بعد مصادقة مجلس النوّاب الأميركي بأغلبيّة ساحقة على قرار يُدين «خطاب الكراهية»، إثر نقاشات حادّة داخل الحزب الديمقراطي حول معاداة السامية على خلفيّة تصريحات للنائبة الديمقراطية المسلمة إلهان عمر، التي انتقدت دعم الولايات المتّحدة لإسرائيل، أثارت عمر، وهي من أصل صومالي وأول نائبة محجبة جدلاً جديداً بانتقادها الرئيس السابق باراك أوباما في مقابلة مع صحيفة بوليتيكو المرموقة، متهمة إياه بـ «القتل»، والاختباء خلف «وجه جميل وابتسامة عريضة».

ونقلت بوليتيكو عن النائبة عن ولاية مينيسوتا أن أوباما حافظ على الوضع الراهن والسائد، ولم يخلق أي أمل بتغيير حقيقي.

Ad

وأضافت: «لا يمكن أن نكون مستائين فقط من (الرئيس دونالد) ترامب... سياساته سيئة، لكن العديد من الأشخاص الذين حكموا قبله كانت لديهم سياسات سيئة أيضاً. لقد كانوا أكثر لمعاناً مما هو عليه. وهذا ليس ما يجب أن نبحث عنه بعد الآن. لا نريد أن يفلت أحد من الملاحقة لأنه لامع، نريد أن ندرك السياسات الفعلية التي تقف وراء الوجه الجميل والابتسامة العريضة».

وقالت عمر إنه في الوقت الذي انتقد اليسار ترامب لفصل الأطفال المهاجرين غير الشرعيين عن عائلاتهم على الحدود في العام الماضي، قامت إدارة أوباما أيضاً بعزل واحتجاز الأطفال بينما كانت قضايا محاكمة والديهم قيد النظر.

وأشارت إلى أن أوباما صعّد حملة القتل التي أدارتها الولايات المتحدة باستخدام طائرات «درون» المسيّرة بدون طيار لضرب إرهابيين مشتبه بهم في باكستان واليمن وليبيا والصومال التي تنحدر منها إلهان عمر. وقد قُتل نحو 2500 شخص في هذه الضربات، 800 منهم من المدنيين، حتى وفقاً للأرقام المتضاربة بين الحكومة الأميركية ومكاتب الصحافة الاستقصائية.

وحاولت عمر أن تتراجع عن انتقاداتها عبر تغريد مقطع من جوابها لصحافي بوليتيكو واتهامه بتشويه كلماتها، وقالت إنها «معجبة بأوباما»، وإنها كانت تقوم بمقارنة بينه وبين ترامب، مدعية أن المراسل «شوه» كلماتها عن عمد.

ووسّع الجدل، الذي أثارته تصريحات عمر الأخيرة، الفجوة بين المؤسسة الديمقراطية المتماسكة التي يجسدها النائب خوان فارغاس، والجناح الديمقراطي الناشط الصاعد.

ووافق مجلس النواب، الذي يهيمن عليه الديمقراطيون، الخميس، على قرار يدين خطابات «الكراهية»، لكنه لا يدين بشكل محدد تصريحات النائبة إلهان عمر.

واتهم الرئيس دونالد ترامب الحزب الديمقراطي بأنه أصبح «معادياً لليهود ولإسرائيل»، واصفاً هذا التصويت، في حدائق البيت الأبيض قبل أن يتوجه إلى ولاية ألاباما لتفقد ضحايا الأعاصير، بأنه «كان مشيناً»، لأنه لم يعاقب عمر وجاء عمومياً.

وأضاف أن «الديمقراطيين أصبحوا حزباً معادياً لإسرائيل، حزباً معادياً لليهود، وهذا أمر مؤسف جداً».

وصادق مجلس النوّاب بأغلبيّة 407 أصوات، ومعارضة 23 نائباً جميعهم جمهوريّون، الخميس، على قرار يُدين خطاب «الكراهية»، بعد نقاشات حادّة داخل الحزب الديمقراطي حول معاداة السامية.

وصوتت عمر لمصلحة القرار، الذي «يدين معاداة السامية باعتبارها تعبيراً بغيضاً عن التعصّب المناقض للقيم والتطلعات التي تميّز الشعب الأميركي، ويدين أوجه التمييز ضد المسلمين، والتعصب ضد أي أقلية».

ورأت الرئيسة الديمقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي أن «إلهان لم تقدر ربما الأبعاد الكامنة لكلامها، لكنني لا أعتقد أن نيتها كانت معاداة السامية، لكن الواقع أن الأمر فسر بأنه كذلك وعلينا تبديد كل الشكوك».

في المقابل، اعتبر النائب الديمقراطي تيد دوتش أن كلام النائبة «يوحي بأن اليهود أمثالي ليسوا أميركيين أوفياء» لبلادهم.

وكانت عمر اعتبرت الأسبوع الماضي أن أعضاء «لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية» (آيباك)، مجموعة الضغط الرئيسة المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة وبعض النواب الأميركيين يشجعون على «الولاء لدولة أجنبية»، ويتقاضون أموالاً لدعم إسرائيل.

من ناحية أخرى، أعلنت الناطقة باسم الرئاسة الأميركية سارة ساندرز، أن بيل شاين، مدير الإعلام في البيت الأبيض والمدير السابق لشبكة «فوكس نيوز»، قدم استقالته، موضحة أنه لا يزال يدعم ترامب، وسيكون مستشاراً داخل فريق حملته لانتخابات 2020.

كما أعلن ترامب عزمه تعيين كيلي كاري، سفيرة متجولة لقضايا المرأة العالمية، بمناسبة يوم المرأة العالمي.