تتواصل فعاليات مهرجان "رحلة المعنى" في الجامعة الأميركية في الكويت، بعنوان رئيسي تساؤلي لسلسلة محاضرات هو: "كيف نصل إلى المعنى؟" تطرق خلالها المحاضرون إلى "المعنى" طبقاً لرؤية وتجربة كل واحد على حدة، ويتميز المهرجان بأنه مساحة ثرية لعشاق الكتابة ويساهم في تبادل وصقل الخبرات.

واستهل الكاتب والناقد الكويتي حسين المطوع في محاضرة بعنوان "التأويل: عن أي معنى نتحدث؟" بالتطرق إلى موضوعين هما الحياة والقراءة، "إذ لا يمكن التطرق إلى هذين الموضوعين إلا ونذكر "المعنى" كشيء مرتبط بهما جوهرياً، فننطلق في مساءلة النصوص ومساءلة الحياة للخروج أخيراً بما نسميه المعنى. وقدمت د. أروى خميس مجموعة من التساؤلات في محاضرتها التي جاءت بعنوان "نكبر. فهل تكبر القصص معنا؟" متسائلة: "لماذا نتذكر بعض الحكايات التي قرأناها صغاراً حتى بعد أن كبرنا، ثم نعود ونحكيها لصغارنا مرة أخرى؟ لماذا يعرف الكل سندريلا وعلاء الدين؟ ما الذي يجعل القصة خالدة لا تموت؟ ما الذي يبقيها عشرات السنين؟ لمَ بعض القصص نقرأها ونسمعها ثم لا نمانع أن نراها فيلماً ومسرحية رغم معرفتنا بأحداثها ونهاياتها؟ عن معاني القصص، حدودها، فهمها وتأويلها".

Ad

أما مديرة البرامج التعليمية في مؤسسة بصيرة الأفكار للاستشارات التعليمية والتربوية داليا تونسي فقدمت محاضرة بعنوان " الطفولة وتساؤلات المعنى" لفتت فيها إلى مقولة لكونديرا مفادها أن الأسئلة الخطيرة حقاً هي فقط تلك التي يمكن أن يصوغها طفل فوحدها الأسئلة الأكثر براءة هي أسئلة خطيرة حقاً.

وقالت تونسي: حين يسأل الطفل فإن سؤاله غائي وخام وخال من تحيزات ما قبل السؤال: لمَ تعيش الأسماك في البحر؟ لماذا يوجد لنا عينان وأنف واحد؟ وإذا كان لنا عينان، فلمَ لا نرى العالم مقسوماً قسمين؟ في الحقيقة لدينا الكثير لنتعلمه عن صياغة المعنى من سؤال الطفل، فسؤاله يحمل عنصراً وجودياً".

الكتابة الروائية

وقدم د. محمد الودرني في محاضرته " الكتابة الروائية والبحث عن المعنى" ورقة بحثية، وقال "نروم من خلال هذه الورقة العلمية رصد مسيرة بطلي روايتي "تفاصيل صغيرة" لـ نور الدين العلوي، و"أرق النار وقلق الماء" لصالح بن رمضان، في بحثهما عن معنى كالزئبق تفلتاً انسياباً في ضوء مقاربة ظاهراتية "approchephenomenologique" نعنى من خلالها بشبكة الثيمات المهيمنة التي تكشف عن هجرة المعنى من فضاء إلى آخر، وصولاً إلى إزاحة اللثام عن الدلالات الانثربولوجية والحضارية والاجتماعية التي يومئ لها النص الروائي في علاقته بالراهن ضمن صلته بالماضي والآتي في إطار ما اصطلح عليه القديس أوغسطين بالحاضر الثلاثي "le tripe present".

بدورها قالت د. منى السليمية في محاضرتها "حكاية معنى"، إن "للمعنى حكايات، وللحكايات شخوصاً، في "حكاية معنى" سرد ذاتي لرحلة بحث عما وراء القلق والأحلام، والقراءة، والكتابة والحرية، والذاكرة، والزمن، والهوية، والمكان، وعن لا نهائية المعاني في عالم متعدد، وعن راهنية الوصول إلى ما لا يمكن القبض عليه، وعن اللامعنى الذي يقف شاخصاً في حكاية تأبى أن تكتمل".