«صالح يعود»... كوميديا سوداء تناولت الديكتاتورية

الثنائي الثويني ومطر برعا في الكوميديا وتجسيد الكراكترات المختلفة

نشر في 10-03-2019
آخر تحديث 10-03-2019 | 00:06
لقطة من عرض «صالح يعود»
لقطة من عرض «صالح يعود»
وفّق المخرج عيسى الحمر في تقديم معادلة إيقاعية سليمة لعناصر العرض المسرحي في "صالح يعود".
قدمت فرقة المسرح العربي ثالث عروض المسابقة الرسمية لمهرجان أيام المسرح للشباب، من خلال مسرحية "صالح يعود" تأليف د. نادية القناعي وإخراج عيسى الحمر، التي عُرضت على خشبة مسرح الدسمة.

نوع العرض كوميديا سوداء، وثيمته الرئيسة تتمحور حول انقلاب المفاهيم، عندما يرى الناس الفساد أمراً طبيعياً ومعتاداً، في المقابل تصبح الطيبة والنقاء أمراً مستغرباً، من خلال البطل الأساسي في المسرحية، هو كرسي الحديقة، الذي تمر عليه شخصيات من طبقات اجتماعية مختلفة، ولكل منها قصته.

وتدور أحداث المسرحية حول مواطن بسيط يدعى "صالح"، ينتظر دوره كي يجلس على مقعد خشبي في الحديقة العامة، التي يرتادها منذ سنوات، ممسكاً بالجريدة، وهي تغطي وجهه كاملاً، إذ يتظاهر بقراءتها، ويخرج وجهه منها بين فينة وأخرى مراقباً متى سيكون هذا المقعد شاغراً، لكن ما من جدوى، إذ باءت كل محاولاته بالفشل، ولا يأتي دوره.

فالمرأة التي تنتظر عودة زوجها من الحرب رغم الإعلان عن استشهاده تتمكن من الاستيلاء على الكرسي، كما ينضم إليهما اثنان من اللصوص بعد أن نفذ أحدهما جريمة سرقة المرأة العجوز ويحتلان المقعد، ويستأثران به، وبعد رحيل اللصين، تستولي الأم وابنها المغرر به "غريب" الذي نفذ جريمة قتل زوجته على الكرسي، وتريد أمه أن يسافر لكنه يرفض، فتنادي صالحاً ليحكم في الأمر، فهي ترغب في سفره كي ينجو بنفسه من المجاعة القادمة، فيحكم ببقائه، لكن الأم ترفض ثم يرحلان، ويأتي العاشقان، ويستوليان على المقعد أيضاً... الجميع يستأثر بالمقعد إلا "صالحاً"، وفي النهاية تقوم البلدية بعرض الكرسي في المزاد، كإسقاط سياسي واجتماعي على المواطن الذي هُضم حقه.

واعتمدت مسرحية "صالح يعود" على الإسقاط السياسي والرمزية للإشارة إلى مفهوم الديكتاتورية وتشبث كل شخص بكرسيه وموقعه، حتى لو خسره الجميع، إذ انتهى المشهد الأخير بقصيدة "القاعدة" للشاعر الكبير أحمد مطر، ليختتم العرض بموت صالح وبقاء الكرسي وعليه بدلة الديكتاتور.

في هذا العمل، نشهد قدرات تمثيلية رائعة للممثلين خالد الثويني وأمير مطر في الأداء الكوميدي والمقدرة على تجسيد كراكترات مختلفة وبتميز، إضافة إلى إمكانات الثويني الصوتية الجميلة في الغناء، كما أجادت في الأداء سارة رشاد (الزوجة والعاشقة) وتمكنها من الغناء، وكذلك نجح يعقوب حيات في التصدي لأداء الشخصية المحورية (صالح).

ووفق المخرج عيسى الحمر في تقديم معادلة إيقاعية سليمة لعناصر العرض المسرحي، كذلك في الاعتماد على عزف الفرقة الحي، الذي أسهم في صنع الحدث الدرامي.

الجلسة الحوارية

ضمن الفعاليات المركز الإعلامي للمهرجان، أقيمت صباح أمس الجلسة الحوارية "عناصر الرؤية عند المخرج المؤلف"، وتحدث خلالها الكاتبان المسرحيان الكويتي بدر محارب والسعودي فهد الحارثي، وأدارها الزميل مفرح الشمري.

من جهته، بين الكاتب الحارثي أن الكثير من المسرحيات العربية اتسمت كثيراً بتقديم تجارب حملت الإعداد والإخراج معاً، مما أوجد أعمالاً مسرحية مشوهة على خشبة المسرح، في ظل وجود مؤلفين يحرصون على قدسية النص، بالتالي باتت الظاهرة منتشرة عربياً التي تعد مسخاً مسرحياً يشوه العملية المسرحية، وأصبح الأمر بالغ الخطورة رغم بعض الأعمال المسرحية الجميلة.

ثم تحدث الكاتب بدر محارب قائلاً: "لقد عملت ككاتب في بداياتي ثم أخرجت نصوصاً مسرحية لغيري، وبعدها أخرجت عدداً من نصوصي، وأرى أن العلاقة بين المؤلف والمخرج يجب أن تكون كورشة عمل".

وذكر أن عمله بالتعاون مع نخبة من المخرجين مثل فؤاد الشطي وعبدالعزيز الحداد أكسبه خبرة كمخرج، لافتاً إلى أنه كان راضياً عن أعماله كمخرج، ومشيداً بالتعاون المثمر الذي جمعه بالمخرج عبدالعزيز صفر، في عدة مسرحيات منها "جمهورية الموز".

الحارثي ومحارب حاضرا عن «عناصر الرؤية عند المخرج المؤلف»
back to top