صبت التوقعات قبل لقاء الكويت والقادسية ضمن منافسات الجولة 16 لدوري ڤيڤا للدرجة الممتازة في مصلحة الأبيض، لكنّ كرة القدم أكدت مجددا أنها ساحرة مكيرة نتائجها مثيرة وأحيانا مريرة، وذلك بتفوق الأصفر بهدفين مقابل هدف، وهي النتيجة التي منحت البطولة مذاقا خاصا، حيث أبقت على المنافسة على اللقب إلى حد ما!

وفي صراع البقاء المحتدم، تقدم الجهراء والتضامن خطوة جيدة بتعادلهما مع النصر والعربي، في حين تراجع الفحيحيل والشباب خطوة بخسارتهما على يد السالمية وكاظمة، وهو الأمر الذي يؤكد أن هذا الصراع سيستمر حتى النهاية، مع الوضع في الاعتبار أن الفرق الثلاثة لعبت مباراة أكثر من الأحمر.

Ad

هذا التقرير يلقي الضوء على إيجابيات هذه الجولة وسلبياتها.

تفوّق أصفر

استحق القادسية تحقيق الفوز على الكويت، بعد أن كان الأفضل والأنشط والأكثر رغبة في تحقيق الفوز، وتميّز يوسف ناصر وأحمد الرياحي بالسرعة والنشاط بعد دعمهما من عبدالله ماوي وأحمد الظفيري، وتعد المباراة هي الأفضل بالنسبة إلى المدرب الروماني إيوان مارين على المستوى الخططي، وأدارها بكفاءة واقتدار ونجح في إبطال خط هجوم الأبيض تماما.

من جانبه، فإن الكويت بالغ في الدفاع، كما أن لاعبي "الدائرة" وهم المغربي عصام العدوة والسوري حميد ميدو افتقدا تماما للربط بين الخطوط، فجاء أداؤهما الدفاعي متوسطا والهجومي دون المستوى، ولم يتحرك المدرب محمد عبدالله من أجل العمل على ربط الوسط بالهجوم، لذلك لم يتمكن فيصل زايد وجمعة سعيد من القيام بمهامهما.

الحكام في الميزان

أداء متميز جدا للحكام شهدته الجولة الـ 16، فلم تكن هناك قرارات مؤثرة، ابتداء من حكم مباراة السالمية والفحيحيل علي محمود، الذي أدار المباراة بكفاءة، واحتسب ركلة جزاء صحيحة لـ"السماوي"، مرورا بحكم مباراة كاظمة والشباب عمار أشكناني، الذي وصل باللقاء إلى برِّ الأمان، وساعده على ذلك عدم اعتراض أي من الفريقين، إلى جانب عدم التردد في قراراته، منها طرد لاعب الشباب أحمد أبومريوم.

كما تميَّز حكم مباراة العربي والتضامن هاشم الرفاعي، الذي احتسب ركلة جزاء صحيحة لـ"الأخضر"، وكذلك حكم مباراة الجهراء والنصر عبدالله الكندري، الذي احتسب ركلة جزاء صحيحة للجهراء، وصولا إلى الحكم البحريني عيسى عبدالله، الذي أدار مباراة الكويت والقادسية، وما يؤخذ عليه فقط، هو سماحه لتلقي اللاعبين الذين تعرضوا للإصابة للعلاج في المستطيل الأخضر، الأمر الذي تسبب في إهدار الوقت.

السماوي يكسب

اقتنص السالمية 3 نقاط غالية من بين أنياب الفحيحيل، والأمر يرجع إلى تفوق السوري فراس الخطيب الذي قدّم واحدة من أفضل مبارياته، وقاد زملاءه بشكل نموذجي، وكان شعلة من النشاط.

كان الفحيحيل بدوره، الأفضل والأكثر هجوما وسيطرة، لاسيما في الشوط الأول، لكن الفريق الذي يبالغ في إهدار الفرص يستحق في النهاية الخسارة، علما بأن الأحمر كان يستحق التعادل على أقل تقدير.

عودة البرتقالي

يبدو أن هناك أمورا لا يعلمها أحد بشأن علاقة المدرب البرتغالي السابق توني أولفيرا بلاعبي كاظمة، فحينما تم إنهاء عقده، استعاد الفريق رونقه ومستواه، وقدم تحت قيادة المدرب عبدالحميد العسعوسي مستوى متميزا، خصوصا في الشوط الثاني.

