مع اتجاه الإدارة الأميركية لإنشاء إدارة جديدة لمنطقة شرق سورية تحت قيادة حلفائها الأكراد، نفذت قواتها عملية إنزال جوي استهدفت خلايا تنظيم "داعش"، الذي يتشبث بالدفاع عن آخر بقعة يسيطر عليها في بلدة الباغوز على ضفاف نهر الفرات.

ووفق شبكة "دير الزور 24"، فإن طائرتين مروحيتين تابعتين للتحالف الدولي بقيادة واشنطن حلقتا على علو منخفض فوق منطقة العزبة ومن ثم هبطتا على الأرض، موضحة أن عملية الإنزال استهدفت خلايا وعناصر يتبعون للتنظيم، تزامناً مع عمليات تقوم بها قوات سورية الديمقراطية (قسد) المصممة على القضاء على ما تبقى من "دولته" في آخر معاقله شرق الفرات.

Ad

وإلى جانب الإنزال في دير الزور، أفادت شبكة "فرات بوست"، التي تغطي أخبار المنطقة الشرقية، بأن القوات الأميركية نفذت إنزالاً جوياً من ست مروحيات في مدينة الطبقة، موضحة أن العملية استهدفت منزلاً داخله قياديون تابعون لتنظيم "داعش" وأسفرت عن اعتقال أربعة، منهم اثنان من مدينة القريتين في ريف حمص الشرقي.

وبعد أن أبطأت "قسد" وتيرة عملياتها منذ ليل الأحد- الاثنين إفساحاً في المجال لخروج المدنيين، خرج في الأيام الأخيرة آلاف الرجال والنساء والأطفال من منطقة سيطرة التنظيم. لكن هناك من لا يزال رافضاً للاستسلام ومتمسكاً بالقتال.

ورغم حصاره، تبنى التنظيم تفجير سيارة مفخخة قرب سوق الماشية على طريق أوتوستراد شرقي مدينة منبج، بينما قتل عناصر من الشرطة الوطنية في مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي، أثناء تفكيك دراجة نارية مفخخة بالقرب من السوق الشعبي.

عودة النظام

إلى ذلك، أكد عضو الهيئة الرئاسية للمجلس الوطني الكردي وسكرتير حزب "يكيتي الكوردستاني- سورية" سليمان أسو، أمس، أن الولايات المتحدة ترفض عودة النظام السوري إلى شرق الفرات رفضاً قاطعاً، ولن تسمح له ولإيران وتركيا بالتدخل في تلك المنطقة.

وأوضح أسو، لوكالة "باسنيوز"، أن واشنطن تعمل على إنشاء "إدارة جديدة" في شمال شرق سورية يكون للمجلس الوطني الكردي السوري وقواته العسكرية (بيشمركة روج آفا) مشاركة قوية فيها، مبيناً أن "إبقاء أميركا قوة مصغرة في شرق الفرات تعتبر رسالة للجميع بأنها لن تسمح لأي قوة عسكرية أخرى بالدخول إلى هذه المنطقة".

وقال أوسو: "يُفهم من الموقف الأميركي حالياً بأنه لن يتخلى عن الكرد ومكونات شرق الفرات لكنها بالتالي لن تبقى إلى مالا نهاية في تلك المنطقة"، مضيفاً: "هدف أميركا من إنشاء المنطقة الآمنة التي لم تتبلور معالمها بعد، هو تطمين حليفتها التركية وإزالة مخاوفها من سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي (بي واي دي) الموالي لحزب العمال الكردستاني (بي كيه كيه) على شرق الفرات".

وفي وقت سابق، أكدت السياسية فوزة يوسف أن السلطات الكردية تريد نشر قوة متعددة الجنسيات على الحدود لأنها ستطوق مدناً وبلدات سورية، وترفض إقامة "منطقة آمنة" كبيرة تأمل تركيا في السيطرة عليها، مشيرة إلى أنها اقترحت الفكرة في محادثات مع مسؤولين أميركيين وشددت على الحاجة لمواصلة الجهود المشتركة ضد "داعش".

وفي إطار اتفاق سوتشي الموقع سبتمبر الماضي، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أمس الأول، تسيير دوريات مع روسيا في المنطقة منزوعة السلاح في إدلب ومحيطها بعمق يتراوح بين 15 و20 كيلومتراً، على خطوط التماس بين قوات النظام من جهة وفصائل المعارضة وجبهة النصرة سابقاً ومجموعات أخرى صغيرة من جهة ثانية.

مخيم الركبان

في غضون ذلك، رحب رؤساء مقار التنسيق الروسي والسوري، في بيان مشترك أمس، باستعداد الأردن لمساعدة السوريين الموجودين على أراضيه من أجل العودة إلى وطنهم وإزالة مخيم الركبان في أقرب وقت".

ودعا البيان الروسي والسوري مرة أخرى الولايات المتحدة إلى إزالة مخيم "الركبان" والانسحاب من سورية. وقال: "الوقت يمر، وبينما الولايات المتحدة، التي تختبئ وراء المصالح المزعومة لسكان (مخيم) الركبان، التي تطالب من سورية صاحبة المعاناة بتأمين ظروف مثالية للنازحين مؤقتاً، فإنه لن يظل هناك أحد من أجل القيام بإنقاذه".

إلى ذلك، لفت المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية العقيد بل أوربان إلى أنه "لا تزال القيادة المركزية الأميركية على أهبة الاستعداد مع شركائنا في سورية، لتأمين منطقة خفض التصعيد في التنف لقوافل الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية إلى 40000 نازح داخلي في الركبان، كما فعلنا مراراً في الماضي".

وأشار إلى أنه "خلافاً للبروباغندا الدعائية السورية والروسية، فإن الولايات المتحدة لا تقيد حركة النازحين داخل أو خارج المخيم في الركبان، بل تدعم بشكل كامل عملية تسمح للنازحين بحرية الحركة دون إكراه، وتسمح للراغبين في ترك الركبان بمغادرة آمنة وطوعية وكريمة".

ديون إيران

وفي مفاجأة غير سارة، طالب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حشمة الله فلاحت بيشه نظام الرئيس بشار الأسد بسداد الديون المترتبة عليه، مذكراً إياه بالدور العسكري والاستخباراتي الذي لعبته إيران لمساندته في الحرب.

وأنفقت طهران منذ 2011 أكثر من 20 مليار دولار مساعدات عسكرية ومالية للنظام، كما قدمت له تسهيلات ائتمانية تُقَدَّر بمليار دولار سنوياً، وذلك بهدف الحفاظ عليه وعلى مصالحها في المنطقة.

بالمقابل، وقَّعت دمشق عشرات الاتفاقيات الاقتصادية لتسديد تلك الديون، منها في قطاع الطاقة، التي اعترفت إيران بأنها تعتزم إنشاء مصفاة نفط كبرى قرب مدينة حمص. كذلك، حصلت على ترخيص باستثمار نحو 5000 هكتار، لإنشاء مرافئ وخزانات للنفط في الساحل السوري.

وأعطى النظام السوري حق استثمار مناجم الفوسفات في ريف حمص لإيران، التي استثمرت في مشاريع الكهرباء بإعادة تأهيل محطات في دمشق وحلب وحمص ودير الزور وبانياس. أيضاً، تستعد لاستثمار مشغل ثالث للهاتف المحمول، إضافة لاستثمارات زراعية لإيران في مساحات كبيرة، والاستثمار العقاري الأهم لها وأكثرها ربحاً.