لا حياة بلا وطن
هجرة البعض للعيش خارج الكويت موضة جديدة تجعلني أتساءل: كيف يستطيع الإنسان أن يحيا ويتمتع خارج بلاده؟ وكيف يمارس الحياة بعيداً عن هذا التراب الغالي؟ أستوعب تغرب الإنسان عن بلده إذا كان مطلوباً قضائياً، أو للدراسة وطلب العلم، أو للعمل والحصول على فرصة وخبرة تفيد بلاده، لكن أن يهجرها بلا مبررات مقنعة فهذا ما لا أستوعبه، فلماذا يغترب الإنسان عن بلده؟ جميع الأسباب يمكن أن تكون مقنعة إلا سببا واحدا، وهي أن يكون الإنسان غير راضٍ عن الحياة فيه، أو أنه يريد أن يعيش مخالفا عاداته وتقاليد وقوانينه، فهاجر وذهب وابتعد بقلب لا يعي معنى الوطنية، ولا حب الوطن الفطري، فكيف إن كان هذا الوطن هو الكويت؟
فالكويت بلد الخير والنعم الكثيرة والحياة الكريمة التي يستطيع أن يعيش فيها الجميع بتنوع جنسياتهم، فهي بلد الإنسانية والديمقراطية، وفيها قانون عادل يحفظ حقوق الجميع بلا استثناء، ويتمتع أهلها بحرية التعبير والديمقراطية التي تجعلنا في استقرار وأمن وأمان، وهناك الكثير ممن يريدون أن يعيشوا فيها حتى لو كانوا لا يحملون جنسيتها، فكيف يهجرها بعض أبنائها؟ ومن العيب أن يتحدث المهاجر أو طالب اللجوء بحق بلده ولو بكلمة سيئة واحدة ليصل إلى مآرب معينة، فهذا إن دل إنما يدل على أنه بلا انتماء وناكر للجميل وجاحد بحق هذا الوطن الذي احتضنه واحتضن أبناءه بقلب كبير، وكم هي مخزية أفعال ناكري الجميل تجاه هذا الوطن حين يقارنونه بدول أخرى، إنها خيانة بحق هذا البلد، فلا يوجد بلد في العالم لا تحصل فيه مشاكل صحية أو تعليمية أو أي مشاكل أخرى، إلا أن الوطن يبقى الحب الأول.والكويت هي حبنا الأول، ولن نخذلها أبداً، ولو ظهر بعض الناكرين لها، لكن أبناءها الأوفياء يظلون هم الذين يقفون في وجه أي كان لأجلها. أتمنى أن تكون الرسالة قد وصلت للجميع، وأدعو ربي أن يحفظ بلادي وشعبها وأميرها، وأن يديم الأمن والأمان علينا ويحفظنا من كل شر.