وكان العسعوسي بتغييراته الثلاثة (الحبيتر، بورسلي، الظفيري) هو نجم البرتقالي بلا جدال.

من جهته، قدّم الشباب مستوى مقبولا في الشوط الأول، وكان الأكثر هجوما، لكن الفريق تأثر تماما بالنواحي البدنية في الشوط الثاني.

عقلة: القادسية استحق الفوز

أكد نائب رئيس جهاز الكرة في نادي الكويت عادل عقلة، أن القادسية استحق الفوز في مواجهة فريقه، مشيراً إلى أن المباراة جاءت مملة وبعيدة عن المستوى الحقيقي للفريقين.

وقال عقلة، إن الأبيض والأصفر تأثرا بالضغوط الواقعة عليهما في ظل رغبة الكويت في ملامسة اللقب، وأخرى مماثلة للقادسية فيما يخص الإبقاء على أمل المنافسة، وهو ما انعكس سلبا على المستوى العام للمباراة.

وأضاف أن الكويت لا يزال يملك مصيره فيما يخص حسم اللقب، وهو ما يخفف من آثار الخسارة التي تعرض لها الأبيض في مواجهة القادسية. واعترف عقلة أن الأصفر كان الأكثر انسجاما في شوط المباراة الأول، وتمتع بتقارب في الخطوط، بينما عانى الأبيض التباعد وعدم القدرة على بناء هجمات بالشكل الصحيح.

وفي السياق نفسه، انتقد عدد من لاعبي الكويت تعمد فريق القادسية اضاعة الوقت، لاسيما في الشوط الثاني، مؤكدين أن لاعبي الأصفر كانوا سببا في غياب المتعة الكروية المعتادة في مواجهات الفريقين.

تعادل عادل

عاود العربي هوايته المفضلة في إحراز الأهداف في الدقائق الأخيرة، والتي حسمت له العديد من النقاط، كان آخرها هدف حسين الموسوي في مرمى التضامن في الدقيقة 88 من ركلة جزاء صحيحة.

ونجح الأخضر في التقدم بعد هجومه الضاري، لكن اللاعبين فقدوا التركيز وكلفهم الأمر هدفين في شباك عبدالغفور، وحينما شعر بخطورة موقفهم نجحوا في إدراك التعادل، وهو الأمر الذي يمثّل لغزا على المدرب السوري حسام السيد حل طلاسمه!

في المقابل، قدم التضامن مستوى متميزا هجوما ودفاعا، وكان قريبا من الفوز، لولا حالة السرحان التي أصابت خط دفاعه، الحارس المخضرم شهاب كنكوني وخط هجوم الفريق أفضل ما في المباراة، ونقطة من أنياب العربي بالتأكيد أفضل من لا شيء.

الفهد: مباراة تعادل بطولة

شدد رئيس نادي القادسية الشيخ خالد الفهد على أهمية مواجهات فريقه مع الكويت، مؤكدا أن الفوز في مباراة تجمع بينهما يعادل الفوز ببطولة.

وقال الفهد لـ "الجريدة"، إن الثقة كبيرة في لاعبي القادسية وقدرتهم على العودة في أصعب الأوقات، مشيرا إلى أن الأصفر لن يفقد الأمل، وسينافس على لقب الدوري حتى المباراة الأخيرة.

وأضاف أن فوز الأصفر أعاد بطولة الدوري إلى أرض الملعب، مؤكدا ان المباريات المقبلة ستشهد منافسة كبيرة.

وبين أن ثقة مجلس إدارة القادسية في اللاعبين والمدرب الروماني ايوان مارين لم تهتز مطلقا، رغم تذبذب النتائج هذا الموسم.

وعاشت جماهير القادسية فرحة كبيرة بالفوز على الكويت، ورصد بعض داعمي الفريق بعض المبالغ المالية للاعبين نظير ما قدموه في مواجهة الأبيض.

الجهراء يواصل تفوقه

من المؤكد أن النقطة التي حصل عليها الجهراء من النصر أمر مهم للغاية، دعمت موقفه في البقاء، وواصل الفريق تألقه وقدّم مستوى لا بأس به، وكان قريبا بالفعل من التعادل لولا ركلة الجزاء التي أهدرها دمبلي.

