في ظل ضغوط واتهامات من الجناح المتشدد للحكومة التي يقودها التيار المعتدل وتحميلها مسؤولية تردي الأوضاع المعيشية، قال رئيس الجمهورية حسن روحاني إنه اقترح على المرشد الأعلى علي خامنئي أن يقود البلاد في ظل الحرب الاقتصادية التي تمر بها على وقع العقوبات الأميركية. وأضاف: «قلت للمرشد إن الظروف التي نعيشها هي ظروف حرب، والبلاد بحاجة لقائد يقود جبهة الحرب مع العدو، وطلبت منه أن يقود هذه الحرب لتكون الحكومة والشعب من خلفه، فقال لي إن الظروف ظروف حرب، ونحن بحاجة لقائد لجبهة الحرب، والقائد هو رئيس الجمهورية».وأضاف، خلال كلمة أمام مواطنيه في مدينة جيلان شمال غربي البلاد، أن «العدو لم ينجح في إيجاد إجماع في العالم ضد إيران»، منتقداً انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بشكل أحادي.
في غضون ذلك، قال مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية عباس عراقجي إن إيران ليست مقتنعة بجدوى الآلية المالية الأوروبية الخاصة بالتبادل التجاري معها، والتي تم وضعها لإنقاذ الاتفاق النووي الذي توصلت إليه إيران مع الدول الكبرى عام 2015.ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية عنه القول، في اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي المنعقد بفيينا، إن «الآلية لاتزال في بدايتها، وطهران لا تعرف حتى الآن مفاتيحها».وجاء ذلك بعد أن أشار دبلوماسيون أوروبيون إلى أن الآلية، التي دشنتها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا لإقناع طهران بمواصلة الالتزام بالاتفاق النووي، لا يمكن أن تعمل حتى تتم إقامة كيان مقابل في الجمهورية الإسلامية. ويعني ذلك أن تفعيل الآلية سيشهد المزيد من التأخير بعد أن كان من المقرر دخولها حيز العمل أواخر العام الماضي.وتعيش طهران أوضاعا اقتصادية صعبة، بعد إعادة واشنطن فرض العقوبات عليها، حيث هوت العملة الإيرانية مقابل الدولار إلى مستويات قياسية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية المستوردة، وهو ما انعكس سلبا على حياة المواطن العادي. إلى ذلك، أعلنت مصادر رسمية أمس أن كلا من فرنسا وإيران قررت تعيين سفير لدى الأخرى بعد أزمة دبلوماسية استمرت عدة أشهر.وعين المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي سفيراً لإيران في باريس، بينما نشرت الجريدة الرسمية الفرنسية أمس مرسوم تعيين فيليب تييبو «سفيراً مفوضا فوق العادة للجمهورية الفرنسية لدى طهران». في سياق آخر، أكد نائب قائد «فيلق القدس» إسماعيل قاني، أن الحرس الثوري هو الذي دعا الأسد إلى طهران والرئيس حسن روحاني كان على علم «لكن يبدو أنه غفل عن إبلاغ وزير خارجيته محمد جواد ظريف، وهذا الأمر يعود للحكومة». وقال قاني: «زيارة الأسد إلى طهران كانت مهمة حساسة، ومن كان ينبغي أن يعلم بها أعلمناه، ومن كان لا ينبغي أن يعلم بها، لم نعلمه»، مضيفاً: «هناك خلافات كثيرة في وجهات النظر بين الحكومة وفيلق القدس، لكن في النهاية هذه الحكومة حكومتنا وماء وجهها من ماء وجهنا، ونحن نعمل مع جميع أعضائها». وأضاف أن قائد الفيلق قاسم سليماني صديق لظريف ويقف إلى جانب الحكومة.
دوليات
خامنئي رفض اقتراحاً من روحاني لـ «إدارة» إيران
07-03-2019