• شكّل مسلسلا «ورد جوري» و«ثواني» نقلة نوعية في مسيرتك الدرامية، وعلى الرغم من أنك لم تؤدي دور البطولة الأولى فيهما، فإنك محرّك القصتين، كيف تنظرين إلى ما حققت؟- أعتقد أن خياري في الاثنين ذكيّ، صحيح أن دور روان في «ورد جوري» لم يكن البطولة المطلقة، إنما حالفني الحظّ بكونه محوريًا في سياق الأحداث، ومشوّقًا منذ الحلقة الأولى، على الرغم من أن الجمهور معتاد قصص الحب الجماهيرية أكثر. كذلك في «ثواني»، اسُتهلّ المسلسل بمشاهدي المشوّقة عندما سببّت حادث سير، فكنت محرّك الأحداث اللاحقة. حالفني الحظّ بأداء هاتين الشخصيتين المكتوبتين أساسًا بطريقة جميلة جدًا، كما محظوظة بالتمثيل تحت إشراف المخرج سمير حبشي الذي اعتبر العملين مناسبين لي.
• بمَ تتميّز إدارة المخرج سمير حبشي للممثل؟- هو يثق بالممثل، لذا يفسح في المجال أمامه لأداء الدور من منظوره الخاص. لكل مخرج قراءته الخاصة للنص المكتوب، كما يفرض بعضهم أداء معينًا على الممثل، إلا أنني لاحظت أن سمير حبشي متى وثق باحترافية الممثل منحه الحرية فيما يقوم هو بالإشراف على الأداء ودوزنته.• معلوم أن المخرج سمير حبشي لا يتعاون مع غير المتخصصين في التمثيل والإخراج، فكيف أقنعته بموهبتك حتى كسر القاعدة؟- عندما خضعت لتجربة أدء شخصية «روان» في «ورد جوري» علمت أنه استقبل عددًا من المتخصصات في التمثيل من كل الجامعات اللبنانية، لكنه عندما تحدّث معي لبضع دقائق، رأى أنني الشخص المناسب لهذا الدور. أنا فخورة لثقته بي، لذا سأحرص دائمًا على أن أكون عند حسن ظنّه. أحبّه كثيرًا وأتمنى أن نتعاون دائمًا.• ألا تعتبرين التمثيل مخاطرة، لكونك من غير اختصاص؟- أبدًا، برأيي التمثيل إحساس يولد مع الإنسان. صحيح أن بعضهم مقتنع بأنه يجب إتقان التقنيات، لكنني اجتهدت، حيث تابعت دروسًا عبر الإنترنت، وشاركت في ورش عمل. كما خضعت لتمارين على مدى شهرين مع جورج خبّاز. لقد اكتسبت خبرة كثيرة بفضل المخرجين والممثلين الذين تعاونت معهم. برأيي الممثل إنسان حقيقي، وبمنزلة كتلة إحساس يعلم كيفية استخدامها بطريقة صحيحة. • تفتقر هذه المهنة الى حد أدنى من الاستقرار المادي، فضلا عن نكران الجميل، ألا تقلقين؟- طبعًا أقلق، خصوصًا عندما أرى ممثلين مخضرمين، كبار في السن، لا يحصلون على حقوقهم الاجتماعية والمادية، على الرغم من أننا نشأنا على أعمالهم، وحلمنا بأن نصبح مثلهم. يجب أن يحترموا الممثلين المؤثرين في المجتمع الذين نشأت الأجيال على إطلالتهم. أقلق من المستقبل وعدم القدرة على تأمين مردودي المادي أسوة بهم. أفكّر يوميًا بهذا الأمر، وأتمنى أن نصل إلى الحلّ، لأن هذا الموضوع يضع حاجزًا أمامنا وأمام أدائنا.• بالعودة إلى شخصية «لارا»، هي متقلبة عاطفيًا، مستفزّة في مواقفها، إلا أنها تتغيّر في علاقتها مع داني، فكيف تجزئين مراحل هذه الشخصية؟- عندما أتسلم السيناريو أطّلع إلى خلفية الشخصية، لأتعمّق بها وأفهم تصرفاتها وأدائها. لكل شخصية عمقها، إنما ليس بالضروري التعبير عن هذا العمق بمقدار أهمية فهم هذه التفاصيل وأبعادها. برأيي لم تتغيّر «لارا» منذ بداية المسلسل وحتى نهايته، لأنني أعلم أنها إنسانة طيّبة ومحبّة، تعلّمت أن تبدو قاسية وقويّة في نظر الآخرين، لأنها تشعر بنقص معيّن. لذا عندما وجدت هذا الحبّ الطيّب لدى «داني» كسرت قسوتها، مسلّمة قلبها له، لتؤكد له أنها تستحقّ الحب.• هل تتعبين نفسيًا عند تصوير شخصية مماثلة؟- طبعًا، عندما يغادر الممثل موقع التصوير يأخذ معه المشاعر التي رافقته في أثناء التصوير. إن مواجهة مواقف مثل الاغتصاب أو حادث السير أو مشهد أم عاجزة جسديًا، يملأنا قلقًا وحزنًا، ففي النهاية لسنا آلة مجرّدة من المشاعر، لذا لا يمكنني أن أفصل ذاتي عن هذه الأحاسيس التي رافقتني خلال أداء تلك المشاهد. كلما كان الدور حزينًا وفيه إثارة وتشويق تأثّر الممثل أكثر وصعب عليه الانفصال عن الشخصية. برأيي يتوّصل الممثل إلى عملية الانفصال عن الشخصية بفضل الخبرة، لكنه لا ينقطع نهائيًا كإنسان عنها للمحافظة على مصداقية الأداء وحقيقيته.