بعد تأجيل موعدها مرتين في الأيام القليلة الماضية، يجري الرئيس الإيراني حسن روحاني غداً زيارته الأولى لبغداد منذ 5 سنوات بأجندة مثقلة، وهو ما أكده لـ «الجريدة»، مصدر مطلع بمكتب روحاني، طلب عدم ذكر اسمه، حينما ذكر أن بنود هذه الأجندة تنقسم إلى شقين؛ اقتصادي وعسكري، كاشفاً أن روحاني يولي أهمية كبرى لربط إيران بسورية ولبنان على ساحل البحر الأبيض المتوسط، عبر مد خط سكة حديدية، وإنشاء طريق سريع يمر بالعراق.

وقال المصدر إن روحاني مُصرّ على توقيع اتفاقيتين لهذين المشروعين خلال زيارته، التي تستمر يومين، علماً بأن الجانب العراقي لم يعطِ طهران، بعد، أي جواب.

Ad

وبينما كانت إيران أعلنت، في أوائل فبراير المنصرم، بدء العمل في مشروع «خط كرمانشاه- بيستون- حميل»، الذي يربطها بالعراق وسورية، لم يحدد المصدر هل يقصد روحاني هذا الخط أم لا؟ بل أشار المصدر في المقابل إلى مشروع لربط إيران بسورية ثم لبنان عبر خط سكة حديدية سريع، لا الخط العادي، يصل ميناءي بندر عباس وشاهبار بالبحر المتوسط، إضافة إلى خط سريع موازٍ له، مضيفاً أن الصين أبدت موافقتها على تمويل هذين المشروعين.

وفي القدس، أكد مصدر رفيع لـ«الجريدة»، أن إسرائيل لن تقبل الربط البري بين طهران ودمشق وساحل «المتوسط»، وستقطع أي تواصل من هذا النوع، سواء كان سكة حديدية أو طريقاً سريعاً، في حين كشفت تقارير إسرائيلية، قبل أيام، أن تل أبيب قررت تكثيف جمع المعلومات الاستخبارية عن العراق.

في سياق متصل، كشف المصدر الإيراني، أن زيارة رئيس المجلس النيابي العراقي محمد الحلبوسي لطهران الخميس الماضي جاءت بعد أن هدد الجانب الإيراني بإلغاء زيارة روحاني، لتردد بغداد في الموافقة على توقيع أي اتفاقية أو مشروع خلال الزيارة بسبب الضغوط الأميركية.

وأضاف المصدر أن روحاني ألغى هذه الزيارة، التي كانت مقررة الخميس، مرتين، لمنح السفير الإيراني في العراق ايرج مسجدي فرصة لإقناع المسؤولين العراقيين بتوقيع اتفاقيات، خصوصاً موضوع إلغاء التأشيرات بين البلدين، مع إصرار روحاني على أن تعلن بغداد إلغاء التأشيرات خلال هذه الزيارة.

وكانت طهران ألغت التأشيرات للعراقيين الذين يدخلونها عبر تأشيرات تمنح على المعابر، لكن العراقيين يترددون في مقابلتها بالمثل لأسباب أمنية.

وسيقدم روحاني جملة من المقترحات، بينها إلغاء قرار رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي، الذي يلزم جميع المصارف العراقية تطبيقَ العقوبات الأميركية، وتصدير بغداد نفط إيران على أنه عراقي وفق اتفاقيات SWAP بين البلدين، وتأسيس مناطق تجارية حرة يُسمح فيها بتبادل السلع بين الطرفين بأي عملة ودون حدود، وتسديد بغداد لكلفة الخدمات التي تقدمها طهران إليها مثل الكهرباء، وبعض المشاريع الهندسية بالعملة الصعبة.

عسكرياً، سيطالب الرئيس الإيراني بتمديد وجود المستشارين الإيرانيين العسكريين في العراق حتى خروج الأميركيين تماماً، وسيقترح أن تقايض بغداد واشنطن على هذا الأمر.

وأشار المصدر ذاته إلى أن العراقيين، وتحديداً الرئيس برهم صالح، كانوا قد اقترحوا التوسط لحل الخلافات بين إيران ودول الخليج، وخصوصاً السعودية، وأن روحاني سيبلغ صالح خلال الزيارة موافقته على هذا الاقتراح، وسيؤكد أن إيران مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع المملكة لحل الخلافات دون شروط سابقة بشكل علني أو سري.

إلى ذلك، أكد السفير الإيراني في بغداد أن المرجع الشيعي العراقي الأعلى السيد علي السيستاني، وافق على لقاء روحاني في آخر أيام الزيارة التي ستستمر 3 أيام.