عقد وزراء الخارجية العرب أو من ينوب عنهم، أمس، اجتماعاً وزارياً بمقر جامعة الدول العربية، اكتسب أهمية إضافية بالنظر إلى أنه يسبق القمة العربية العادية، في تونس، حيث تعد مناقشات وزراء الخارجية إطاراً عاماً لما سيتم طرحه في لقاء القادة العرب، على أن يستكمل الوزراء الإعداد للقمة، في اجتماع عشية انعقاد القمة نهاية الشهر الجاري.

وترأس وفد الكويت في الاجتماع نائب وزير الخارجية خالد الجارالله.

Ad

وناقش المجلس الوزاري العربي مشروع جدول الأعمال، الذي رفعه المندوبون الدائمون في ختام اجتماع أمس الأول، والذي تضمن عددا من قضايا العمل العربي المشترك السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والامنية، وفي مقدمتها تقرير الأمين العام عن نشاط الامانة العامة لجامعة الدول العربية، وإجراءات تنفيذ قرارات المجلس بين دورتي الانعقاد 150 و151، كما يتضمن مشروع جدول الأعمال القضية الفلسطينية والصراع العربي- الإسرائيلي، ومتابعة التطورات السياسية للقضية الفلسطينية وتفعيل مبادرة السلام العربية، والتطورات والانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، والأمن المائي العربي وسرقة إسرائيل للمياه في الأراضي العربية المحتلة، والجولان السوري المحتل.

كما استعرض وزراء الخارجية العرب عددا من الموضوعات حول التضامن مع لبنان، وتطورات الوضع فى سورية وليبيا واليمن، والاحتلال الإيراني للجزر الاماراتية الثلاث، واتخاذ موقف عربي موحد إزاء انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية، ودعم السلام والتنمية في السودان، ودعم الصومال والحل السلمي للنزاع الحدودي الجيبوتي – الإرتيري.

كما تضمن مشروع جدول الأعمال التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، ومخاطر التسلح الإسرائيلي على الأمن القومي العربي والسلم، والعلاقات العربية مع التجمعات الإقليمية والدولية.

وبينما يترقب المحللون والسياسيون قرار عودة سورية إلى الجامعة، فإن مداولات الاجتماع أظهرت اتجاها لرفع هذا الملف إلى القمة ليكون بعهدة القادة.

وفي كلمته خلال الاجتماع، أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري أنه «آن الأوان لإنهاء الأزمة في سورية» مشدداً على ضرورة «الوصول إلى مصالحة في ليبيا»، ومؤكدا أنه «من غير المقبول بقاء نزيف الدم في البؤر المفتوحة في المنطقة».

لجنة إيران

وعلى هامش الاجتماع، عقدت اللجنة الوزارية العربية الرباعية المعنية بـ «متابعة تطورات الأزمة مع إيران وسبل التصدي لتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية»، أعمالها برئاسة الإمارات، قبل أن تعرض اللجنة توصياتها على المجلس الوزاري.

وناقشت اللجنة التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية وكيفية التصدي لها. وتضم اللجنة في عضويتها مصر والسعودية والإمارات والبحرين والأمين العام لجامعة الدول العربية. وحذر الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط من خطورة استمرار الوضع في الأراضي الفلسطينية على هذا النحو، وقابليته للانفجار، إن لم يجرِ استئناف عملية سياسية ذات مصداقية، ولها إطار زمني محدد.

وانتقد أبوالغيط، الخطة الأميركية للسلام، وقال إن العرب لم يروا منها "سوى إجراءات تعسفية ضد الفلسطينيين وحقوقهم، وذلك في تماهٍ مريب مع حكومة اليمين الإسرائيلي". وأكد أن الأوضاع العربية تواجه تحدياتٍ صعبة على مختلف الجبهات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، ودعا الى حلول سياسية للأزمات، مضيفاً "نعرف أن التئام جراح المجتمعات التي مزقها الصراع والاحتراب الداخلي يستلزم وقتاً وصبراً ونفساً طويلاً".