«بنات 6 أبريل»... تعالج فترة الحراك الثوري في مصر

نشر في 10-03-2019
آخر تحديث 10-03-2019 | 00:03
تعالج رواية «بنات 6 أبريل» فترة الحراك الثوري التي مرَّت بها مصر، ودور حركة "6 أبريل" في إشعال ثورة 25 يناير 2011، والتحولات التي طرأت فيما بعد.
تحظى رواية "بنات 6 أبريل" لمؤلفها المصري أحمد محمد عبده، الصادرة أخيراً عن مؤسسة أروقة للنشر والتوزيع, باهتمام كبير من جانب القراء والنقاد، لتناولها واحدة من أشهر الحركات المعارضة في مصر، والتي لعبت دوراً كبيراً في إشعال ثورة يناير 2011.

تعالج "بنات 6 أبريل" فترة الحراك الثوري التي مرت بها مصر، ودور حركة "6 أبريل" التي كان لها الدور الأكبر في إشعال الثورة في 25 يناير 2011, ما لها وما عليها، وعلاقتها بجماعة الإخوان، ونظریة المؤامرة أو الأجندة، والتحولات التي تمر بها حركة ثوریة أثناء وبعد الثورة، واتجاهات متباینة داخل الحركة.

أبطال الرواية

تتناول الرواية أيضاً اتجاهات وقناعات مختلفة لأبطال الروایة: شاكر النحیف الحانق على النظام الذي أطيح، یؤید الثورة بأي وضع وبأي ثمن، حتى لو كانت بالمؤامرة، ويشجع ابنته العضوة في الحركة، وأمين الهباش رجل النظام وعضو الحزب الحاكم، یرفض الثورة، وحانق على ابنته العضوة في الحركة، واللواء حسن الكاشف، الذي یمثل التیار العقلاني، ويفضل البعد عن التهور واستشراف ما یمكن أن یحدث من تداعیات نتیجة ثورة شعبیة لیس لها ضوابط، ويمسك العصا من المنتصف بالنسبة لابنته عضوة الحركة.

مفارقات

وتعكس الرواية المفارقات بین هؤلاء الآباء كجیل قدیم وبناتهم كجیل جدید، وتمر الروایة بعدة منعطفات منها تواري دور الحركة في الثورة على الإخوان، واشتراك بعضهم فيها بدور ثانوي بعد أن كانوا هم أبطال المشهد في ٢٥ ینایر2011، ثم موقفهم المُريب مما حدث بعد ثورة ٣٠ یونیو 2013.

استخدمت الروایة أكثر من تقنیة فنیة، علاوة على "الفلاش باك", والمونولوج الداخلي, وتوزعت حكاية السلحفاة التي تعيش ثلاثمئة سنة على طول الرواية، في مقاطع ترويها "أبله فضيلة" على أطفالها في البرنامج الشهير "غنوة وحدوتة"، إسقاطاً على وضع أنظمة الحكم المُزمن في العالم العربي، واقعية مرصعة بفانتازيا، جاءت متوائمة مع موضوع الرواية.

تقنية الشهادات

كما استخدم الكاتب تقنية الشهادات لبعض الأصوات المؤثرة في الرواية، بما يتفق مع أدوارهم فيها، والتناص مع ما يناسب المواقف الدرامية، ببعض ما جاء في كتاب "العقد الاجتماعي" لجان جاك روسو، على لسان شاكر النحيف مدرس الفلسفة سابقاً.

ويضعنا الكاتب في نهاية الرواية أمام سؤال مفتوح: "يا ترى المقصود هنا هم بنات 6 أبريل... الحركة المعروفة، أم تلك الزهرات الصغيرات الخمس اللواتي تصادف ولادتهن يوم تأسيس الحركة في 6 أبريل 2008؟, وقد وضعهن الكاتب على أول طريق آخر، لاستكمال مشوار الثورة في عملية دائرية!

يشار إلى أن أحمد عبده عضو في اتحاد كتاب مصر، وعضو في نادي القصة، له مجموعة من الروايات والقصص منها: مكاشفات البحر الميت، وسُرة البلد، وثعالب في الدفرسوار، ونقش في عيون موسى، وكلاب الصين، وحفر في الباطن، وحالة حرب، وله في مجال الفكر السياسي كُتب: "ثورة يناير والبحث عن طريق"، و"مصر تخلع النقاب"، و"حاخامات الدم في الشرق الأوسط".

back to top