حمادة أن عنوان روايته «الحصني» يسترجع كلمة قديمة أو مفقودة، مبيناً أنه يرد على الكثيرين الذين يسألونه عن الرواية وفكرتها، بأنهم سيعرفون المضمون إذا قاموا بقراءتها، إذ تبدأ تاريخياً، ولكنها تنتهي بالتحدث عن معاناة شخص لديه أحلام البطولة. ولفت إلى أنه يحب الكتابة عن الأشخاص الذين يواجهون تحديات، مبيناً أن شخصية بندر لديها الكثير من النقص على الصعيد الجسماني، لكنها تحاول التغلب عليه، وعلى غرار أفلام السينما يقوم بندر بتقمص دور شخصية خارقة، موضحاً أنه قام باستخدام التاريخ في الرواية مع مزجه بالواقعية السحرية عليها، مؤكداً أن روايته لا تنتمي إلى الرواية التاريخية بطريقة صرفة، بل استخدم فيها إحساس التاريخ.من جانبه، قال الروائي حمود الشايجي: «أكثر من عشر سنوات، وأنا أتمنى أن أكتب عن مقام الخضر في جزيرة فيلكا، لكن لم أكن أدري لماذا لم أتمكن من ذلك، كنت أبحث وأنشغل بكتابات أخرى، مثل الشعر أو الرواية، إلى أن رأيت صورة (صالحة البنية) وهي ترقص بالعصا وسط جمهور غفير من الرجال، وكانت ترتدي ثوب الزري على ثيابها، وكأنها بطقس احتفالي».وأضاف الشايجي: «ما لفت نظري لها أكثر هو لثامها الأبيض الذي كان يشبه لثام الطوارق في الشمال الإفريقي، وتحديداً في الصحراء الكبرى، الذي يظهر العينين فقط، ويخفي ما بقي من الوجه، شكلها المثير وملامحها الإفريقية كانت هي الشرارة التي استثارتني لكتابة رواية جليلة تحكي حكاية الكويت منذ الربع الأخير من القرن التاسع عشر إلى سنة الاستقلال عن طريق أسرة الشيخ مراد، التي انتقلت من نجد واستقرت في جزيرة فيلكا».
توابل - مسك و عنبر
مكتبة ذات السلاسل نظمت «الكويت في الرواية التاريخية»
07-03-2019