أما النصر فلعب بأقل مجهود ممكن لديه، فالفريق لن يهبط وضمن البقاء، ولن يدخل المربع الذهبي، لذلك حان الوقت للجهاز الفني بقيادة المدرب ظاهر العدواني في تجربة العديد من اللاعبين في الفترة المقبلة.

همسات

ايوان مارين: أدرت المباراة بكفاءة... الفوز دفع القدساوية للإشادة بك... والخسارة كانت تعني رحيلك.

محمد عبدالله: الخسارة ليست نهاية المطاف، غير أن الكويت لم يقدم في الفترة الأخيرة المستوى المعهود عنه.

عبدالحميد العسعوسي: قراءة جيدة في لقاء كاظمة مع الشباب، وتغييرات فعالة... تستحق الحصول على فرصة في الموسم المقبل.

محمد دهيليس: فريقك قدم مباراة متميزة... لديك بعض اللاعبين لا يستحقون اللعب... لكن بصماتك واضحة على الفحيحيل.

أحمد عبدالكريم: حصدت النقطة العاشرة على التوالي... أين كنت من بداية الموسم؟

السيد: غياب الحافز وراء تراجع أداء العربي

أرجع مدرب الفريق الأول لكرة القدم بالنادي العربي السوري حسام السيد تراجع أداء ونتائج الأخضر في الجولات الاربع الاخيرة إلى غياب الحافز لدى اللاعبين، لاسيما أن الفريق يعيش في مأمن من الهبوط، وهو أيضا خارج المنافسة على لقب الدوري، مما أسهم في غياب الروح التي ظهر بها الاخضر منذ بداية الموسم.

وحقق العربي نقطتين من أصل 12 في آخر 4 جولات، حيث خسر من الكويت والجهراء وتعادل مع النصر والتضامن.

وقال: "عامل الإرهاق والاجهاد البدني للاعبين ساهم ايضا في تراجع مستوى الاداء، لاسيما أن الفريق لا يملك دكة بدلاء متعددة الخيارات، في ظل الظروف القسرية التي عاناها في هذا الموسم تحديدا، مما أجبر الجهاز الفني على الاعتماد على عدد معين ومحدود من اللاعبين في جميع المباريات، وذلك أسهم في زيادة الحمل البدني على عاتقهم منذ بداية الموسم". وأكد انه عمد في مواجهة والتضامن، الى تغيير خطة اللعب للمرة الاولى هذا الموسم، بحثا عن الاعتماد على الاندفاع الهجوم والضغط على الخصم، مستغلا عامل الارض والجمهور، وتقدمه بهدف في الشوط الاول، لكنه لم يستغل أفضليته ووقع في أخطاء كلفته خسارة النقاط الثلاث. وتابع: "نحن حاليا أمام فترة توقف طويلة سنستغلها للتعديل، قبل بداية منافسات بطولة كأس سمو الأمير، والتي نسعى خلالها لتقديم أفضل ما لدينا"، لافتا إلى أن النية تتجه للعب مباراتين وديتين خلال فترة التوقف المقبلة، وتم التنسيق مع ناديي الشباب وخيطان لمواجهتهما وديا.

لقطات

• أشاد رئيس وأعضاء مجلس إدارة القادسية بالجهازين الفني والإداري واللاعبين في غرفة خلع الملابس، بعد اجتماع سريع عقد معهم.

• سيطرت حالة من الوجوم على لاعبي الكويت عقب انتهاء اللقاء مباشرة، وتدخل عدد من أعضاء المجلس لإخراجهم من هذه الحالة، خصوصا أن الأبيض مازال الأقرب للقب.

• تدخل نائب رئيس جهاز الكرة في نادي الكويت عادل عقلة للتهدئة بين مدير الأبيض محمد الهاجري، ونائب رئيس جهاز الكرة في القادسية نواف المطيري، بعد تلاسنهما عقب انتهاء اللقاء.

• استقبل لاعبو كاظمة زميلهم عبدالله الظفيري، الذي شارك في مباراة الشباب بديلا بالترحاب، بعد تعافيه من العملية التي خضع لها لعلاج قطع جزئي في الرباط الداخلي للركبة.

• على الرغم من خسارة التضامن نقطتين ثمينتين أمام العربي، فإن الجهاز الفني أشاد بأداء اللاعبين، وأكد لهم أنهم قطعوا خطوة مهمة في البقاء في "الممتاز"، وطالبهم بالاستمرار على هذا المستوى في الجولتين الأخيرتين.