• أي عِبر يمكن استخلاصها من شخصية «لارا»؟- ثمة عبرتان: أولا نحن نظلم دائمًا الناس بأحكامنا المسبقة، وهذا لا يجوز لأننا لسنا في موقعهم، فإذا وضعنا أنفسنا في ظروف الآخرين وجدناهم مجروحين أو مرّوا بمرحلة صعبة أو موجوعين أو مظلومين أو مُهملين. لذا يجب منح هؤلاء فرصة أخرى عبر التقرّب منهم لتفهّم ما يمرون به. أؤمن بأن الإنسان طيّب بطبعه، لكنه يتصرف بطريقة غير مقبولة إذا كان في عمقه حزينًا. أمّا العبرة الثانية، فهي خطورة القيادة تحت تأثير الكحول، وما قد ينتج عنها من حوادث أليمة يتعرض لها شبابنا. • «روان» صبية تعرّضت لاغتصاب، كيف جرت التحضيرات لتنفيذ هذا المشهد؟- ليتعمّق الممثل في الأداء يدرس أولا الشخصية المكتوبة في النص، ومن ثم يُعدّ أبحاثا حول كيفية معالجة الموضوع في المجتمع الذي تنتمي إليه الشخصية. لقد شاهدت وثائقيات وأفلاما وأعددت أبحاثا عميقة متعلّقة بحوادث مماثلة في مجتمعنا. دخلت في تفاصيلها وكيف تجاوبت الفتاة مع هذه الواقعة، وكيف ساعدتها الجمعيات نفسيًا واجتماعيًا، وكيف واجهت عائلتها هذا الواقع. • شاركت في مسرحية بـ «الكواليس» في دور بطولة أمام الممثل جورج خبّاز، أي خبرة اكتسبت؟- ينمّي لدينا جرأة أكثر من التلفزيون ويُكسبنا طاقة جسدية وفكرية هائلة. إن الوقوف على خشبة الفنان جورج خباز أمام 600 شخص في صالة واحدة نستمد منهم طاقة كبيرة، يمنحنا قوّة تُشعرنا كأننا تخطينا إنسانيتنا، لأن كل شيء فينا يتحوّل، الصوت والنفس ووقع الخطى على الخشبة، حيث ندخل عالمًا لا نخرج منه سوى على وقع تصفيق الجمهور. إنها خبرة يطمح أي ممثل أن يعيشها.• عندما تختارين دورًا تبحثين عن المحوري أم الذي يتضمن رسائل إنسانية واجتماعية معيّنة؟- أبحث عن دور عميق يحرّك مشاعري وشغفي. لحُسن حظّي، عُرضت عليّ شخصيات غنية من ضمن سياق أحداث شائقة. أتمنى أن أتلقى دور بطولة مشوّقًا أيضًا لأتقدم في مسيرتي التمثيلية.• عملت سابقًا في برنامج «كوميكاتور» الانتقادي الساخر، أي كوميديا تطمحين إليها؟- الكوميديا شغفي الأكبر وحلمي المستقبلي. أطمح بالمشاركة في مسلسل كوميدي أو في إعداد وتقديم برنامج كوميدي خاص بي. ألاحظ أن دور المرأة في الكوميديا راهنًا يقتصر على كونها مثيرة ومهضومة فحسب، لذا أطمح في أن أمنحها دورًا أهم في المستقبل.• ما تفاصيل فقرة «كزدورة» التي تعرضونها مباشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟- أطلّ 5 دقائق مباشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في «كزدورة» الذي يرتكز إلى فكرة كوميدية بسيطة، وهي التجوّل بعفوية في السيارة لتجربة مطاعم ومأكولات لبنانية بهدف الترفيه فحسب. أوّد الإشارة إلى أنه لا مردود ماديًا من وراء هذا البرنامج، فجورج خلف وأنا نرتجل حديثنا بأسلوب طريف، هدفنا إعطاء صورة عن الشباب اللبناني الحيوي الذي يحبّ الحياة، وأعتقد أننا حققنا ذلك، لأن لدينا متابعين من كل دول الاغتراب يحنّون إلى لبنان ومأكولاته، فيتواصلون معنا ويشاهدوننا دائمًا.
مواقع التواصل في مسيرة الفنان
تقول ستيفاني عن دور مواقع التواصل في مسيرة الفنان: تؤدي هذه المواقع دورًا مهمًا جدًا، فثمة جمهور هائل يتابع «كزدورة «مثلا. هذه المواقع سيف ذو حدّين، برأيي، لذا تقتصر علاقتي بها على النقل المباشر للفقرة مرتين في الأسبوع، فأنا أسعى ألا أنغمس في العالم الافتراضي، لأنني أريد التفرّغ لعائلتي وأصدقائي. يروّج بعض النجوم لنشاطاته أحيانًا بطريقة مبالغ فيها. لذا أفضّل شخصيًا الخصوصية أكثر.وفيما يتعلق بمشاريعها المستقبلية، تشير إلى أن «القرارات أصعب صراحة، أتلقى عروضا كثيرة يجب اختيار الأهم من بينها، لذا أضطر إلى رفض مشاريع جميلة متزامنة مع أخرى. أصوّر راهنًا بطولة مسلسل درامي كتابة وليد زيدان، إخراج رندا علم، إنتاج مي أبي رعد. أؤدي فيه دورًا مختلفًا جدًا عن «روان» و«لارا». إلى ذلك اشتقت كثيرًا للمسرح، قد يكون هناك مشروع قريب.