الصباح: العلاج النفسي المسرحي يتغلب على مآسي الحروب
«مؤسسة انتصارس تعنى بتخفيف وطأة الظروف التي تعانيها المرأة في مخيمات اللاجئين»
شددت الشيخة انتصار الصباح على أهمية العلاج النفسي المسرحي لمساعدة النساء المكلومات بمآسي الحروب.
أكدت الشيخة انتصار الصباح عضوة المجلس الاستشاري لمكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الكويت (UNDP)، أن مؤسسة "انتصارس" تعنى بتخفيف وطأة الحروب التي تعانيها المرأة العربية في مخيمات اللاجئين من خلال برامج علمية مكثفة تسعى إلى رأب التصدع النفسي والخلل الاجتماعي والتدهور البدني جراء صدمة الحرب وويلات التشرد ومشاهد العنف والقتل.وقالت الشيخة انتصار، خلال حفل تدشين كتاب "النساء في الحرب" في معرض "The Hub"، أمس الأول، إن الإصدار يسلط الضوء على دور مؤسسة (انتصارس) الخيرية لدعم المرأة العربية من خلال العلاج النفسي الفني والدرامي، مشددة على ضرورة تكاتف الجهود ضمن هذا الاتجاه لمد يد العون للمرأة المحاصرة بتبعات الحرب ومآسي النزوح.ونبهت إلى الغياب الملحوظ للمبادرات التي تهدف إلى مساعدة النساء في التغلب على اضطرابات الحرب، "ولأنني ناشطة في العمل الإنساني وفي مجالات التعليم وحقوق الإنسان والصحة العقلية والمبادرات الإيجابية اتخذت إجراءات عديدة لمساعدة النساء اللاجئات اللاتي يعانين الألم النفسي بسبب الحرب".
وفيما يتعلق بمحتوى "النساء في الحرب"، أفادت بأن الإصدار يجمع بين دفتيه أعمال 23 فناناً يتناولون تجارب النساء المتأثرات بالحرب، موضحة أن هذا الكتاب هو متابعة لنقاشات المائدة المستديرة التي نظمتها اللجنة الدولية تحت رعايتها، والتي ركزت على محنة النساء في الحروب في ضوء الأزمة الإنسانية الأخيرة التي تعصف بالشرق الأوسط.وكشفت أن المناقشات التي دارت عبر المائدة المستديرة كان لها الأثر البارز لإنشاء مؤسسة "انتصارس" -مقرها في لندن- التي تهتم بالنساء في الحروب ومساعدتهن عبر العلاج النفسي المسرحي للتغلب عن مآسيهن والعودة إلى حياتهن الطبيعية.وأوضحت أن الكتاب والمعرض المصاحب له ثمرة لمناقشات المائدة المستديرة التي عقدت في الكويت منذ عام ونصف العام بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإبراز مأساة ومعاناة المرأة العربية في الحرب، خصوصاً أنها المرة الأولى التي يشهد فيها عالمنا العربي في عصرنا الراهن هذا الكم من الحروب وما ينتج عنها من دمار وتشتيت للأسر وتزايد أعداد اللاجئين.ولفتت إلى أن مؤسسة "إنتصارس" الخيرية مبادرة ينصب تركيزها الأساسي على تقديم الدعم النفسي للنساء اللاجئات، مبينة أن مناقشة المائدة المستديرة كانت المحفز الرئيسي في إنشاء تلك المؤسسة.وقالت الشيخة انتصار، إن مؤسسة "إنتصارس" توفر جلسات علاجية للنساء اللاجئات للمساعدة في شفائهن من صدمات الحرب وتزويدهن بنظرة أفضل للحياة، وتعمل حالياً في مخيمات اللاجئين في لبنان حيث توفر الرعاية الصحية النفسية من خلال علاجات تعبيرية لمجموعات صغيرة من النساء اللاجئات.وذكرت أن العلاج النفسي الفني هو المزاوجة بين علم النفس والفن ويقدم كعلاج جماعي يستخدم فيه الرسم والتصفيق واستخدام الصلصال والعديد من أشكال الفن التعبيرية لمساعدة المشاركين على التغلب على الصدمة النفسية. وأوضحت أن العلاج النفسي الدرامي يستخدم تقنيات المسرح لتسهيل الشفاء العاطفي، مؤكدة نجاح المؤسسة في مهمتها إذ ساعدت اللاجئات على التغلب على مستويات عالية من الاكتئاب والقلق ومنحتهن أملاً جديداً في الحياة.وعن تمويل هذه المؤسسة، أوضحت الشيخة انتصار أن معظم ريع مجوهرات شركة "انتصارس" تذهب إلى دعم هذه المؤسسة، التي تم إشهارها العام الماضي في لندن.وأوضحت أن يوم المرأة العالمي مناسب جداً لإبراز ما قامت به مؤسسة "انتصارس" من أعمال خلال عام على انطلاقتها، معربة عن شكرها العميق لمن ساهم في الجلسة الحوارية التي اسفرت عن صدور هذا الكتاب.يذكر أن إصدار هذا الكتاب يتزامن مع الإطلاق الأخير لمؤسسة "انتصارس"، وهي مبادرة خاصة أطلقتها الشيخة انتصار سالم العلي الصباح وينصب تركيزها الأساسي على تقديم الدعم النفسي للنساء اللاجئات.
نموذج فاعل في المجتمعين الكویتي والدولي
أعرب ممثل الأمین العام للأمم المتحدة، د. طارق الشیخ عن سعادته بالمشاركة في الاحتفال بإطلاق كتاب النساء في الحرب، مشيداً بجهود الشيخة انتصار الصباح في مجال العمل الإنساني، واصفا إياها بالمرأة القوية القادرة على الإنجاز. وثمن جهود الشيخة انتصار التي تتضمن مبادرات للمرأة الجادة في العمل وتمثل نموذجاً فاعلاً في المجتمع الكویتي والدولي، و"نحن نسعد بما تقوم به المرأة الكویتیة التي نرى فيها الحماسة والقوة والقدرة على العمل والإنجاز والمساهمة في التنمیة المستدامة في الكویت وخارجها".بدوره، قال الرئيس الإقلیمي للجنة الدولیة للصلیب الأحمر لدى مجلس التعاون الخلیجي یحیى علیبي في تصریح مماثل، إن المبادرة جاءت في وقتها في ظل ما تعیشه المنطقة من معاناة غیر مسبوقة وحروب نتج عنها الكثیر من اللاجئین خصوصاً الفئات الضعیفة كالنساء والأطفال.ولفت علیبي إلى أن تلك الفئات "تعیش مآسي كبیرة في منطقتنا لذا كان لابد من تشجیع بعض العاملین في المجال الإنساني ورفع مستوى الوعي بهذه القضایا وتسلیط الضوء على المرأة خصوصا لما تتعرض له بسبب النزاعات المسلحة".أما الأميرة دانا فراس، فأعربت عن سعادتها بوجودها في هذه الاحتفالية والاطلاع على ما تقوم به الشيخة انتصار الصباح من خلال مؤسسة "انتصارس" مشيرة أن معالجة المرأة نفسياً تمكنها من اجتياز الصعوبات وتهيئة المناخ المناسب لتربية أبنائها في ظل الظروف التي تعيشها اللاجئات العربيات وأشادت بمثل هذه الخطوة التي تعد الأولى من نوعها في العالم العربي لمعالجة اللاجئات العربيات خصوصاً أن المنطقة تمر بأزمات صعبة جداً.
حفل إطلاق كتاب «النساء في الحرب» تضمن معرضاً لبعض صور مخيمات اللاجئين